اشتباكات بين إسرائيل وحزب الله.. ومساع غربية لمنع التصعيد

0


شدّد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الذي شملت لقاءاته السبت (السادس من كانون الثاتي/يناير 2024) في بيروت ممثلين عن حزب الله، على ضرورة تجنّب “جرّ” لبنان الى نزاع إقليمي، على وقع التصعيد على الحدود مع إسرائيل منذ بدء الحرب في قطاع غزة.

وقال بوريل في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية اللبناني عبدالله بو حبيب: “من الضروري للغاية تجنّب جر لبنان إلى نزاع إقليمي”، مخاطباً في الوقت ذاته الإسرائيليين بالقول: “لن يخرج أحد منتصراً من نزاع إقليمي”.

ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، تشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية تبادلاً يومياً للقصف بين حزب الله والجيش الإسرائيلي. ويعلن حزب الله استهداف مواقع ونقاط عسكرية إسرائيلية، بينما يردّ الجيش الإسرائيلي بقصف جوي ومدفعي يقول إنه يستهدف “بنى تحتية” وتحركات مقاتلين. لكنّ الخشية من توسّع نطاق الحرب تصاعدت بعد مقتل نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري الثلاثاء الماضي بضربة جوية في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله. وقالت السلطات اللبنانية وحزب الله وحماس وواشنطن إن إسرائيل نفذت العملية. ولم تعلّق الدولة العبرية رسمياً. يذكر أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.

وتوعد حزب الله بأن قتل العاروري “لن يبقى دون عقاب”. وأعلن السبت إطلاق أكثر من 60 صاروخاً باتجاه قاعدة مراقبة جوية في شمال إسرائيل، في خطوة قال إنها تشكل “رداً أوّلياً” على مقتل العاروري.

وفي نفس السياق، بدأ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن جهوداً دبلوماسية في محاولة لوقف اتساع الصراع الدائر في غزة منذ ثلاثة أشهر إلى الضفة الغربية المحتلة ولبنان وممرات الشحن في البحر الأحمر.

وقال بوريل الذي التقى عدداً من المسؤولين اللبنانيين: “أعتقد أنه يمكن تجنّب الحرب، ويجب تجنّبها، ويمكن للدبلوماسية أن تسود للبحث عن حل أفضل”، مشدداً على أنه “من الضروري تجنّب تصعيد إقليمي في منطقة الشرق الأوسط”. وشدد على ضرورة “إعادة فتح القنوات الدبلوماسية للإشارة الى أن الحرب ليست الخيار الوحيد، بل هي الخيار الأسوأ”.

مقتل “أبرز العقول المدبرة” في حماس، من يكون صالح العاروري؟

To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video

وفي خطوة لافتة، شملت لقاءات بوريل في بيروت ممثلين عن حزب الله، وفق ما أكد مصدر في الاتحاد الأوروبي لوكالة فرانس برس. وقال المصدر إن زيارة بوريل الى المنطقة “تهدف الى المساهمة في منع المزيد من التصعيد”. وأكد أن بوريل “منخرط في حوار دبلوماسي مع جميع الممثلين السياسيين المعنيين والذين لديهم تأثير على الوضع في الميدان أو لديهم مصلحة فيه”.

ولم يحدد المصدر هوية المسؤول الذي التقاه بوريل، لكن وسائل إعلام محلية ذكرت أنه التقى النائب محمّد رعد، رئيس كتلة حزب الله البرلمانية.

وشملت لقاءات المسؤول الأوربي في بيروت كلاً من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس البرلمان نبيه بري وقائد قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان الجنرال أرولدو لازارو. ونبّه ميقاتي خلال لقائه بوريل، وفق بيان عن مكتبه الإعلامي، أنّ أي “تفجير واسع النطاق في جنوب لبنان سيقود المنطقة إلى تفجير شامل”.

وقال بيان عن قوة يونيفيل إن بوريل ولازارو ناقشا “الوضع الحالي على طول الخط الأزرق وأهمية منع المزيد من التصعيد”، واعتبرا أن “السعي إلى حل دبلوماسي ليس ممكناً فحسب، بل ضروري أيضاً”.

وجاءت تصريحات بوريل في وقت تشهد فيه بيروت زيارات لدبلوماسيين غربيين سعياً إلى ضبط النفس وتجنب حصول تصعيد بين إسرائيل ولبنان، والدفع باتجاه إيجاد حلول قد تشمل تسوية الخلاف الحدودي البري بين البلدين.

وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله قال الجمعة إنه “بعد طي هذه المرحلة ووقف العدوان على غزة … نحن أمام فرصة تاريخية الآن للتحرير الكامل لكل شبر من أرضنا اللبنانية”.

وردّ وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت على التصريحات بالتأكيد أن إسرائيل “تفضّل المسار الدبلوماسي على المسار العسكري” لإعادة الهدوء إلى المناطق الشمالية الحدودية مع لبنان.

وأبدت السلطات اللبنانية في الأسابيع القليلة الماضية استعداداً لتطبيق القرار الدولي 1701 الذي أنهى حرباً مدمرة خاضها حزب الله وإسرائيل عام 2006، وينصّ على انتشار الجيش اللبناني فقط على طول الحدود مع إسرائيل، بشرط انسحاب الأخيرة من أراض حدودية محتلة يطالب بها لبنان.

وأسفر التصعيد عند الحدود مع إسرائيل عن مقتل 181 شخصاً في الجانب اللبناني، بينهم 135 عنصراً من حزب الله، وفق آخر حصيلة السبت.

وتعتبر دول عديدة حزب الله اللبناني، أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية. ومن بين هذه الدول الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ودول عربية. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كـ “منظمة إرهابية”.

خ.س/ف.ي (أ ف ب، د ب أ، رويترز)

(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
اضف تعليق
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.