المعارضة تتقدم على "حزب أردوغان" في الانتخابات البلدية
أظهرت نتائج أولية تقدم رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو على منافسه من حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الانتخابات المحلية التي أجريت اليوم الأحد (31 آذار/مارس 2024)، في خطوة قد تؤدي إلى تعزيز جهود المعارضة التركية لإعادة تأكيد نفسها بصفتها قوة سياسية.
وفي ضربة أخرى لأردوغان، أعلن رئيس بلدية أنقرة الحالي منصور ياواش فوزه على منافسه من حزب العدالة والتنمية بعد أقل من ثلاث ساعات على إغلاق صناديق الاقتراع في الانتخابات البلدية على مستوى البلاد. وينظر المحللون إلى الانتخابات البلدية التي أجريت في أنحاء تركيا على أنها مقياس لدعم أردوغان وقوة المعارضة.
ونظم أردوغان، الذي يقود تركيا منذ أكثر من عقدين، حملات انتخابية قوية دعما لحزبه من أجل استعادة السيطرة على إسطنبول من منافسه إمام أوغلو، رئيس البلدية الحالي والمنافس الرئاسي المحتمل في المستقبل.
وقال أردوغان: لم نحقق النتائج المرجوة من الانتخابات المحلية.
واندلعت أعمال عنف في بعض المدن بشرق تركيا فيما يتعلق بانتخاب مسؤولي الأحياء، وسط تقارير عن مقتل ثلاثة أشخاص.
وأظهرت نتائج رسمية استندت إلى فرز 41.43 بالمئة من صناديق الاقتراع حصول إمام أوغلو على تأييد 50 بالمئة من المصوتين مقابل 41.26 بالمئة لمنافسه من حزب العدالة والتنمية مراد قوروم، الوزير السابق في حكومة أردوغان.
وقال إمام أوغلو “بناء على البيانات التي جمعناها، أستطيع أن أقول إن التأييد والثقة التي يضعها مواطنونا فينا ظهرت بالفعل”. وأضاف “الصورة الحالية تسعدنا كثيرا”.
بزوغ نجم إمام أوغلو
ونشرت وكالة الأناضول التي تديرها الدولة نتائج رسمية بعد فرز بعض صناديق الاقتراع أظهرت تقدم حزب الشعب الجمهوري المعارض في المدن الكبرى مثل إزمير وبورصة وأنطاليا وأضنة.
ووجه إمام أوغلو لأردوغان وحزبه العدالة والتنمية أكبر ضربة انتخابية منذ عقدين في السلطة بفوزه في انتخابات 2019. لكن الرئيس تمكن في 2023 من الفوز بفترة جديدة وبأغلبية برلمانية مع حلفائه القوميين.
وأظهرت نتائج فرز الأصوات في بعض صناديق الاقتراع تقدم حزب الشعب الجمهوري على مستوى البلاد بنحو 39 بالمئة من الأصوات، وهي المرة الأولى التي يحقق فيها هذه النسبة منذ 35 عاما.
وقال محللون إن الظهور الخافت لحزب العدالة والتنمية في الانتخابات اليوم الأحد قد يقلل من سيطرة أردوغان على تركيا ويشير إلى تغير محتمل في المشهد السياسي المنقسم في البلد صاحب الاقتصاد الناشئ الكبير. ويُنظر إلى فوز إمام أوغلو على أنه يغذي التوقعات بأن يصبح زعيما وطنيا في المستقبل.
وفي جنوب شرق تركيا، اشتبكت مجموعات مع بعضها ببنادق وعصي وحجارة مما أدى إلى مقتل شخص وإصابة 11. وقالت وكالة أنباء الأناضول إن مرشحا آخر قُتل وأصيب أربعة في اشتباكات.
وأضافت أن 16 شخصا أصيبوا في اشتباك في شانلي أورفا بينما طُعن رئيس بلدية أفيون قره حصار في الغرب. وأفادت وكالة ديميرورين للأنباء بشكل منفصل بأن شخصا قُتل بالرصاص وجُرح اثنان خلال الليل في بورصة.
الناخبون الأكراد والإسلاميون
وأشارت استطلاعات الرأي إلى تقارب السباق الانتخابي في إسطنبول، التي تقود الاقتصاد التركي، بين إمام أوغلو وقوروم. وقال محللون إن النتائج الأولية تعكس على الأرجح الضغوط الاقتصادية الناجمة عن التضخم المستفحل الذي يقترب من 70 بالمئة، فضلا عن عدم رضا الناخبين الأكراد والإسلاميين على أداء حزب العدالة والتنمية.
وفي حين أن الجائزة الكبرى لأردوغان هي إسطنبول، فإنه يسعى أيضا إلى استعادة العاصمة أنقرة. وفازت المعارضة بالمدينتين في 2019 بعد أن كانتا تحت حكم حزب العدالة والتنمية وأسلافه الإسلاميين على مدى السنوات الخمس والعشرين السابقة.
وتشير النتائج الأولية إلى أن فرص أردوغان لم تشهد تحسنا يذكر بسبب انهيار تحالف المعارضة الذي هزمه العام الماضي. ولا يزال إمام أوغلو يحظى بقبول الناخبين خارج حزب الشعب الجمهوري، حزب المعارضة الرئيسي.
وكان للناخبين من الحزب الرئيسي المؤيد للأكراد دور حاسم في نجاح إمام أوغلو في عام 2019. وقدم حزبهم، حزب المساواة وديمقراطية الشعوب، هذه المرة مرشحه الخاص في إسطنبول، لكن التوقعات أشارت إلى أن العديد من الأكراد سيضعون الولاء للحزب جانبا ويصوتون لصالح إمام أوغلو مرة أخرى.
وفي جنوب شرق تركيا الذي تسكنه أغلبية كردية، سعى حزب المساواة وديمقراطية الشعوب إلى إثبات قوته بعد أن أطاحت الدولة برؤساء بلديات الحزب المؤيد للأكراد في أعقاب الانتخابات السابقة بسبب علاقات مزعومة مع المسلحين.
ومن بين الأمور التي لا تعمل في صالح أردوغان زيادة التأييد لحزب الرفاه الجديد الإسلامي بسبب موقفه المناهض بشدة لإسرائيل بخصوص الحرب في غزة وعدم الرضا عن أسلوب تعامل حزب العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية مع الاقتصاد.
خ.س/ص.ش (رويترز، أ ف ب، د ب أ)