ألمانيا وأمريكا تطالبان إسرائيل بإدخال مساعدات غزة بسرعة
دعت الحكومة الألمانية إسرائيل إلى الإسراع في تنفيذما أعلنت عنه بشأن تقديم المزيد من المساعدات الإنسانية للسكان المدنيين في قطاع غزة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية في برلين اليوم الجمعة (الخامس من نيسان / أبريل 2024) إن اعتزام إسرائيل فتح ميناء أشدود وحاجز إيريز الحدودي بشكل مؤقت أمام توصيل المساعدات وكذلك توسيع الممر الأردني لإيصال المساعدات “أمر مهم وصحيح، لكنه بالطبع جاء متأخرا أيضا”. وأضاف المتحدث أن الحكومة الألمانية تنتظر الآن أن يتبع إعلانات الحكومة الإسرائيلية أفعال على وجه السرعة. وذكر المتحدث أن “شعب غزة يحتاج إلى كل حزمة مساعدات، ولذلك ننتظر من الحكومة الإسرائيلية أن تنفذ إعلاناتها بسرعة”.
من جانبها قالت كريستيانه هوفمان نائبة المتحدث باسم الحكومة الألمانية إن برلين ترحب بإعلان إسرائيل، وأضافت أنه “أمر محوري ومهم بالنسبة لنا أن تتحسن الحالة الإنسانية في غزة وأن يتم قبل كل شيء فتح الطرق أمام السلع الإنسانية والمساعدات الإنسانية”.
واستطردت هوفمان أن برلين تفترض أن هناك حاجة إلى إدخال مساعدات تكافئ حمولة ما لا يقل عن 500 شاحنة لضمان تأمين إمدادات الحد الأدنى وتلبية الاحتياجات الإنسانية الأساسية في القطاع، ورأت أن “الأمر المهم والحاسم الآن هو أن يتم فعليا إدخال هذه الكميات المكافئة لحمولة 500 شاحنة على الأقل وأن يتم توسيع نطاق المساعدات بشكل كبير”.
يشار إلى أنه بعد التحذير الواضح -من جانب حليفتها الولايات المتحدة الأمريكية- أعلنت إسرائيل أنها قررت اتخاذ “خطوات فورية” لزيادة المساعدات الإنسانية المقدمة للسكان المدنيين في قطاع غزة.
وأعلنت إسرائيل صباح اليوم الجمعة أنها ستسمح “مؤقتا” بإيصال مساعدات إلى قطاع غزة المحاصر والمهدد بالمجاعة عبر ميناء أشدود ومعبر إيريز وزيادة المساعدات من الأردن عبر معبر كرم أبو سالم، غداة تحذير غير مسبوق من شريكها الأمريكي.
ويأتي هذا الإعلان مع تزايد الضغوط الدولية على الحكومة الإسرائيلية. وقررت حكومة الحرب في إسرائيل فتح الميناء والحاجز الحدودي مؤقتا أمام توصيل المساعدات، بحسب ما ذكرت صحيفتا “هآرتس” و”تايمز أوف إسرائيل” الإسرائيليتان استنادا إلى بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو.
واشنطن تنتظر “نتائج” بعد التزام إسرائيل بزيادة المساعدات لغزة
من جانبه أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن -اليوم الجمعة في لوفين قرب بروكسل- أن الولايات المتحدة تنتظر “نتائج” بعد التزام إسرائيل بالسماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وقال بلينكن للصحافيين -بعد اجتماع بين مسؤولين أمريكيين وأوروبيين خُصص لقضايا التجارة والتكنولوجيا- إن “هذه تطورات إيجابية، لكن الاختبار الحقيقي هو النتائج، وهذا ما نتطلع إلى رؤيته في الأيام والأسابيع المقبلة”. وأوضح أن الولايات المتحدة تريد خصوصا ضمان وصول المساعدات الإنسانية “بشكل فعال” إلى من يحتاجون إليها، أي “ما يقرب من 100 بالمائة” من سكان غزة الذين يعانون من نقص الغذاء.
ومن بين الإجراءات -التي أعلنتها إسرائيل- ستراقب واشنطن خصوصا “عدد الشاحنات التي يمكنها الدخول فعليا على أساس مستدام” وتوزيع المساعدات “في كل مكان في غزة، بما في ذلك في شمال” القطاع الفلسطيني، بحسب ما قال بلينكن.
وأثار الرئيس الأمريكي جو بايدن الخميس للمرة الأولى إمكانية ربط دعم إسرائيل في الحرب بإجراءات “فورية” و”ملموسة” للاستجابة للكارثة الإنسانية في غزة. وبعد تصريحات الحكومة الإسرائيلية دعاها البيت الأبيض إلى الوفاء بوعودها من خلال تنفيذها “بشكل سريع وكامل”.
وشدد بلينكن على أنه “من المهم أن نرى تحقيقا مستقلا وشاملا ومعلنا بالكامل” في مقتل عمال الإغاثة من منظمة “المطبخ المركزي العالمي” (وورلد سنترال كيتشن). وقال: “نتطلع إلى رؤية محاسبة عامة ونتطلع إلى رؤية مساءلة في أعقابها”.
إسرائيل تقيل ضابطين على خلفية مقتل موظفي إغاثة بغارة إسرائيلية
وفي هذا السياق خلص تحقيق إسرائيلي -حول مقتل سبعة من موظفي الإغاثة في غارة جوية على غزة هذا الأسبوع- إلى ارتكاب الجيش أخطاء جسيمة وانتهاكات للإجراءات مما أدى إلى إقالة ضابطين وتوبيخ قادة كبار رسميا.
وخلص التحقيق إلى أن القوات الإسرائيلية اعتقدت خطأ أنها تقصف مركبات تقل مسلحين من حركة حماس -التي تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية- عندما قصفت الطائرة المسيرة السيارات الثلاث التابعة لمنظمة “المطبخ المركزي العالمي” الخيرية، لكنها انتهكت الإجراءات المتبعة في العمليات.
وقال الجيش في بيان صدر اليوم الجمعة “قصف مركبات الإغاثة خطأ فادح نتج عن فشل كبير بسبب خطأ في تحديد الهوية وأخطاء في اتخاذ القرار وشن هجوم يتعارض مع إجراءات المتبعة في العمليات”.
وأضاف أنه أقال رئيس أركان كتيبة برتبة كولونيل وضابطا بكتيبة الدعم الناري برتبة ميجر، ووجه توبيخا رسميا لضباط كبار من بينهم قائد القيادة الجنوبية.
وأثار مقتل سبعة من موظفي الإغاثة، ومن بينهم مواطنون من بريطانيا وأستراليا وبولندا ومواطن يحمل الجنسيتين الأمريكية والكندية وفلسطيني، غضبا على مستوى العالم هذا الأسبوع.
ع.م/ع.ج/ز.أ.ب (د ب أ ، أ ف ب ، رويترز)