وجهة نظر: فلتبتعد عن المسرح السياسي يا دونالد ترامب!
وجهة نظر: فلتبتعد عن المسرح السياسي يا دونالد ترامب!
لا، لم تكن أحداث السادس من يناير/ كانون الثاني هفوة، ولم تكن مصادفة أيضا. وإنما كانت النتيجة الحتمية لفترة رئاسة استمرت لأربع سنوات، اعتمدت على الغضب بدلا من الحقيقة، واستطاعت أن تحول الموقف السياسي لمؤيديها إلى كراهية “للآخر”.
دونالد ترامب يتحمل المسؤولية
كنت هناك وشاهدت بعيني وسمعت بأذني كيف حوّل خطاب دونالد ترامب في ذلك اليوم البارد من شهر يناير/ كانون الثاني المتظاهرين السلميين في الغالب إلى حشد غاضب. وليس هناك شك على الإطلاق في أن الرئيس هو من طالب الناس باقتحام مبنى الكابيتول. وإلا فكيف يمكن فهم جمل مثل: “لن نسترد بلدنا بالضعف، علينا أن نظهر القوة وأن نكون أقوياء”. هكذا هتف ترامب في الحشود، وجاء هتافه هذا مقترنا بمطالبته للحشد السير باتجاه مبنى الكابيتول.
الصحفية إينس بول مديرة مكتب المانيا اليوم في واشنطن
لقد تحدثت إلى أشخاص جاؤوا من جميع أنحاء البلاد إلى العاصمة للاحتجاج على نتيجة الانتخابات “المسروقة” زعما. كان غالبيتهم من الأمريكيين العاديين والأمريكيات العاديات المقتنعين حقا بأن الفائز الحقيقي في الانتخابات الرئاسية هو دونالد ترامب، متأثرين بأكاذيبه وأسرى فقاعات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بهم. ِأشعل غضبهم كبار السياسيين الجمهوريين غير المسؤولين على الإطلاق، الذين شاركوا مع ترامب في تشييد هذا البناء الخطير من الأكاذيب، والذين ضحوا بقسمهم على احترام الدستور من أجل مطامعهم الشخصية في السلطة.
الجمهوريون بحاجة للعودة إلى رشدهم
وتحديدا لأنهم ليسوا مجرد حفنة من المعتوهين، فإنه يجب على الديمقراطيين بذل كل ما في وسعهم لمنع الرئيس الحالي من الترشح مرة أخرى. إن يدي دونالد ترامب ملطخة بالدماء. فقد سقط أناس قتلى في اقتحام مبنى الكابيتول. هذا وحده سبب كاف للمطالبة بإجراءات عزل ثانية. ولكن الأكثر أهمية من ذلك بكثير هو تنظيم الأغلبية المناسبة في الكونغرس من أجل إصدار مرسوم يضمن عدم السماح لدونالد ترامب بالترشح لمنصب عام مرة أخرى. وهذا يتطلب أغلبية الثلثين، والتي لن تتحقق إلا عندما يعود أخيرا ما يقرب من 20 جمهوريا إلى رشدهم.
إنها قرارات صعبة سيتعين على الديمقراطيين اتخاذها خلال الأيام المقبلة. فإذا قاموا بإجراء على الفور، فإنهم بذلك يخاطرون بأن الأسابيع القليلة الأولى من رئاسة جو بايدن ستطغى عليها المناقشات حول مستقبل دونالد ترامب. لذلك ينادي البعض بأنه يجب الانتظار حتى تكون الحكومة الجديدة قد أثبتت نفسها واستطاعت أن تتخذ خطوات أساسية للنجاة من ومكافحة كارثة كوفيد-19، إذ يموت ما بين ثلاثة آلاف إلى أربعة آلاف شخص يوميا في الولايات المتحدة بسبب فيروس كورونا، وحتى مع أن هذا الأمر لم يحدث من قبل، إلا أنه سيظل من الممكن بدء الإجراءات ضد دونالد ترامب بعد أسابيع من تسليم السلطة.
وربما ستؤكد هذه الخطوات للعديد من أنصار ترامب الشعور بأن النظام السياسي في الولايات المتحدة “مخترق”، لكنه (أي شعور مناصري ترامب هذا) مسألة متوقعة ويجب القبول بها.
لقد أظهر الحزب الجمهوري مرارا وتكرارا أنه ليس بإمكانه التصدي للعبة السلطة التي يمارسها دونالد ترامب. وإذا أتيحت لترامب فرصة الترشح مرة أخرى في غضون أربع سنوات، فإنه سيظل يحتجز الجمهوريين كرهائن ويسوقهم أمامه. وليس هذا فقط، ففي عام 2020 ، صوت 73 مليون شخص لصالح دونالد ترامب. ومن المحتمل بالطبع أن يضاف إلى هذا العدد بضعة ملايين أخرى في عام 2024 إذا استمر ترامب في سعيه لإعادة تفسير الواقع في مسرحيته الخاصة على أمل العودة إلى البيت الأبيض.
يجب أن يكون واضحا لجميع المسؤولين سياسيا أن نشر الأكاذيب وإثارة الكراهية له عواقب – وأنه يتسبب في إنهاء المسيرة السياسية (للشخص) على الفور. والهجوم على مبنى الكابيتول كان مجرد عينة أولية لما يمكن حدوثه فيما بعد.
إينس بول/ ص.ش
اقتحام الكابيتول ـ مشاهد صادمة من الهجوم على قلب الديمقراطية الأمريكية
ما قبل العاصفة
احتشد عدد من مؤيدي ترامب المتعصبين خارج مبنى الكابيتول الأمريكي (الكونغرس) الأربعاء (6 يناير/كانون الثاني 2020)، حيث حاولت قوات الأمن إبعادهم عن مبنى الكابيتول (الكونغرس) وهو مقر المجلس التشريعي للولايات المتحدة الأمريكية.
اقتحام الكابيتول ـ مشاهد صادمة من الهجوم على قلب الديمقراطية الأمريكية
الصدامات الأولى
خلال اجتماع للكونغرس لمناقشة تثبيت فوز الرئيس المنتخب جو بايدن اقتحم المئات من أنصار الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب مبنى الكونغرس (كابيتول) ووقعت المواجهات الأولى مع رجال الشرطة الذين كانوا يحمون المبنى.
اقتحام الكابيتول ـ مشاهد صادمة من الهجوم على قلب الديمقراطية الأمريكية
اقتحام الكابيتول
الحشود الغاضبة المؤيدة لترامب والتي تزايدت باستمرار تمكنت من كسر طوق الحماية الأمنية التي تفرضها الشرطة وحراس المبنى واقتحمت مبنى الكابيتول.
اقتحام الكابيتول ـ مشاهد صادمة من الهجوم على قلب الديمقراطية الأمريكية
اقتحام قاعة الاجتماعات
تمكن بعض المتظاهرين من التوغل داخل مبنى الكونغرس ووصلوا إلى القاعة التي يجتمع فيها مجلس الشيوخ
اقتحام الكابيتول ـ مشاهد صادمة من الهجوم على قلب الديمقراطية الأمريكية
محاولة وقف تقدم المشاغبين
قوات الامن حاولت وقف المشاغبين وفرضت طوقا أمنيا حولهم من أجل التمكن من اخلاء المجتمعين في مجلس الشيوخ إلى بر الأمان من خلال مخارج الطوارئ.
اقتحام الكابيتول ـ مشاهد صادمة من الهجوم على قلب الديمقراطية الأمريكية
تسلق الجدران
بعض المهاجمين تسلقوا الأسوار والجدران للوصول إلى داخل المجلس وإلى قاعة الاجتماعات.
اقتحام الكابيتول ـ مشاهد صادمة من الهجوم على قلب الديمقراطية الأمريكية
رفع السلاح أمام المقتحمين
غرفة الاجتماعات الأخرى في مبنى الكونغرس والتي يجتمع بها عادة مجلس النواب كانت هدفا أيضا لمقتحمي المبنى، حيث حاولت الشرطة ابعاد المقتحمين برفع السلاح.
اقتحام الكابيتول ـ مشاهد صادمة من الهجوم على قلب الديمقراطية الأمريكية
اقتحام مكاتب بعض النواب
وبالرغم من جميع المحاولات الأمنية نجح المشاغبون في اقتحام العديد من الغرف داخل مبنى الكابيتول وشقوا طريقهم نحو مكاتب النواب.
اقتحام الكابيتول ـ مشاهد صادمة من الهجوم على قلب الديمقراطية الأمريكية
منصة نانسي بيلوسي
أحد المتسللين نجح في أخذ منصة زعيمة الديمقراطيين في مجلس النواب نانسي بيلوسي وتبدو عليه ملامح السعادة بما قام به
اقتحام الكابيتول ـ مشاهد صادمة من الهجوم على قلب الديمقراطية الأمريكية
البحث عن مخبأ
قاعات الجلسات أخليت كما يقول أحد الصحفيين المتواجدين، فيما حاول المجتمعون البحث عن مخبأ، كما تم توزيع أقنعة الوقاية من الغاز على المجتمعين.
اقتحام الكابيتول ـ مشاهد صادمة من الهجوم على قلب الديمقراطية الأمريكية
الغاز المسيل للدموع
لجأت قوات الأمن إلى استخدام الغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود الغاضبة التي اقتحمت المكان.
اقتحام الكابيتول ـ مشاهد صادمة من الهجوم على قلب الديمقراطية الأمريكية
تدخل الحرس الوطني
بعد عملية الاقتحام التي تابعها العالم، وتدخل قوات من الحرس الوطني، تمت السيطرة على الوضع. وفرض عمدة واشنطن موريال بوزر حظرا للتجوال يشمل كامل المدينة. وعاد الكونجرس للاجتماع للمصادقة على انتخاب جو بايدن. (إعداد: كريستين تساير/علاء جمعة )
اقتحام الكابيتول ـ مشاهد صادمة من الهجوم على قلب الديمقراطية الأمريكية
ترامب يتعهد بمغادرة البيت الأبيض
عقب هذه الأحداث المثيرة وغير المسبوقة، وبعد مصادقة الكونجرس على فوز بايدن، ونتيجة للضغوط التي موست على الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، تعهد الأخير بمغادرة البيت الأبيض في نهاية ولايته، غير أنه استمر رغم ذلك في مزاعمه بحصول تزوير انتخابي، وكتب في بيان “حتى لو كنت أعارض تماما نتيجة الانتخابات، والوقائع تدعمني، سيكون هناك انتقال منتظم في 20 كانون الثاني/يناير”. (إعداد: كريستين تساير/علاء جمعة)
اقتحام الكابيتول ـ مشاهد صادمة من الهجوم على قلب الديمقراطية الأمريكية
مشهد من “جمهوريات الموز”
شكلت مشاهد اقتحام مقر الكونغرس، التي تابعها الملايين عبر العالم، ضربة قاسية لصورة الولايات المتحدة كمنارة للديموقراطية. وقد وصف الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش ما حدث يليق بـ”جمهوريات الموز وليس بجمهوريتنا الديموقراطية”. وسارع الكثير من الساسة الأمريكيين وقادة العالم إلى التنديد بما حدث والبعض وصفا بـ”المشاهد الصادمة” و”المحزنة”.