أمريكا وألمانيا ودول أخرى تهدد الحوثيين بعواقب استهداف السفن
قال البيت الأبيض إن الولايات المتحدة و11 دولة أخرى أصدرت بيانا مشتركا يجدد الدعوة لإنهاء هجمات جماعة الحوثي اليمنية في البحر الأحمر. وذكر البيان الذي أصدرته الولايات المتحدة، وأستراليا، والبحرين، وبلجيكا، وبريطانيا، وكندا، والدنمرك، وألمانيا، وإيطاليا، واليابان، وهولندا، ونيوزيلندا أمس الاربعاء “لتكن رسالتنا واضحة: ندعو إلى الوقف الفوري لهذه الهجمات غير القانونية والإفراج عن السفن والطواقم المحتجزة على نحو غير قانوني”.
وأضاف “سيتحمل الحوثيون العواقب إذا استمروا في تهديد الأرواح، والاقتصاد العالمي، والتدفق الحر للتجارة في الممرات المائية الحيوية بالمنطقة”. والدولة العربية الوحيدة الموقعة على البيان هي البحرين التي تشهدا توترا في علاقاتها مع إيران التي تدعم الحوثيين.
ووصف مسؤول كبير في إدارة بايدن، الرسالة بأنها “واضحة جدًا”، بدون أن يحدّد العواقب المحتملة. وقال المسؤول لصحافيين بدون الكشف عن اسمه، “لا أتوقع تحذيرًا آخر. أعتقد أن هذا البيان يتحدث عن نفسه”.
وأشار إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن تشاور مع فريقه للأمن القومي بشأن “الخيارات” التي يمكن اتخاذها لردع الحوثيين، صباح الأول من كانون الثاني/يناير في حين كان يقضي عطلة في جزر فيرجن الأميركية.
وأعاد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك نشر بيان الدول الـ12 على منصة إكس الأربعاء، قائلًا “يجب على الحوثيين وقف هجماتهم القاتلة والمزعزعة للاستقرار على السفن في البحر الأحمر”. وأضاف أن “المملكة المتحدة ستتخذ إجراءات للدفاع عن حرية الملاحة”.
وكانت بريطانيا، حليفة الولايات المتحدة لاسيما في المسائل الأمنية، أصدرت تحذيرًا منفصلًا منذ يومين مؤكدةً استعدادها لاتخاذ “إجراءات مباشرة” ضد الحوثيين.
تشكيك روسي في قانونية “حارس الازدهار”
وشكلت الولايات المتحدة ودول أخرى الشهر الماضي قوة عمل بحرية لحماية حركة الملاحة في البحر الأحمر تحت اسم عملية “حارس الازدهار”. وأرسلت حاملة الطائرات “دوايت دي أيزنهاور” إلى المنطقة. كما أرسلت بريطانيا المدمرة “إتش إم إس دايموند” لتعزيز قوة الحماية البحرية البريطانية الموجودة في المنطقة. وتصدت السفن الحربية الأمريكية لأسلحة أطلقها الحوثيون وأغرقت يوم الأحد زوارق سريعة تابعة للحوثيين.
وبحسب البنتاغون، فإن أكثر من 20 دولة تنتمي الآن إلى هذه المجموعة. ولم تصبح ألمانيا بعد واحدة منها، لكن وفقا لوزارة الدفاع في برلين، فإنها تدرس الانضمام للعملية.
ومن جهته، أكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا في اجتماع لمجلس الأمن الدولي، أن شرعية تحركات التحالف الأمريكي في البحر الأحمر من وجهة نظر القانون الدولي “تثير شكوكا جدية”. وقال نيبينزيا: “ما يسمى بالتحالف البحري الدولي الذي شكلته واشنطن، على الرغم من اسمه المرتفع، (حارس الازدهار) يتكون معظمه في الواقع من سفن حربية تابعة للولايات المتحدة نفسها، وشرعية تصرفاتها من وجهة نظر القانون الدولي تثير شكوكا جدية جدا”، حسبما نقلت قناة” آر تي” عن المندوب الروسي ليل الأربعاء/الخميس. وأضاف: “ولذلك فإن مهامنا اليوم لا تقتصر فقط على تأكيد الإشارة الجماعية المتفق عليها في 1 (كانون الأول) ديسمبر لجماعة أنصار الله حول عدم جواز أفعالهم، بل أيضا تهدئة الرؤوس الساخنة في واشنطن، والذين يعتبرون الصراع الآخر في الشرق الأوسط مجرد جزء من لعبتهم الجيوسياسية”.
واليوم الخميس (4 يناير/كانون ثان 2024)، وصفت الصين البحر الأحمر بأنه ممر ملاحي مهم لتجارة السلع والطاقة، وقالت إن حماية السلام والاستقرار فيه مصلحة مشتركة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وين بين خلال مؤتمر صحفي دوري “الصين تعارض الهجمات ضد السفن المدنية. أعتقد أن جميع الأطراف بحاجة إلى لعب دور بناء ومسؤول في حماية أمن ممرات الشحن في البحر الأحمر”.
ومنذ أسابيع، يشنّ الحوثيون هجمات بطائرات مُسيَّرة وصواريخ تستهدف السفن التي يعتبرونها مرتبطة بإسرائيل أو تلك التي يعتقدون أنها متّجهة إلى موانئ إسرائيلية، بالقرب من مضيق باب المندب الاستراتيجي عند الطرف الجنوبي للبحر الأحمر، وذلك دعما لقطاع غزة في ظل الحرب المدمرة بين إسرائيل وحركة حماس، التي تصنفها الولايات المتحدة وألمانيا ودول أخرى كمنظمة إرهابية. ويكرّر الحوثيون أنّهم سيواصلون استهداف السفن طالما لم تدخل كميات كافية من الغذاء والدواء إلى قطاع غزة.
وفي أحدث هجماتهم على السفن، أعلن الحوثيون الأربعاء استهداف سفينة حاويات تابعة لشركة الشحن الفرنسية العملاقة “سي أم آ سي جي أم”. لكن الجيش الأميركي أكد أن الصاروخين اللذين أطلقهما الحوثيون سقطا في المياه.
وتتجنب 18 شركة تقدم خدمات لوجستية مسارها عبر البحر الأحمر، وفقا للمنظمة البحرية الدولية. وقرر “عدد كبير من الشركات” بالفعل إعادة توجيه سفنها حول جنوب أفريقيا “من أجل الحد من الهجمات على السفن وبالطبع تأثير ذلك على البحارة على وجه الخصوص”، حسبما قال الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية أرسينيو دومينجيز لمجلس الأمن الدولي في نيويورك يوم الأربعاء.
ويزيد تحويل مسار الرحلة عبر رأس الرجاء الصالح من التكلفة ويؤخر تسليم البضائع لعدة أسابيع، مما يعرض للخطر في نهاية المطاف حركة الأغذية والوقود والمساعدات الإنسانية المهمة في جميع أنحاء العالم.
ا.ف/ ص ش (رويترز، أ.ف.ب، د ب أ)