بغداد تستنكر قصف الحشد الشعبي وتحمل التحالف الدولي المسؤولية
في واقعة تعكس تطورات التوتر الإقليمي المتصاعد مع الحرب بين اسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، قتل عنصران، بينهما قيادي عسكري في “حركة النجباء”، وهي أحد أبرز فصائل الحشد الشعبي ومناهضة للوجود الأمريكي في العراق، في قصف “بطائرة مسيّرة” استهدف مقراً للحشد الشعبي في شرق العاصمة العراقية بغداد اليوم الخميس (4 يناير/كانون ثان 2024)، وفق ما أعلنت “حركة النجباء” في بيان لها.
وقالت الحركة إن “معاون قائد عمليات حزام بغداد بالحشد الشعبي الحاج مشتاق طالب السعيدي (أبو تقوى) ومرافقه، بقصف غادر أمريكي على مقر الدعم اللوجستي في بغداد”.
وقال مصدر أمني مفضّلاً عدم الكشف عن هويته إن “طائرة مسيّرة استهدفت مقر الدعم اللوجستي للحشد الشعبي في شارع فلسطين في شرق بغداد”، ما أسفر عن مقتل “عنصرين وإصابة سبعة آخرين بجروح”.
وكان موقع “السومرية نيوز” نقل اليوم عن مصادر أمنية قولها إن “قصفا صاروخيا استهدف مقرا أمنيا تابعا لحركة النجباء (اللواء 12 في هيئة الحشد الشعبي) في شارع فلسطين بالعاصمة بغداد”.
وقال مصدر في الحشد الشعبي إن “القصف الذي استهدف أحد مقارنا شرق بغداد نفذته طائرات يعتقد أنها أمريكية“. ووفقا للتقارير فقد “طوقت الأجهزة الأمنية مكان الحادث، كما تم سماع أصوات سيارات إسعاف هرعت إلى مكان القصف في بغداد”.
ولم يعلّق مسؤول عسكري أمريكي على الضربة بعد، رداً على أسئلة صحافيين.
فيما حمّل العراق في بيان التحالف الدولي لمكافحة تنظيم “الدولة الاسلامية” الذي تقوده واشنطن المسؤولية عن “هجوم غير مبرر على جهة أمنية عراقية”.
وعقد رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني القائد العام للقوات المسلحة اجتماعا لمجلس الأمن الوطني لمناقشة تداعيات القصف، وقال بيان صادر عن يحيى رسول المتحدّث باسم رئيس الوزراء إن “القوات المسلحة العراقية تحمّل قوات التحالف الدولي مسؤولية هذا الهجوم غير المبرر على جهة أمنية عراقية”.
“تعد على سيادة العراق”
وقال رسول في البيان الصحفي: “في اعتداء سافر وتعدٍّ صارخ على سيادة العراق وأمنه، أقدمت طائرة مسيرة على عمل لا يختلف عن الأعمال الإرهابية، باستهداف أحد المقارّ الأمنية في العاصمة بغداد اليوم مما أدى إلى وقوع ضحايا في هذا الحادث المرفوض جملة وتفصيلاً”.
وأضاف رسول :”إن القوات المسلحة العراقية تحمّل قوات التحالف الدولي مسؤولية هذا الهجوم غير المبرر على جهة أمنية عراقية تعمل وفق الصلاحيات الممنوحة لها من قبل القائد العام للقوات المسلحة، الأمر الذي يقوض جميع التفاهمات ما بين القوات المسلحة العراقية وقوات التحالف الدولي” .
وتابع “إننا نعدُّ هذا الاستهداف تصعيداً خطيراً واعتداءً على العراق وبعيداً عن روح ونص التفويض والعمل الذي وجد من أجله التحالف الدولي في العراق”.
وأظهرت مقاطع فيديو نشرتها قناة “صابرين نيوز” المقربة من الحشد الشعبي على تطبيق تلغرام سحب دخان تتصاعد من المبنى الذي تعرّض للقصف.
ويأتي هذا الهجوم في وقتٍ تعرّضت القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية لأكثر من مئة هجوم بصواريخ وطائرات مسيّرة منذ منتصف تشرين الأول/أكتوبر، بعد أيام على اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.
وتبنّت “المقاومة الإسلامية في العراق” التي تضمّ فصائل مسلحة حليفة لإيران ومرتبطة بالحشد الشعبي معظم تلك الهجمات.
نائب شيعي يدعو إلى قتال القوات الأمريكية
ودعا نائب شيعي في البرلمان العراقي ، اليوم الخميس، جميع “فصائل المقاومة الإسلامية” والحشد الشعبي في العراق إلى مقاتلة “الاحتلال” الأمريكي في العراق.
وقال النائب حسن سالم عضو البرلمان العراقي عن عصائب أهل الحق الشيعية، في بيان صحفي اليوم: “لقد صار لزوما على الحكومة العراقية تنفيذ قرار البرلمان العراقي بإخراج القوات الأمريكية في أسرع وقت واستنفار جميع فصائل المقاومة والحشد الشعبي لمقاتلة الاحتلال الأمريكي”.
كما دعا إلى “إلقاء القبض على الجواسيس الذين كانوا يحددون مقرات فصائل المقاومة والحشد بمواقعهم الإلكترونية “.
وأحصت واشنطن حتى الآن أكثر من 115 هجوماً ضدّ قواتها في العراق وسوريا منذ 17 تشرين الأول/أكتوبر، أي بعد عشرة أيام على اندلاع الحرب في غزة، وفق حصيلة جديدة أفاد بها مسؤول عسكري أميركي، مفضّلاً عدم الكشف عن هويته.
وتعترض تلك الفصائل على الدعم الأميركي لإسرائيل في حربها ضد حماس التي اندلعت مع شن الحركة هجوما غير مسبوق داخل إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر.
وردّت واشنطن أكثر من مرّة على تلك الهجمات بقصف مواقع للفصائل المسلحة في العراق، ومواقع مرتبطة بإيران في سوريا.
وتنشر واشنطن 2500 عسكري في العراق ونحو 900 في سوريا في إطار مكافحة تنظيم الدولة الاسلامية ضمن التحالف الدولي الذي أنشئ في العام 2014.
وتعد هذه رابع ضربة عسكرية تستهدف مقار الحشد الشعبي في العراق بعد عمليات مماثلة استهدفت مواقع للحشد الشعبي في أبو غريب وجرف النصر “الصخر سابقا” والحويجة في كركوك ردا على قيام “المقاومة الإسلامية” في العراق بقصف مقار القوات الأمريكية في قواعد عين الأسد وحرير ومطار أربيل الدولي . وأوقعت هذه الضربات، بالمجمل ، أكثر من 16 قتيلا َومثلهم من المصابين منذ أكتوبر الماضي.
ا.ف/ ص ش (د.ب.أ، أ.ف.ب)