ما السر وراء انخفاض مستوى مانشستر يونايتد مؤخراً؟ | رياضة | تقارير


يعاني مانشستر يونايتد في الفترة الأخيرة من الهزائم .. هزيمة تلو أخرى .. ولم يصادف حتى الآن فريقاً ليتغلب عليه ويخرج بهذا الفوز من عثرته.

كانت الهزيمة المهينة في كأس كاراباو ليلة الأربعاء أمام فريق نيوكاسل الذي أجرى ثمانية تغييرات على تشكيلته الأساسية بمثابة سقوط جديد وأداء منخفض للغاية من جديد للمدرب إريك تين هاغ ولاعبيه، وإذا لم يعتقد مشجعو مانشستر يونايتد أن الأمور يمكن أن تتفاقم بعد هزيمة الديربي أمام مانشستر سيتي، فقد كانوا مخطئين.

يقول خبراء ومحللون إن الفريق في حالة من الفوضى، وإن أداء المدير الفني بدأ يخضع لتدقيق متزايد، فيما بدأ أولد ترافورد يشهد مظاهر احتجاج، إذ أمكن رؤية عدد كبير من المقاعد الفارغة في مدرجات الاستاد العريق قبل 20 دقيقة من نهاية المباراة أمام نيوكاسل، وفق ما نشر موقع “ذا اثليتيك”.

من الناحية النظرية، من المفترض أن توفر المباريات المقبلة ضد فولهام وكوبنهاغن ولوتون تاون بعض الراحة والاطمئنان لمانشستر يونايتد، لكن يبدو الآن من الصعب على نحو متزايد إبداء أي نوع من التفاؤل في وقت يفشل فيه يونايتد في تقديم أي بصيص من الأمل لعشاقه.

يأتي ذلك في فترة تكثر فيها الأقاويل عن عدم اليقين بشأن ملكية يونايتد، وهو الأمر الذي من المؤكد أنه قد لعب دوره في خلق شعور بالاضطراب طوال الموسم في أروقة النادي، ولكن ما هو الخطأ الفني الذي يحدث على أرض الملعب على وجه التحديد؟

خط الدفاع

استقبل يونايتد 26 هدفاً في جميع المسابقات هذا الموسم، منها 16 في الدوري الإنجليزي الممتاز وحده، ما يجعله ثامن أسوأ سجل دفاعي في الدوري الممتاز، قبل نوتنغهام فورست وإيفرتون وكريستال بالاس وبرينتفورد.

لا يمكن القول إن الأمر متعلق بأخطاء الدفاع وحسب، بل إن تين هاغ مدرب الفريق سيكون هو أول من يجادل بأن الدفاع لا يقع على عاتق المدافعين فقط،وإنما المشاكل تحدث عند الاستحواذ على الكرة في مقدمة الملعب حيث غالبًا ما يُترك الدفاع في وضع مكشوف.

كان مشهد الخصم الذي يتسلل عبر خط وسط يونايتد ويصل دون أي رقابة إلى منطقة الجزاء ليسجل، أمرًا شائعًا طوال الموسم. لا يوجد جزء من تشكيلة مانشستر يونايتد عانى من الإصابات أكثر من خط الدفاع. غاب رافائيل فاران عن خمس مباريات وأرون وان بيساكا عن تسع منها، في حين أن إحصائيات مشاركات ليزاندرو مارتينيز (تسع مباريات) ولوك شاو (13 مباراة) وتيريل مالاسيا (15 مباراة) لا تزال ترتفع.

شهد خط دفاع مانشستر يونايتد عدداً كبيراً من الإصابات أثرت بشدة على أداء الفريق بأكلمه

ذلك هو خط الدفاع الذي أنهى الموسم الماضي كثالث أفضل دفاع في الدوري، ومؤخراً كان جميع لاعبيه غير متاحين بانتظام على مدار الأشهر القليلة الماضية. واليوم ينتظر تن هاغ بفارغ الصبر عودة الغائبين إلى لياقتهم البدنية.

هناك من يقول إن مدرب يونايتد لا يساعد نفسه، رغم ذلك. كان فاران جاهزًا لدربي الأحد وهو أكثر المدافعين موهبة لديهم، ومع ذلك تُرك الدولي الفرنسي خارج التشكيلة الأساسية، في خطوة اعتبرها المدرب قراراً تكتيكيًا، مشيرًا إلى أنه يفضل هاري ماغواير على الجانب الأيمن من الدفاع ليكون أكثر حرية في الاستحواذ عند مواجهة ضغط سيتي. ومع انضمام جوني إيفانز الذي يجيد اللعب بكلتا قدميه إلى ماغواير على اليسار، كان لدى يونايتد زوايا تمرير أكثر من الخلف.

خط الوسط

دخل تين هاغ الموسم على أمل الاعتماد على ثلاثي خط وسط مكوّن من كاسيميرو وميسون ماونت وبرونو فرنانديز، لكن هذا الثالوث لم يكن متجانساً على الإطلاق. حاول ماونت – الذي كان يفضل العمل في الثلث الهجومي من ملعب تشيلسي – الانضمام إلى فرنانديز في المقدمة في المباراتين الافتتاحيتين، تاركًا كاسيميرو محاصرًا.

ومن الملاحظ أن اللاعب البرازيلي كاسيميرو يمر بفترة غريبة في يونايتد. ادعى بعض المراقبين أن “ساقي” اللاعب البالغ من العمر 31 عامًا قد فقدتا الموهبة، بينما يشعر آخرون بالحيرة بسبب تغيره في طريقة اللعب، حيث يشغل مناطق أكثر هجومية ولا يظهر سوى القليل من الالتحام والضغط والضغط المضاد، وهو ما كان يجعله سابقاً أحد أفضل لاعبي خط الوسط الدفاعيين في العالم في زمن ريال مدريد.

يقول محللون إن فرنانديز لديه مشكلة، فحتى وإن كان لاعب غير تقليدي إلا أنه غير قادر على التغلب على خصمه أثناء المراوغة

ويعتبر البرتغالي فرنانديز مشكلة أخرى. فحتى في أفضل حالاته، فهو لاعب غير تقليدي، لكنه غير قادر على التغلب على خصمه أثناء المراوغة، كما أنه لا يشعر بالراحة عند استلام الكرة تحت الضغط (غالبًا ما يحاول تمرير الكرة إلى اليسار أو اليمين، أو إرجاعها بالكعب، عندما يشعر بوجود لاعب من الخصم خلفه) وبالتالي فهو لاعب لا يمكنه حقًا العمل إلا كرقم 10 والذي يجب أن يتم تزويده بالكرة بكميات كبيرة لجعل تمريراته أكثر خطورة وتستحق  العناء من أجلها.

بعد الهزيمة أمام توتنهام هوتسبر وإصابة ماونت، قال تين هاغ إن مشاكل الفريق لم تكن في توازن خط الوسط ولكن في المقدمة (أي عدم تناسق الضغط الأمامي) والمؤخرة (مشاكل الإصابة في الدفاع التي تعني عدم وجود استقرار). وقد تذرع مدرب يونايتد منذ ذلك الحين بالأسباب نفسها التي تحدث عنها رافا بنيتيز وجوزيه مورينيو في أنديتهما السابقة، قائلاً إنه لا يملك الموارد الكافية لتغطية فريقه بالكامل.

خط الهجوم

سكوت مكتوميناي هو هدّاف مانشستر يونايتد في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، وقد جاء اثنان من أهدافه الثلاثة في الدقائق الأربع الأخيرة من فوز فريقه على برينتفورد، يليه برونو فرنانديز في القائمة بهدفين، وسجل العديد من اللاعبين هدفًا واحدًا.

ماركوس راشفورد هو واحد منهم، لكنه لم يجد طريقه إلى الشباك منذ الهزيمة 1-3 خارج الأرض أمام آرسنال في بداية سبتمبر. أيضاً لم ينجح راسموس هوغلوند في تسجيل أي هدف في الدوري حتى الآن على الرغم من تسجيله ثلاثة أهداف في دوري أبطال أوروبا.

لم يجد راشفورد طريقه إلى الشباك منذ الهزيمة 1-3 خارج الأرض أمام آرسنال في بداية سبتمبر.

سجل يونايتد 11 هدفًا فقط في الدوري الممتاز هذا الموسم – وهو عدد الأهداف نفسه التي سجلها إرلينغ هالاند لصالح مانشستر سيتي – ولم يظهر الفريق حتى الآن أي علامة على تعديل مستواه السيئ في الهجوم.

وفقًا لـموقع FBref.com، فإن المعدل المتوقع لأهداف الفريق في الدوري الإنجليزي الممتاز (xG) – وهي أداة تقيس احتمالية تحول التسديد إلى هدف – هو 14.7. في حين أن هذا الرقم سيكون أكثر إثارة للقلق إذا كان أعلى بكثير من أهداف يونايتد الـ 11، إلا أنه لا يزال يسلط الضوء على معاناة الفريق وعدم قدرته على تحويل الفرص التي يخلقها اللاعبون إلى أهداف.

ومن بين تسديدات راشفورد الـ 34 في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، كانت 7 فقط على المرمى ليتراجع وهج اللاعب بشدة عما كان عليه في الموسم الماضي.

إريك تين هاغ

في تصريح أبدى فيه تحمله المسؤولية عن الهزيمة أمام نيوكاسل، قال تين هاغ إنه “مقاتل” ويعتقد أنه قادر على قلب الطاولة. وفي الوقت الحالي يشهد عمل تين هاع المزيد من التدقيق والمراجعة، رغم أنه المدرب الذي قاد يونايتد إلى دوري أبطال أوروبا ولقب كأس كاراباو في الموسم الماضي، لكنه اليوم يكافح لإظهار أي علامات على تطور الأداء.

قال تين هاغ إنه “مقاتل” ويعتقد أنه قادر على قلب الطاولة لكن يبدو أن الواقع غير كذلك

من المنطقي أن يتحدث هاغ عن أزمة الإصابات التي جاءت في وقت غير مناسب إطلاقاً، وعدم اليقين بشأن ملكية النادي وغيرها من الخلافات خارج الملعب والمتعلقة بأعضاء فريقه، ولكن سواء كان اختيار الفريق أو طبيعة الإدارة أو خلق هوية جديدة، فإن خيارات تين هاغ تؤدي إلى أسئلة أكثر من الإجابات.

ربما من هذه الأسئلة: هل يجب أن يبدأ جوني إيفانز بالفعل مباراة ديربي بدلاً من رافائيل فاران؟ ماذا فعل أنتوني ليضمن استمراره في التشكيلة الأساسية؟ لماذا لا توجد عواقب للعب السيئ؟ والقائمة تطول.

يرى البعض أن موقع تين هاغ مهدد بخطر وشيك، لكنه يعلم أن كرة القدم هي “عمل قائم على تحقيق النتائج” وأن سلسلة من ثماني هزائم في 15 مباراة أمر غير مبشر على الإطلاق.

ع.ح./



(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
اضف تعليق
Comments (0)
Add Comment