قال مسؤولان عسكريان أمريكيان إن قوات أمريكية تعرضت لهجوم في قاعدة عين الأسد الجوية غربي بغداد في وقت مبكر من صباح اليوم الثلاثاء (21 نوفمبر/ تشرين ثاني 2023) وإنها ردت دفاعا عن النفس.
وهذه هي أول مرة يُذكر فيها أنالقوات الأمريكية داخل العراق ردت على هجوم تعرضت له على الرغم من تعرضها لعشراتالهجمات هناك في الآونة الأخيرة. وقال أحد المسؤولين إن الهجوم تسبب في إصابات طفيفة وألحق أضرارا بالبنية التحتية. وأضاف المسؤول الآخر أن القوات الأمريكية استخدمت طائرة حربية من طراز إيه.سي-130 للرد.
وفي وقت لاحق أكد المتحدث باسم البنتاغون بات رايدر في بيان تعرض قاعدة عين الأسد لهجوم بـ”صاروخ باليستي قصير المدى” من دون أن يسفر عن قتلى، معلنا شن الجيش الأمريكي ضربة “على آلية لميليشيا تدعمها ايران وعدد من المقاتلين المدعومين من ايران والضالعين في هذا الهجوم”، ما أسفر عن مقتل العديد من المقاتلين من تلك الميليشيات.
وكانت الولايات المتحدة قد ردت فيما مضى على هجمات استهدفت قواتها في العراق وسوريا المجاورة، تبنتها فصائل مسلحة عراقية، بثلاث مجموعات منفصلة من الضربات على أهداف في سوريا.
وذكرت مجموعة تطلق على نفسها اسم “المقاومة الإسلامية” في العراق أنها قصفت قاعدة عين الأسد الجوية العراقية التي تضم قوات أمريكية، في محافظة الأنبار 120/كم غربي بغداد.
وبدأت الهجمات المسلحة على القوات الأمريكية بطائرات مسيرة وصواريخ في 17 أكتوبر تشرين الأول، وربطتها فصائل مسلحة عراقية بالدعم الأمريكي لإسرائيل في حربها في غزة.
وتعرّضت قوات أمريكية متمركزة في العراق وسوريا لنحو 61 هجوما منذ منتصف تشرين الأول/أكتوبر، ما أدى إلى إصابة عشرات الجنود الأمريكيين بجروح طفيفة، بحسب ما أعلن مسؤولون عسكريون أمريكيون.
وتبّنت معظم تلك الهجمات المجموعة التي تطلق على نفسها اسم “المقاومة الإسلامية في العراق” في بيانات على حسابات على تطبيق “تلغرام” تابعة لفصائل عراقية مسلحة موالية لإيران.
ع.أ.ج/ ع ج م (أ ف ب، د ب ا، رويترز)
-
من التدخل العسكري إلى الاكتفاء بالتدريب.. مسار القوات الغربية في العراق
نهاية رسمية للمهام القتالية
تنتهي “المهام القتالية” لقوات التحالف الدولي في العراق في آخر يوم من عام 2021، حسب ما أعلنت حكومة هذا الأخير. لكن ذلك لا يعني رحيلها، بل ستصبح مهامها محصورة على التدريب والاستشارة، وهي المهمة التي بدأت فيها رسمياً منذ صيف 2020، كما أنها ستقوم بـ “الدفاع عن نفسها في حال أي هجوم ضدها”، حسب بيان للتحالف.
-
من التدخل العسكري إلى الاكتفاء بالتدريب.. مسار القوات الغربية في العراق
هل تحقق هدف القضاء على “داعش”؟
ركزت قوات التحالف الدولي على مواجهة تنظيم “داعش” الإرهابي، خصوصاً بعد سقوط الموصل في أيادي مقاتليه عام 2014. وأعلن العراق ومعه قوات التحالف النصر على التنظيم الإرهابي عام 2017، لكن الأوضاع الأمنية في البلد لم تتحسن كثيراً، فبعد فترة من الهدوء، عاد التنظيم مؤخراً لشن عمليات انتحارية. ومع ذلك، فقوات التحالف لا ترغب في مزيد من القتال، ويصل عددها إلى 3500 مقاتل، بينهم 2500 أمريكي.
-
من التدخل العسكري إلى الاكتفاء بالتدريب.. مسار القوات الغربية في العراق
إخلاء للساحة أمام إيران؟
غير أن التهديد الأكبر لقوات التحالف لا يأتي من “داعش” وحده، بل من فصائل مقاتلة موالية لإيران إلى جانب فصائل سياسية، خصوصاً فصائل الحشد الشعبي التي تضغط لرحيل كامل لكل القوات الأجنبية. ويثير متابعون مخاوف من سقوط العراق في دائرة النفوذ الإيراني، إذ تحولت طهران إلى اللاعب الإقليمي الأول في البلد، ولم ينجح كثيراً الحراك الشعبي الذي انطلق عام 2019 في إنهاء هذا التدخل.
-
من التدخل العسكري إلى الاكتفاء بالتدريب.. مسار القوات الغربية في العراق
أوباما أول من بدأ الانسحاب
الانسحاب الأمريكي من العراق ليس جديداً، فقد بدأ في عهد باراك أوباما، وفق خطة هدفت إلى سحب جلّ القوات بحدود نهاية 2011 مع الإبقاء على قوة لا تزيد عن 50 ألف جندي. غير أن ظهور “داعش” دفع أوباما إلى إعادة إرسال قوات جديدة عام 2014 تحت مظلة التحالف الدولي. أراد أوباما التخلص من التركة الثقيلة لسلفه جورج بوش في الشرق الأوسط، لكن قراره أثار كذلك انتقادات بتركه البلد مفتوحا أمام النفوذ الإيراني.
-
من التدخل العسكري إلى الاكتفاء بالتدريب.. مسار القوات الغربية في العراق
ترامب والانسحاب الجزئي
على العكس من سياسة الجمهوريين، ذهب دونالد ترامب نحو تخفيض قوات بلاده في الشرق الأوسط ومن ذلك العراق في إطار سياسته “أمريكا أولاً”. لم يكن متحمساً لسحب شامل للقوات من العراق بسبب عدائه الكبير لإيران واستمرار تهديدات “داعش”، كما أشرف على عملية نوعية باغتيال الإيراني قاسم سليماني، لكن في نهاية ولايته أمر بسحب جزئي للقوات، كما اعتبر أن “غزو العراق” كان خطأ كبيراً.
-
من التدخل العسكري إلى الاكتفاء بالتدريب.. مسار القوات الغربية في العراق
بايدن يغلق القوس
لم يتراجع الرئيس جو بايدن عن سياسة سلفه دونالد ترامب في العراق رغم تباين وجهات نظرهما في ملفات كثيرة، ولم يلغ سحب القوات. تظهر السياسة الأمريكية متسقة في السنوات الأخيرة بتقليل القوات العسكرية في مناطق النزاع، وهو ما حدث كذلك في أفغانستان. لكن بايدن لا يريد إخلاء تاماً للساحة العراقية خصوصاً بعد الفوضى التي وقعت في كابول، وعبر مهام التدريب والاستشارة، يريد الحفاظ على حضور أمريكي في البلد.
-
من التدخل العسكري إلى الاكتفاء بالتدريب.. مسار القوات الغربية في العراق
بوش- مهندس احتلال العراق
كانت واشنطن تنظر إلى العراق كأحد محاور الشر في عهد جورج بوش، وبعد سنوات من الحصار الاقتصادي، قرّر بوش اجتياح البلد عسكرياً وإسقاط نظام صدام حسين عام 2003 تحت ذريعة وجود أسلحة الدمار الشامل، وهو ما لم يتأكد بشكل مستقل. أرسل بوش أكثر من مئة ألف جندي أمريكي، وكان يخطط لـ “عراق ديمقراطي” حسب قوله، لكن القرار حظيت بانتقادات محلية ودولية، خصوصا من الأمم المتحدة.
-
من التدخل العسكري إلى الاكتفاء بالتدريب.. مسار القوات الغربية في العراق
مستنقع الموت
لم تنجح سياسة بوش في خلق الاستقرار بالبلد التي تحوّل إلى بؤرة لا استقرار وساحة من القتل. تجاوزت حصيلة القتلى العراقيين حتى عام 2010 أكثر من 100 ألف، ووصلت بين الجنود الأمريكيين إجمالاً إلى حدود 5 آلاف فضلاً عن آلاف المصابين. زيادة على مهاجمة الأهداف الامريكية، عاش العراق عنفاً طائفياً خطيراً بين فصائل شيعية وأخرى سنية، كما تدهور الاقتصاد أكثر، ما انعكس على أعداد الفارين من البلد.
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});