لماذا لا تزال شعبية كرة القدم الألمانية ضعيفة في إفريقيا؟ – المانيا اليوم –


يعتقد لاعب خط الوسط النيجيري السابق أوجيستين أوكوشا، المعروف بلقب جي جي أوكوتشا، أن الدوري الألماني بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد للترويج لنفسه في السوق الأفريقية لكسب المزيد من المشجعين وتحقيق انتشار أوسع.

أوكوتشا، سفير دوري الدرجة الأولى الألماني، تحدث بصدر مفتوح لـ المانيا اليوم خلال مائدة مستديرة إعلامية نهاية الأسبوع الماضي، عن أن الدوري الألماني فشل في تسويق نفسه في أفريقيا لعقود من الزمن، مما أدى إلى أفكار مضطربة للناس حول حقيقة جودة الدوري الألماني.

يصادف كلام أوكوشتا الذكرى الثلاثين لهدفه الشهير لصالح آينتراخت فرانكفورت ضد كارلسروه وحارس مرمى الفريق الأسطوري أوليفر كان عام 1993، وهو أحد الأهداف التي وصفت بـ”المهينة” في مرمى كان على مدار تاريخه.

“أنا سعيد للغاية لأنهم أدركوا أخيراً أهمية التواصل، تماماً كما فعل الدوري الإنجليزي الممتاز”، يقول أوكوشتا، مضيفاً أن الدوري الألماني هو أحد أفضل الدوريات التي تقدم كرة القدم ممتازة. ومع ذلك، لم يتمكن الناس من مشاهدة الدوري الألماني بانتظام من قبل.

لذلك الجمهور “بحاجة إلى فهم مدى جودة الدوري. ويسعدني أن أكون جزءاً من الجهود المبذولة للوصول إلى سوق أكبر وعرض جودة الدوري” يتابع اللاعب النيجيري الذي لعب ثلاثة كؤوس عالمية مع منتخب نيجيريا.

يوجد أوكوتشا حالياً في جوهانسبرغ كجزء من زيارة الدوري الألماني للاحتفال بالذكرى الستين لتأسيس الدوري، عبر تنظيم عدة فعاليات، كعرض المباريات. ومع ذلك، لا يزال الدوري الألماني دون مكتب في إفريقيا

أندية البوندسليغا تحتاج إلى فهم إفريقيا

تفيد تقارير الدوري الألماني لكرة القدم بوجود 22 لاعباً إفريقياً (يلعبون للمنتخبات الإفريقية أو غير حاصلين على جنسيات أوروبية)  في الدوري الألماني، فضلاً عن 53 آخرين لديهم ارتباط بالقارة من خلال أحد والديهم على الأقل.

قدم اللاعبون الأفارقة أداءً جيدًا في الدوري الألماني منذ  أول ظهور للاعب إفريقي، ويتعلّق الأمر بالغاني إبراهيم سانداي مع فريق فيردر بريمن عام 1976، وتألقت أسماء متعددة في الدوري الألماني آخرها الكاميروني إريك ماكسيم تشوبو-موتينغ.

لكن خلال زيارة أجرتها المانيا اليوم لبعض مقرات أندية البوندسليغا نهاية الأسبوع الماضي، لوحظ أن الكثير منها لا يزال بحاجة إلى بذل جهد أكبر في اتجاه السوق الإفريقية.

يملك بوروسيا مونشنغلادباخ، الذي توج سابقا بلقب البوندسليغا، العديد من اللاعبين الأفارقة في تاريخه الممتد على مدار 123 عاما. وفي حين أنشأ النادي  أكاديميات في الصين وسنغافورة، إلا أنه لم يقم بشيء كبير في إفريقيا باستثناء التبرع بقمصان الفريق لنادٍ للأطفال خلال حدث للاحتفاء بالدوري الألماني في نيجيريا.

وتقول دينيس بورتنر، مديرة الشراكات العالمية في جلادباخ، إنهم يجرون حالباً محادثات مع العديد من الشركاء المحتملين في إفريقيا، لكنهم لم يصلوا بعد إلى نقطة يمكنهم من خلالها التعاون معهم.

من جهته، يقول متحدث باسم البوندسليغا: “يستهدف الدوري الألماني قارة إفريقيا، وهو ما يوضح مدى أهمية كرة القدم الإفريقية بالنسبة للدوري الألماني. حن نستكشف حالياً طرق إقامة اتصال مع لإفريقيا”.

يمتلك باير ليفركوزن، متصدر الدوري الألماني حالياً، خمسة لاعبين أفارقة في فريقه الأولصورة من: Revierfoto/IMAGO

يضم باير ليفركوزن، متصدر الدوري الألماني حالياً، خمسة لاعبين أفارقة في فريقه الأول، لكن هذا النادي الذي يمثل مدينة صغيرة في غرب ألمانيا لا يزال حاجة إلى أكاديميات في القارة السمراء.

ويوضح سيمون رولفس، المدير الرياضي للنادي: “العثور على لاعبين جيدين يعد أيضًا جزءًا من العمل الرياضي”، متابعا لـ المانيا اليوم: “نحن نتطلع إلى السوق الأفريقية واللاعبين الذين يلعبون بالفعل في أوروبا. قسم الكشافة لدينا يستكشف السوق بنشاط، ونعتقد أن الأهمية الكروية للقارة ستصبح ذات أهمية متزايدة.”

فرص رائعة

في أبريل/نيسان الماضي، وقع بايرن ميونيخ عقد رعاية مدته خمس سنوات مع مجموعة “فيزيت رواندا” (زر رواندا) السياحية. ورغم الانتقادات في ألمانيا بسبب سجل حقوق الإنسان في رواندا، فقد أظهرت الصفقة فرصاً للشراكة مع إفريقيا، تتجاوز مجرد الاستفادة المواهب الرياضية في السوق الأفريقية.

الغيني سيرهو غيراسي سجل 16 هدفا حتى الآن هذا الموسم لصالح نادي شتوتغارتصورة من: Thomas Kienzle/AFP/Getty Images

وبحسب سيباستيان شيشتر، المستشار الرياضي في شركة “شيشته شبورت”، فإن القارة الأفريقية تقدم فرصاً وإمكانات كبيرة لأندية البوندسليغا على الرغم من وفرة اللاعبين الموهوبين من أفريقيا.

لكن مع ذلك، فإن إنشاء بيئة سوقية مواتية وآفاق أعمال كافية في أفريقيا يتطلب الصبر والمثابرة من الأندية، يوضح شيشتر، لافتاً إلى أن العائد على الاستثمار يكون أسرع بكثير في آسيا أو أمريكا الشمالية.

مثّل شيشتر نادي أرميينيا بيلفيد، الذي يلعب في دوري الدرجة الثالثة الألماني، لأجل شراكة مع نادي ماريتزبورغ يونايتد، وهو نادٍ من الدرجة الثانية من جنوب إفريقيا. تأسست هذه الشراكة بفضل العلاقة التي جمعت أرميينيا بيلفيد بلاعبي منتخب جنوب أفريقيا السابقين ديلرون باكلي وسيبوسيسو زوما، بحكم أنهما دافعا عن ألوانه.

يوضح شيشتر أن نادي أرميينيا بيلفيد نجح في إنشاء برنامج تدريب طويل الأمد للشباب في جوهانسبرغ، ونفذ برامج لتدريب المدربين، وشارك في العديد من مبادرات المسؤولية الاجتماعية للشركات، كما تعاون مع غرفة التجارة الخارجية لجنوب إفريقيا وكذلك مع شركة تمثل النادي الإفريقي.

كل هذا أدى ذلك إلى في تأثير مستدام وذو مصداقية، كان له تأثير إيجابي للغاية على العلامة التجارية، وكذلك على اكتشاف المواهب وتقديم فرص كبيرة حسب تأكيد شيشتر، في حديثه لـ المانيا اليوم.

فهل يتم تكرار قصص مماثلة؟ ينتظر أوكوتشا، إلى جانب كثيرين آخرين في أفريقيا، بفارغ الصبر مشاركة أندية الدوري الألماني في مبادرات من هذا النوع لمزيد من نشر شعبية الدوري الألماني، في قارة قدمت على مدار التاريخ أساطير في كرة القدم.

أعده للعربية: إ.ع

(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
اضف تعليق
Comments (0)
Add Comment