رفضت ألمانيا وكذلك الاتحاد الأوروبي المسودة الجديدة لنص القرار المركزي لمؤتمر المناخ العالمي في دبي “كوب 28”. وقالت وزيرة الخارجية الاتحادية أنالينا بيربوك إن النص الذي قدمته الرئاسة الإماراتية لمؤتمر الأطراف كان “مخيبا للآمال” و”غير مقبول”. وتقود بيربوك المفاوضات لصالح الاتحاد الأوروبي في المجال المهم المتمثل في خفض الانبعاثات.
ولم تعد المسودة الجديدة للنص النهائي لمؤتمر المناخ العالمي في دبي تنص على التخلص التدريجي من الفحم والنفط والغاز. وتتحدث الورقة المؤلفة من 21 صفحة، والتي نشرت اليوم الاثنين (11 ديسمبر/ كانون الأول 2023)، عن الحد من استهلاك وإنتاج الوقود الأحفوري فقط، بينما في نسخ سابقة كان التخلص التدريجي لا يزال مذكورا بوصفه واحدا من عدة خيارات.
ورأى الاتحاد الأوروبي وفرنسا المسودة المقترحة “غير كافية”، وقال مفوض الاتحاد الأوروبي للمناخ فوبكي هوكسترا للصحافيين “هناك بعض الأمور الجيدة فيها، لكن بشكل عام من الواضح أنها غير كافية وغير مناسبة لمعالجة المشكلة التي نحن هنا لمعالجتها”، مضيفًا أن النص يحتوي على عناصر “لا يمكن ببساطة قبولها”.
وقالت وزيرة انتقال الطاقة الفرنسية أنييس بانييه روناشيه المشاركة في مؤتمر دبي “هذا النص غير كافٍ، غير كافٍ. هناك عناصر غير مقبولة كما وردت. إنها مخيبة للأمل”.
بعدها بقليل، قالت الوزيرة الإسبانية الممثلة للاتحاد الأوروبي في المؤتمر تيريزا ريبيرا إن النص “غير كافٍ على نحو واضح”.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد دعا في وقت سابق ما يقرب من 200 دولة إلى توحيد صفوفها والنص على التخلص التدريجي من الفحم والنفط والغاز في النص النهائي. وقال خلال ظهوره أمام الصحافة: “الآن هو الوقت المناسب لتحقيق أقصى قدر من الطموح وأقصى قدر من المرونة”.
وكانت مسألة ما إذا كان المجتمع الدولي يستطيع الاتفاق بالإجماع على التخلص من مصادر الطاقة الضارة بالمناخ مثل الفحم والنفط والغاز هي النقطة الأكثر إثارة للجدل منذ بداية المؤتمر. وقد قاوم عدد من الدول هذا المطلب، بما في ذلك السعوديةالغنية بالنفط، وكذلك أيضًا الصين والعراق وروسيا.
واشنطن تدعو لـ”تقوية” صيغة النصّ الختامي
ومن جهتها، دعت الولايات المتحدة الاثنين إلى استخدام صيغة أقوى في مشروع النصّ الختامي لمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب28) المنعقد في دبي، بعد اقتراح مشروع اتفاق لا يتضمن كلمة “الاستغناء” عن الوقود الأحفوري.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية “نقدّر الجهود التي بذلها كثرٌ لكتابة النصّ الذي يسعى إلى تحقيق التوازن بين مصالح متنوّعة”. وأضاف “في الوقت نفسه، يحتاج قسم تخفيف (تأثيرات التغيّر المناخي)، بما في ذلك مسألة الوقود الأحفوري، إلى تقوية (الصياغة)، ويحتوي قسم التمويل على نقاط غير دقيقة يجب تصحيحها”.
منظمات البيئة تشعر بخيبة أمل
وأعربت منظمات البيئة عن شعورها بخيبة الأمل كرد فعل على المسودة الجديدة. فقد تحدث يان كوالزيغ، خبير المناخ البارز في منظمة أوكسفام، عن “صياغة ضعيفة” للغاية ابتعدت عن الوقود الاحفوري. وقال إنه حتى الأهداف الأخرى – زيادة انتاج الطاقات المتجددة ثلاث مرات ومضاعفة كفاءة الطاقة – لم يتم ذكرها كهدف، ولكن كإجراء محتمل فقط. لا يتعين أن ينتهي كوب 28 بهذاالشكل”.
وحث كوالزيغ الاتحاد الأوروبي على عدم الموافقة على الاعلان. وقال إنه لابد أن تطالب الدول النامية وحلفاؤها بتحسينات جوهرية.
يُشار إلى أن مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 28) المنعقد في دبي، (30 /نوفمبر/ تشرين الثاني حتى 12ديسمبر/ كانون الأول)، بمشاركة حوالي 70 ألف شخص في فعاليات المؤتمر، مما يجعله أكبر مؤتمر مناخي على الإطلاق.
ومن المقرر أن تنتهي المفاوضات، التي جرت على مدار أسبوعين، صباح غد الثلاثاء، لكنها تعثرت مؤخرًا. وكما هو الحال دائمًا في السنوات السابقة، يمكن أن يتم تمديد المؤتمر.
وستستضيف أذربيجان والبرازيل مؤتمرَي الأمم المتحدة المقبلين للمناخ في عامي 2024 و2025 على التوالي، في قرار تمّ تبنيه الاثنين في دبي.
ص.ش/أ.ح (د ب أ، أ ف ب)