طالبت عائلات الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة منذ هجوم حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، اليوم السبت (16 كانون الأول/ديسمبر 2023)، باقتراح خطة تفاوض للإفراج عنهم، وذلك بعد مقتل ثلاثة منهم “عن طريق الخطأ” بنيران جنود إسرائيليين.
وقالت نوام بيري ابنة الرهينة حاييم بيري “لا نتلقى سوى الجثث. نريد منكم وقف القتال وبدء مفاوضات”، وذلك خلال تجمع في تل أبيب السبت غداة إعلان الجيش الإسرائيلي أنه قتل “عن طريق الخطأ” ثلاثا من الرهائن خلال عملية عسكرية في قطاع غزة.
بدوره، قال روبي تشين والد إيتاي تشين وهو رهينة يبلغ 19 عاما “يبدو الأمر كأنه لعبة الروليت الروسية: من سيكون التالي الذي يعلم بوفاة أحد أفراد أسرته؟ نريد أن نعرف ما هو الاقتراح المطروح على طاولة الحكومة”.
وأضاف “أخبرونا في البداية بأن العملية البرية ستعيد المخطوفين. إن الأمور لا تسير كذلك لأنه مذاك، عاد مخطوفون لكن ليس جميعهم أحياء. لقد حان الوقت لتغيير تلك الفرضية”.
في غضون ذلك قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه “شعر بحزن شديد” بعد مقتل ثلاث رهائن من طريق الخطأ برصاص الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، لكنه أكد “ضرورة” مواصلة الضغط العسكري على حماس.
وصرّح في مؤتمر صحافي لحكومة الحرب المصغرة السبت “شعرت بحزن شديد. أحزن ذلك الأمة بأكملها”، مضيفا “رغم كل الحزن العميق، أريد أن أوضح أمرا: الضغط العسكري ضروري لإعادة الرهائن وضمان النصر على أعدائنا”.
وكان مسؤول في الجيش الإسرائيلي قال في وقت سابق إن تحقيقاً مبدئياً خلص إلى أن الرهائن الثلاث الذين قتلتهم قوات إسرائيلية عن طريق الخطأ في غزة كانوا يرفعون راية بيضاء.
وأضاف المسؤول أن جندياً شاهد الرهائن يظهرون على بعد عشرات الأمتار من القوات الإسرائيلية في الشجاعية، وأشار إلى أنها منطقة قتال عنيف في شمال غزة حيث ينفذ مقاتلو حركة حماس عمليات بالزي المدني ويستخدمون أساليب خداعية.
وكشف الجيش الإسرائيلي أن الرهائن خرجوا بدون قمصان من مبنى في حي الشجاعية في شمال غزة أثناء القتال، حاملين علما أبيض مؤقتاً للدلالة على الاستسلام، وأن أحدهم صرخ “مساعدة” باللغة العبرية. ومع ذلك، تم إطلاق النار عليهم، خلافاً لقواعد الاشتباك، حيث اشتبه الجنود في وجود تهديد لحماس، بحسب بلومبرغ.
وكان الثلاثة من بين الذين خطفتهم حماس خلال الهجوم الذي شنته على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر وأسفر عن مقتل 1140 شخصا، معظمهم من المدنيين قضى غالبيتهم في اليوم الأول، بحسب السلطات الإسرائيلية، إضافة إلى اتخاذ نحو 240 رهينة لا يزال 129 منهم محتجزين في غزة.
وردت إسرائيل على الهجوم الأسوأ في تاريخها بعملية جوية وبرية على غزة، وتعهدت القضاء على حركة حماس التي تحكم القطاع وإعادة الرهائن. وأعلنت السلطات الصحية التابعة لحماس في غزة أن عدد القتلى ارتفع إلى أكثر من 19088، والجرحى إلى نحو 54450.
وحسب هذه السلطات فإنّ النساء والأطفال يشكلون نحو 70 بالمئة منهم، قتلوا في القصف الإسرائيلي على غزة منذ اندلاع الحرب.
ويذكر أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
خ.س/أ.ح/ز.أ.ب (رويترز، د ب أ)