طالب السفير الإسرائيلي في برلين رون بروسور برد فعل أكثر حسما على تنامي معاداة السامية في ألمانيا. وفي تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، قال الدبلوماسي الإسرائيلي:” لا يمكن ببساطة أن يكون من قبيل الأمر الواقع أن يخاف اليهود من السير في الطريق مرتدين الكيباه أو من التحدث بالعبرية في هواتفهم. يجب أن نستيقظ”.
وتابع بروسور الذي يتولى مهام منصبه الحالي في برلين منذ 2022، محذرا أن “هناك أناسا يخافون من إرسال أطفالهم إلى المدرسة إذا كانت المدرسة غير محمية؛ وهذه أوضاع ليست طبيعية. الخوف موجود بالفعل”.
وأكد بروسور أن تزايد عدد مثل هذه الجرائم ليس مشكلة ألمانية خالصة، ” لكن ضرورة تغيير هذا الأمر في ألمانيا هو أكثر أهمية منه في أي مكان آخر”. وأردف: “عندما يتم إلقاء قنابل مولوتوف من أجل إضرام النيران في معابد، فإنه من غير الممكن الرد على هذا الأمر بالكلام وحسب، يجب القيام بشيء عملي”.
وطالب السفير الإسرائيلي بالبدء بالعمل في المدارس وسد الثغرات التعليمية المتعلقة بإسرائيل ، وقال: “هناك واجب علينا في هذا الشأن حيث يجب علينا أن نعمل على تحسين التعليم بشأن إسرائيل على سبيل المثال في المدارس”. ورأى بروسور أنه يجب على المرء أن يسأل نفسه في ظل أي واقع وفي أي مجتمع وفي أي بلد يريد أن يعيش حقا، متسائلا: ” في بلد يتعين على الشرطة فيه أن تحمي رياض الأطفال؟ في بلد يتعين فيه حماية المدارس اليهودية ليلا ونهارا؟ في بلد ترسم فيه نجمة داود بالطلاء على المنازل التي يقطن فيها يهود؟ لا يمكنك أن تنظر إلى مثل هذا الأمر باعتباره أمرا طبيعيا”.
الشرطة الألمانية: ارتفاع كبير في جرائم معاداة السامية منذ هجوم حماس
وكانت الشرطة الألمانية قد أعلنت أنها سجلت زيادة كبيرة في جرائم معاداة السامية منذ الهجوم الإرهابي، الذي شنته حركة حماس المصنفة كمنظمة إرهابية في ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى، على إسرائيل في السابع من شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وصرح متحدث باسم مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) بأنه فيما يتعلق بالصراع في الشرق الأوسط وحده، تم تسجيل أكثر من 1100 جريمة حتى الحادي والعشرين من الشهر الجاري لدى خدمة إبلاغ الشرطة الجنائية عن الجرائم ذات الدوافع السياسية.
وتتضمن الجرائم في المقام الأول أضرارا بالممتلكات والتحريض على الكراهية. وهذه الجرائم أكثر بشكل كبير مما تم تسجيله في أي شهر من الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري، والتي قامت وزارة الداخلية الألمانية بنشر ارقام دقيقة بشأنها في شهر تشرين الثاني /نوفمبر الماضي.
ووفقا للأرقام، تم تسجيل 558 جريمة معادية للسامية في الربع الأول من عام 2023، و609 في الربع الثاني و540 في الربع الثالث. وتتضمن هذه الأعداد كل الجرائم، المدفوعة بالتطرف اليساري واليميني إضافة إلى الجرائم المصنفة “ايديولوجيا دينية” و “أيديولوجيات مستوردة”.
فيما تتعلق أكثر من 1100 جريمة تم الإبلاغ عنها منذ بداية شهر تشرين الأول /أكتوبر الماضي، فقط بتصعيد الصراع في غزة. وبالتالي، فإن من المحتمل أن يكون العدد الإجمالي لمثل هذه الجرائم أعلى بشكل كبير. واعتبارا من شهر تشرين الثاني /نوفمبر العام الجاري، تم تسجيل ما إجماليه 2874 جريمة معادية للسامية منذ بداية العام، بما في ذلك 88 عملا عنيفا.
وكان وزير العدل الألماني قد أعلن في منتصف الشهر الجاري أن السلطات في بلاده سجلت نحو 4300 جريمة ذات صلة بالنزاع في الشرق الأوسط منذ هجوم حركة حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي. وأوضح ماركو بوشمان خلال مؤتمر الجالية اليهودية بالعاصمة برلين أن هناك نحو 500 جريمة عنف بين هذه الجرائم، وشدد على ضرورة تطبيق القانون الجنائي بصرامة.
ز.أ.ب/ع.ج.م (د ب أ)