قال مسؤول في مقاطعة إيشيكاوا اليابانية لوكالة فرانس برس طالبا عدم ذكر اسمه إن حصيلة القتلى غداة الزلزال الذي ضرب شبه جزيرة نوتو في وسط اليابان “بلغت 48”. وكانت حكومة المقاطعة التي تتبع لها شبه جزيرة نوتو، أفادت في وقت سابق اليوم الثلاثاء (2 يناير/ كانون الثاني 2024) أن 30 شخصاً لقوا حتفهم وأصيب “الكثيرون” بينهم 14 بجروح بالغة.
وتعرّض وسط اليابان لـ155 هزة أرضية في أول أيام العام الجديد بين الساعة 16,00 الاثنين (07,00 ت غ الاثنين) والساعة 09,00 الثلاثاء (00,00 ت غ الثلاثاء) وفقا لوكالة الأرصاد الجوّية اليابانيّة جيه إم إيه. وبلغت قوّة أشدها 7,5 درجة بحسب العهد الأميركي للجيوفيزياء، و7,6 وفقًا للهيئة اليابانية للأرصاد الجوية.
ربما حرّك الأرض لمسافة 1.3 متر إلى الغرب
ومن الممكن أن يكون الزلزال قد أدى إلى تحرك الأرض في منطقة نوتو القريبة من مركز الزلزال، لمسافة 3ر1 متر إلى الغرب. وأفادت هيئة الاذاعة والتلفزيون اليابانية (إن إتش كيه)، اليوم الثلاثاء، بأن هيئة المعلومات الجغرافية المكانية اليابانية، قامت بتحليل البيانات الواردة عن نظام تحديد المواقع العالمي (جي بي إس)، بعد وقوع الزلزال المدمر، مفيدة أن الأرقام الأولية تشير إلى أن نقطة المراقبة في مدينة واجيما بمقاطعة إيشيكاوا، شهدت أكبر تحرك للارض، حيث تحركت أفقيا لمسافة نحو 1.3 متر إلى الغرب. كما يشير تحليل هيئة المعلومات إلى وجود تحرك للارض ناحية الغرب بمسافة متر واحد تقريبا في بلدة أناميزو، و80 سنتيمترا في مدينة سوزو. كما تحركت نقطة مراقبة في نوتوجيما بمدينة ناناو لمسافة 60 سنتيمترا ناحية الشمال الغربي باتجاه ساحل بحر اليابان.
كما تسبب الزلزال الذي شعر به أيضاً سكان طوكيو، البعيدة 320 كيلومترًا من نوتو، بأضرار مادّية جسيمة وموجات تسونامي الاثنين على ساحل بحر اليابان، إلا أن وكالة الأرصاد الجوية اليابانية رفعت تحذيرات تسونامي اليوم الثلاثاء. وتسبب الزلزال في حدوث تسونامي (موجات مد) بلغ ارتفاعها حوالي 1.2 متر في واجيما بينما تم تسجيل موجات أصغر من متر واحد في مواقع أخرى، وفقا لوكالة الأرصاد الجوية اليابانية. وحذرت الوكالة من مزيد من الزلازل القوية خلال الأسبوع، خاصة في اليومين أو الثلاثة أيام المقبلة.
ومع شروق الشمس الثلاثاء، تبين حجم الدمار الذي عمّ مناطق أصابها الزلزال، مع المنازل القديمة والمباني المنهارة والطرق المتصدعة وقوارب الصيد المنقلبة أو العالقة والدخان المنبعث وسط أنقاض مشتعلة.
وقال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا اليوم الثلاثاء إنّ الزلازل القويّة والعديدة التي هزّت وسط اليابان تسبّبت بسقوط “كثير من الضحايا” وبأضرار مادّية كبيرة. وحذر من احتمال ارتفاع حجم الخسائر البشرية. وأضاف في مؤتمر صحفي” إنقاذ الأرواح يمثل أولوية لنا، ونحن نخوض معركة في مواجهة الوقت”. وقال كيشيدا إنه تم نشر 1000 من أفراد قوات الدفاع للمشاركة في أعمال الإغاثة والانقاذ.
وفي مدينة واجيما، احترق أكثر من 200 مبنى في منطقة واحدة، بحسب هيئة الإذاعة. وأفاد مسؤولون بانهيار 25 مبنى في المدنية، 14 منها ربما يكون أسفلهم أشخاص محاصرين، بحسب ما نقلته هيئة الاذاعة عن قطاع الإطفاء.
ومع ذلك، عرقلت الطرق المتضررة والمغلقة من أعمال الانقاذ. كما تم إغلاق أحد المطارات في المنطقة بسبب تصدعات في المدرج. وأضاف كيشيدا: ” من الصعب للغاية دخول السيارات للمناطق الشمالية بشبه جزيرة نوتو”. وقالت الحكومة إن نحو ألف شخص يقيمون في قاعدة قوات جوية في واجيما، ويتم تزويدهم بالأغطية والمياه والطعام.
يذكر أن اليابان هي واحدة من أكثر الدول عرضة للزلازل في العالم.
ص.ش/ح.ز (أ ف ب، د ب أ)