أكد المجلس السياسي الأعلى التابع للحوثيين أن كل المصالح الأميركية والبريطانية صارت “أهدافاً مشروعة” لهم، في أعقاب الضربات التي شنتها واشنطن ولندن على مواقع عسكرية في اليمن. وأكّد المجلس السياسي في بيان نشر على وسائل إعلام تابعة للحوثيين أن “ما تعرض له الوطن، فجر اليوم، من اعتداء أميركي بريطاني غادر وسافر، عدوان غير مشروع ولا مبرر … كل المصالح الأميركية البريطانية أصبحت أهدافاً مشروعة للقوات المسلحة اليمنية رداً على عدوانهم المباشر والمعلن على الجمهورية اليمنية”.
وتدفّق عشرات الآلاف من اليمنيين إلى ميدان السبعين في العاصمة صنعاء، الجمعة (12 يناير/ كانون الثاني)، تنديداً بالضربات الأميركية البريطانية التي استهدفت مواقع عسكرية للحوثيين رداً على هجماتهم في البحر الأحمر.
وتحت مظلة الأعلام اليمنية والفلسطينية، تظاهر هؤلاء في مسيرة ضخمة ورفع بعضهم صور زعيم المتمردين اليمنيين المدعومين من إيران، عبد الملك الحوثي، وأمين عام حزب الله اللبناني حسن نصرالله. وقال محمد علي الحوثي عضو المجلس السياسي الأعلى الذي يحكم مناطق سيطرة الحوثيين “ضرباتكم ضد اليمن إرهاب… الولايات المتحدة هي الشيطان”.
ودخلت جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران في الصراع بين إسرائيل وحماس، الذي امتد إلى أنحاء الشرق الأوسط منذ بدايته في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، من خلال مهاجمة السفن في الممرات الملاحية الحيوية وإطلاق طائرات مسيرة وصواريخ على إسرائيل. وينظّم الحوثيون تظاهرات أسبوعية منذ اندلاع الحرب بين حركة حماس وإسرائيل، مؤكدين مساندتهم للفلسطينيين.
وجاءت هذه التظاهرة بعد ساعات على شنّ الولايات المتحدة وبريطانيا فجر الجمعة ضربات على أهداف في مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن، بعد استهدافهم لأسابيع سفناً تجارية في البحر الأحمر تضامناً مع قطاع غزة الذي يشهد حربا مع إسرائيل.
وبعد أكثر من شهر من بدء الحرب في 7 تشرين الأول/أكتوبر بين إسرائيل وحماس إثر هجوم غير مسبوق على إسرائيل شنته الحركة الإسلاموية الفلسطينية المصنفة في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي كمنظمة إرهابية، شن الحوثيون هجمات بالصواريخ والمسيرات في البحر الأحمر على سفن مرتبطة بإسرائيل، ما دفع شركات شحن عدة إلى تفادي المرور عبر باب المندب وهو ما أدى إلى زيادة تكاليف الشحن ومدته بين أوروبا وآسيا.
ونشرت الولايات المتحدة سفنًا حربية وشكلت تحالفا دوليا في كانون الأول/ديسمبر لحمايةحركة الملاحة البحرية في المنطقة التي يمر عبرها 12% من التجارة العالمية. وألقي بيان لمنظمي التظاهرة بعنوان “مليونية الفتح الموعود والجهاد المقدس”، جاء فيه “نؤكد أن العدوان الأميركي والبريطاني على اليمن دعم للكيان الصهيوني لمنعنا من نصرة فلسطين”.
وقال محمد حسين أحد المتظاهرين: “نحن نصرخ الموت لأمريكا ونحن ننتظر هذا اليوم الذي ندخل فيه حرباً مع الولايات المتحدة”، فيما أكد آخر وهو عبدالله حسن “لن يخيفنا الطيران الأميركي ولا البريطاني، نحن نُقصف منذ تسع سنوات وهذا ليس بجديد علينا”. وأفاد مراسلون لوكالة فرانس برس بأن تظاهرات أخرى خرجت في محافظات يمنية أخرى مثل الحديدة وذمار وأب وعمران.
وكانت رابطة ناقلات النفط (إنترتانكو) قد قالت في مذكرة وزعتها على أعضائها إن القوات البحرية المشتركة (سي.إم.إف) تحذر كل السفن “بالابتعاد لمسافة كبيرة عن باب المندب”. وأضافت إنترتانكو “من المتوقع أن تستمر فترة التهديد لعمليات الشحن لعدة أيام”.
ع.أ.ج/ ف.ي (أ ف ب، رويترز)