حقق منتخب إيران فوزاً كبيراً على نظيره الفلسطيني 1/4، الأحد (14 كانون الثاني/يناير 2024)، ضمن منافسات الجولة الأولى بالمجموعة الثالثة بكأس أمم آسيا لكرة القدم.
وبقي للمنتخب مباراتين في دور المجموعات: أمام دولة الإمارات العربية المتحدة في 18 كانون الثاني/يناير، وهونغ كونغ في 23 كانون الثاني/يناير.
ولم تكن مباريات المنتخب الفلسطيني التحضيرية للبطولة الآسيوية سيئة لدرجة كبيرة. فقد خسر أمام أوزبكستان 0-1 وتعادل سلبياً مع السعودية.
وفي ظل الظروف العادية، كانت الأنظار ستتوجه إلى الدوحة لمتابعة البطولة من 12 كانون الثاني/يناير إلى 10 شباط/فبراير، لكن الظروف ليست طبيعية؛ إذ لا يزال الجيش الإسرائيلي يشن عمليات عسكرية على حركة حماس في قطاع غزة في أعقاب الهجوم الإرهابي الذي نفذته الحركة يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر.
فرصة للتعبير عن الهوية
سيل الأخبار السيئة من غزة لا يتوقف. “إنه أمر مفجع”، يوضح لاعب خط الوسط محمد رشيد عبر بودكاست. “لقد فقدت أصدقاء مقربين. نتوقع مثل هذه الأخبار طوال الوقت”.
ولا يمكن تجاهل ما يحدث في القطاع، كما يؤكد مدرب المنتخب الفلسطيني، التونسي مكرم دبوب: “اللاعبون إما في الفندق أو في الحافلة معظم الوقت، يتابعون الأخبار على هواتفهم المحمولة ويتواصلون مع عائلاتهم”.
وقال حارس المرمى رامي حمادة بعد وصوله إلى قطر، إن الوضع صعب. وأضاف أن المنتخب “يريد إفراح الناس في الوطن حتى ولو بأشياء بسيطة”. كما شكر الحارس القطريين على ترحيبهم الودي ودعمهم.
وتقوم دولة قطر مستضيفة كأس العالم 2022 بدور سياسي نشط كوسيط في الصراع بين إسرائيل وحماس، التي تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية .
الواضح أن مشاركة المنتخب الفلسطيني في البطولة تحمل أبعاداً سياسية أكبر من مجرد اللعب الرياضي. وقال عدي الدباغ، الذي يعتبر أفضل لاعب في المنتخب، إن المشاركة في البطولة القارية للمرة الثالثة على التوالي “مصدر فخر ليس لي وحدي بل لكل الفلسطينيين”.
وبدورها أكدت سوزان شلبي، نائب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، لراديو دويتشلاندفونك الألماني: “تمنحنا كرة القدم إمكانية التعبير عن هويتنا الوطنية”.
الاتحاد الفلسطيني يرفع صوته
ظروف الحرب تضغط على المنتخب؛ الكثير من اللاعبين لديهم عائلات وأصدقاء في قطاع غزة أو في الضفة الغربية. وفي هذا الإطار قالت سوزان شلبي: “نريد إخراج عائلة أحد اللاعبين. ونجحنا في إخراج الابنة الصغيرة، لكن زوجته لا تزال في غزة. الضغط على اللاعب هائل”.
وأضعفت تبعات الحرب والعقوبات المرتبطة بها المنتخب، إذ كشف الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم أن ثلاثة من لاعبي الفريق لم يتمكنوا من مغادرة القطاع للالتحاق بالفريق.
ووجه الاتحاد اتهامات خطيرة ضد إسرائيل وطالب “بإجراءات عاجلة” من اللجنة الأولمبية الدولية والاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) والاتحاد الآسيوي لكرة القدم. وبحسب سوزان شلبي، قُتل أكثر من 80 لاعب كرة قدم في قطاع غزة حتى الآن”. وحسب المسؤولة في الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم: “أفترض أن عدد الحالات غير المبلغ عنها أعلى بكثير”.
وبحسب الاتحاد، دمرت إسرائيل تسعة منشآت رياضية، ويستخدم الجيش الإسرائيلي ملعب اليرموك بغزة، وهو أحد أكبر معالم الرياضة الفلسطينية، كمعسكر اعتقال. وشدد الاتحاد على أن ذلك: “جريمة ولا يمكن للاتحادات الرياضية الدولية أن تتسامح مع ذلك أو تخفيه أو تتجاهله”.
ولم يكن ممكنا التحقق من صحة هذه الاتهامات من الجانب الإٍسرائيلي أو من مصدر مستقل.
كيف يتابع الفلسطينيون البطولة؟
وفي ظل الحرب المحتدمة، تم إعداد المنتخب الفلسطيني في الجزائر وفي السعودية.
ولا تعترف الأمم المتحدة بفلسطين كدولة، لكنها عضو في الفيفا منذ عام 1998. ويحتل الفريق حالياً المركز 99 في تصنيف الفيفا العالمي.
وفي الأحوال الطبيعية، يتابع الجمهور الفلسطيني المباريات إما في المنزل أو في المطاعم والمقاهي. لكن ظروف الحرب بين إسرائيل وحماس وانقطاع الكهرباء والدمار الهائل يجعل من مشاهدة مباراة رفاهية يصعب الوصول لها بالنسبة لسكان غزة.
أعده للعربية: خالد سلامة