اعترف التونسي مكرم دبوب، مدرب منتخب فلسطين، بأنه “كان من الصعب السيطرة على مشاعر” اللاعبين في المباراة الافتتاحية في بداية مشوار المنتخب في كأس آسيا لكرة القدم المقامة حاليا في قطر حيث يشارك منتخب فلسطين في البطولة للمرة الثالثة في تاريخه.
وحقق منتخب إيران فوزا كبيرا على نظيره الفلسطيني 4-1 ضمن منافسات الجولة الأولى بالمجموعة الثالثة في البطولة، فيما تزامنت المباراة مع مرور مئة يوم على الحرب بين إسرائيل وحماس.
وفي مؤتمر صحافي، قال دبوب إنه خلال مواجهة المنتخب الإيراني: “في بداية المباراة لم يكن التركيز كما أردنا،” مضيفا: “لا يوجد مدرب يرغب في السيناريو الذي واجهنا أمام إيران، لكن المباراة ضد الإمارات مختلفة لأن لدينا نفس الفرص ومن المهم بالنسبة لنا الحصول على النقاط الثلاث”.
وخلال المباراة، جاء هدف منتخب فلسطين الوحيد بأقدام مهاجمه تامر صيام، فيما لم يكن الهدف سوى مجرد مواساة، لكنه لاقى تشجيعا كبيرا من المدرجات، حيث ارتفعت صيحات المشجعين.
وجاءت مشاركة منتخب فلسطين في البطولة في ظل أوضاع كروية صعبة حيث جرى تعليق الدوري المحلي بسبب الحرب في غزة، لكن المنتخب حصل على دعم كبير منذ البداية في قطر الدولة المستضيفة.
وكان الدعم القطري جليا خلال حفل افتتاح البطولة حيث صعد قائد المنتخب الفلسطيني مصعب البطاط إلى المسرح لأداء قسم البطولة خلال العرض الرئيسي مع عرض غنائي وراقص تخللته موسيقى فلسطينية.
وخلال مواجهة إيران، تعالت صيحات المشجعين حيث رددوا “فلسطين حرة” وسط حرصهم على ارتداء الكوفية الفلسطينية التقليدية وزي المنتخب.
وجع نفسي
لم يفز منتخب فلسطين مطلقا بأي مباراة في كأس آسيا خلال المشاركتين السابقتين، لكن اللاعب الفلسطيني محمد صالح أقر بأنه من الصعب الحفاظ على التركيز.
وفي محاولة لرسم صورة للوضع الراهن في غزة، قال صالح عقب مباراة إيران “لم أتواصل مع أهلي منذ أكثر من يومين، قُصِف منزلي في حي الرِمال في غزة، ونزح أهلي إلى منزل خالتي ثم إلى منزل أحد الأصدقاء وحاليا هم يقطنون بخيمة في أرض مفتوحة.. كان الله في عونهم”!.
ونقلت فرانس برس عن صالح قوله إنه فقد خاله وخالته وأبناء لهما قبل أيام من انطلاق البطولة، مضيفا “نلعب كرة قدم لأجلهم.. لأجل غزة.. لأجل قضيتنا”.
النضال من أجل أمة
ورغم خسارة مباراة بداية المشوار، مازال منتخب فلسطين يمتلك فرص تخطي دور المجموعات مع تأهل العديد من الفرق صاحبة المركز الثالث إلى الأدوار الإقصائية. وبغض النظر عن نتيجة مواجهة الإمارات، فمن المرجح أن يبقى منتخب فلسطين على أماله خلال مباراته الأخيرة بالمجموعة ضد هونغ كونغ.
وعن تأثير الحرب على اللاعبين، قال رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم جبريل الرجوب في مقابلة مع صحيفة الشرق القطرية: “هناك لاعبون استشهد أهلهم وهم في المعسكر، ولكن نحن مقاتلون وهذه هي الروح الفلسطينية المحملة بالوطنية”. وأضاف “هذا المنتخب هو أنبل رموز هويتنا الوطنية، وهذا المنتخب هو لكل الفلسطينيين”.
ويشار إلى أنّ الأمم المتحدة لاتعترف بفلسطين كدولة، لكنها عضو في الفيفا منذ عام 1998. ويحتل المنتخب الفلسطيني حالياً المركز 99 في تصنيف الفيفا العالمي.
أعده للعربية محمد فرحان