ذكر موقع بازا الإخباري الروسي أن عدد القتلى جراء الهجوم الذي وقع على قاعة للحفلات الموسيقية بالقرب من موسكو ارتفع إلى 62 شخصا، وفقا لمعلومات أولية.
وكان جهاز الأمن الاتحادي الروسي قد قال إن ما لا يقل عن 40 شخصا لقوا حتفهم وأصيب أكثر من 100 آخرين عندما فتح مسلحون يرتدون ملابس مموهة النار من أسلحة آلية على أشخاص خلال حفل موسيقي في قاعة (كروكس سيتي) بالقرب من موسكو مساء الجمعة (22 مارس/ آذار 2024).
وفي واحدة من أسوأ الهجمات التي تشهدها روسيا منذ سنوات، أظهرت مقاطع مصورة لم يتسن التحقق من صحتها خمسة مسلحين على الأقل وهم يطلقون النار بصورة متكررة على مدنيين داخل قاعة الحفلات الموسيقية بينما كانت فرقة الروك “بيكنيك”، التي يعود تاريخ إنشائها إلى الحقبة السوفيتية تستعد لتقديم حفل.
وكانت جميع مقاعد القاعة البالغ عددها 6200 مقعد قد بيعت بالكامل لحضور الحفل. وتقع القاعة في إحدى الضواحي غربي موسكو قرب مركز تسوق يدعى أيضا (كروكس سيتي).
وأظهرت لقطات أخرى مصورة مسلحين يطلقون النار على أفراد أسفل ما بدا وكأنه لافتة للدخول إلى قاعة كروكس سيتي. وشوهد أيضا أشخاص يرقدون بلا حراك وسط برك الدماء خارج القاعة. وأظهرت صور ومقاطع مصورة التقطتها رويترز تصاعد ألسنة اللهب في السماء وأعمدة من الدخان الأسود فوق المكان مع انطلاق سيارات الطوارئ ليلا.
وذكرت وسائل إعلام روسية أن طائرات هليكوبتر حاولت إخماد النيران وإجلاء نحو 100 شخص من الطابق السفلي. وقالت وكالة الإعلام الروسية إن سقف المبنى انهار.
تنظيم “داعش” يعلن مسؤوليته
وأعلن تنظيم “الدولة الإسلامية” الإرهابي، المعروف إعلاميا باسم “داعش”، الذي استهدف روسيا مرات عدة، مسؤوليته عن الهجوم، حسبما ذكرت وكالة أنباء أعماق الناطقة باسم التنظيم نقلا عن مصادر.
ونقلت وكالة أعماق عن مصدر أمني قوله “مقاتلو الدولة الإسلامية هاجموا تجمعا كبيرا للنصارى في مدينة كراسنوجورسك في ضواحي العاصمة الروسية موسكو وقتلوا وأصابوا المئات وألحقوا دمارا كبيرا بالمكان قبل أن ينسحبوا إلى قواعدهم بسلام”، بحسب ما ذكرت وكالة رويترز.
ونقلت رويترز عن مسؤول أمريكي قوله إن الولايات المتحدة لديها معلومات تؤكد ما أعلنه تنظيم “الدولة الإسلامية” عن مسؤوليته عن الهجوم، وأضاف المسؤول أن الولايات المتحدة حذرت روسيا في الأسابيع القليلة الماضية من احتمال وقوع هجوم على أراضيها.
صدمة وتنديد دولي بالهجوم الإرهابي
ونددت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا بهذا “الاعتداء الإرهابي الدامي” و”الجريمة الفظيعة”، فيما أعلنت اللجنة المكلفة التحقيقات الجنائية الكبرى في البلاد أنها “فتحت تحقيقا جنائيا في عمل إرهابي”.
وبسرعة تتابعت الإدانات من دول العالم لهذا الهجوم، فقد دان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش “بأشد العبارات الهجوم الإرهابي” وقال نائب المتحدث باسمه فرحان حق: “ينقل الأمين العام تعازيه العميقة إلى أسر الضحايا وشعب وحكومة روسيا الاتحادية”.
وأدان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ما وصفه بأنه “هجوم إرهابي شنيع وجبان”.
وأعرب الاتحاد الأوروبي عن “الصدمة والفزع” بعد “الهجوم الإرهابي” في موسكو. وقال المتحدث باسم الاتحاد بيتر ستانو إن “الاتحاد الأوروبي يشعر بالصدمة والفزع إزاء التقارير الواردة عن هجوم إرهابي في كروكوس سيتي هول في موسكو. يدين الاتحاد الأوروبي جميع الهجمات على المدنيين”.
وأعربت وزارة الخارجية الألمانية عن تعازيها لأسر ضحايا الهجوم الذي وقع في منطقة موسكو. وقالت وزارة الخارجية مساء الجمعة على منصة إكس (تويتر سابقا) إن “صور الهجوم المروع على الأبرياء في قاعة مدينة كروكوس بالقرب من موسكو مروعة”. وأضافت “يجب توضيح الخلفية بسرعة. تعازينا العميقة لأسر الضحايا”.
وعلى موقع “إكس” أيضا، تحدثت نائبة رئيسة البرلمان الألماني “بوندستاغ”، كاترين غورينغ-إيكاردت (من حزب الخُضر)، عن “هجوم جبان على أشخاص أرادوا فقط الاستماع إلى الموسيقى”.
وقالت السفارة الأمريكية لدى موسكو إنها شعرت بالصدمة جراء حادث إطلاق النار الذي وقع قرب العاصمة الروسية، وقدمت تعازيها للشعب الروسي. ونصحت السفارة في بيان الرعايا الأمريكيين بتجنب المنطقة التي وقع فيها الحادث.
وعبرت وزارة الخارجية الفرنسية في منشور على منصة إكس مساء الجمعة عن تعاطفها مع الضحايا ومع الشعب الروسي. وقالت الوزارة في المنشور إن الصور التي وردت من موسكو “مروعة” وإنه “ينبغي تسليط الضوء على هذه الأعمال الشنيعة”.
وأخبر وزير الخارجية التركي هاكان فيدان نظيره الروسي سيرغي لافروف في مكالمة هاتفية أن أنقرة تندد بإطلاق النار في مركز كروكس سيتي للحفلات الموسيقية قرب موسكو ووصفته بأنه هجوم إرهابي، حسبما أفاد مصدر دبلوماسي تركي.
ودانت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني الجمعة “العمل الإرهابي الشنيع” وقالت ميلوني في بيان مقتضب إن “فظاعة المذبحة التي تعرض لها مدنيون أبرياء في موسكو غير مقبولة”، معربة عن “تضامنها الكامل مع المتضررين وعائلات الضحايا”.
وأعربت إسبانيا عن “صدمتها” مؤكدة أنها “تدين أي شكل من أشكال العنف”. وقالت الخارجية الإسبانية عبر منصة إكس “لقد صدمتنا الأخبار الواردة من روسيا. تضامننا مع الضحايا وعائلاتهم والشعب الروسي. إسبانيا تدين أي شكل من أشكال العنف”.
دول عربية تدين الهجوم وتتضامن مع روسيا
كما أدانت دول عربية الهجوم، فأدانت مصر “بأشد العبارات” في بيان صادر عن وزارة الخارجية الحادث، معربة عن “تضامنها الكامل مع روسيا الاتحادية في هذا الظرف الدقيق”. وأعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانة المملكة واستنكارها الشديدين للهجوم، وأدانت وزارة الخارجية الأردنية الهجوم المسلح وأعربت الدوحة عن إدانتها واستنكارها الشديدين لحادث إطلاق النار، وأعربت وزارة الخارجية الإماراتية، عن”استنكارها الشديد لهذه الأعمال الإجرامية، ورفضها الدائم لجميع أشكال العنف والإرهاب التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار وتتنافى مع القانون الدولي”. وأعربت وزارة الخارجية البحرينية عن “إدانة المملكة واستنكارها بشدة لحادث الهجوم الإرهابي في موسكو”. من جانبها، عبرت الرئاسة الفلسطينية عن إدانتها الشديدة واستنكارها للهجوم الإرهابي. وقدم الرئيس محمود عباس تعازيه للرئيس فلاديمير بوتين والشعب الروسي وعائلات الضحايا، متمنيا الشفاء العاجل للجرحى.
ص.ش (أ ف ب، رويترز، د ب أ)