بعد 62 عاما من الرحلات الجوية، أقلعت آخر طائرة تحمل بريد محلي من العاصمة برلين إلى شتوتغارت في الساعات الأولى من اليوم الخميس (28 مارس/ آذار 2024). وقبل ذلك بقليل أقلعت طائرات تحمل البريد من هانوفر وميونخ وشتوتغارت.
وكانت الطائرات الست التي أقلعت اليوم تحمل رسائل وطرود بريدية فقط بلغ إجماليها حوالي 5.1 مليون رسالة وطرد وزنها حوالي 53 طنا، وتعادل حوالي 3% من وزن الرسائل البريدية التي تنقلها شركة “دويتشه بوست” (Deutsche Post) بين أنحاء ألمانيا يوميا.
ولن تستخدم شركة البريد بعد اليوم الطائرات في نقل الرسائل المحلية بهدف خفض النفقات وتقليص بصمتها الكربونية. وبحسب الشركة فإن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لكل رسالة ستنخفض بنحو 80% عند نقلها بالطرق البرية بدلا من الطائرات.
وعلى مدى عقود ظلت “دويتشه بوست” تعتمد على الطائرات لنقل رسائل البريد المحلي لآن القانون كان يلزمها بتوصيل 80% على الأقل من الرسائل في يوم العمل التالي لاستلام الرسالة من المرسل و95% من الرسائل خلال يوم العمل الثاني.
وبحسب تعديلات قانون البريد الألماني التي اقترحتها حكومة المستشار الألماني أولاف شولتس بهدف خفض نفقات خدمات البريد، سيتم تخفيف اشتراطات مواعيد تسليم الرسائل البريدية للعملاء، مما يعني أنتظارهم لوقت أطول لتلقي الخطابات.
وكان هناك اتفاقا عاما بين الحكومة والمعارضة على هذه التغييرات، نتيجة تحولات الطلب على من جانب السكان في ألمانيا مع تزايد الاعتماد على الإنترنت في الحصول على الخدمات والاتصالات.
وقالت مصادر برلمانية لوكالة الأنباء الألمانية إن التسليم السريعللرسائل البريدية لم يعد مهما، في حين زادت أهمية الموثوقية بالنسبة للخدمة. وتستخدم “دويتشه بوست” الطائرات لنقل الخطابات في مختلف أنحاء ألمانيا أثناء الليل منذ أيلول/ سبتمبر 1961 ووصلت حركة النقل إلى ذروتها في 1996 عندما بلغ متوسط وزن الرسائل التي يتم نقلها بالطائرات يوميا إلى 430 طنا. وتراجع الطلب على خدمات توصيل الخطابات بالبريد التقليدي نتيجة تزايد الاعتماد على الإنترنت في الحصول على الخدمات والاتصالات.
ع.ش/ ح.ز (د ب أ)