أفاد عشاق للفلك ومراقبون للسماء بانطلاق شفق قطبي مبهر باللون الأخضر والأرجواني والأحمر تمت مشاهدته في أفق بعض المناطق في أوروبا ونيوزيلندا وأجزاء من شمال الولايات المتحدة لفترات قصيرة.
نتج الشفق القطبي (auroras)، المعروف أيضًا باسم الأضواء الشمالية والجنوبية، عن حركة أسرع عاصفة شمسية منذ خمس سنوات على الأقل، لكنه تضاءل مع تضاؤل النشاط المغناطيسي الأرضي بسرعة.
وكتب ألكسندر كوزنتسوف، الذي يصف نفسه بأنه “صياد الشفق القطبي”، على موقع متخصص لمراقبي السماء والشفق القطبي: “لقد بدأ الأمر كقوس راقص حاد في الأفق الجنوبي، وسرعان ما انتقل إلى الأعلى، مما أدى إلى إنتاج بعض الشفق القطبي الأحمر والأرجواني والذي يعد الأكثر حيوية في ما رأيته طوال مسيرتي المهنية في صيد الشفق القطبي”.
وقال ماتي هيلين، وهو مراقب آخر للشفق القطبي في جنوب غرب فنلندا، إن “العرض الجميل” استمر لمدة 20 دقيقة فقط، وفق ما نقل عنه موقع صحيفة “الغارديان”.
ومن المعروف أن العاصفة الشمسية القوية والعروض الضوئية الرائعة التي تحدث بسببها تأتي مع وصول الشمس إلى ذروة نشاطها خلال عقدين من الزمن. ويتوقع العلماء المزيد من النشاط الشفقي في السنوات التالية، بما في ذلك الأشهر المقبلة، بحسب موقع “سبيس.كوم”.
كيف يحدث الشفق القطبي؟
يبدأ الشفق القطبي عند حدوق التوهج الشمسي حيث ترسل الشمس موجة هائلة من الجزيئات الشمسية نحو الأرض وتتسبب في اضطراب مجالنا المغناطيسي، مما يؤدي إلى خلق عاصفة مغناطيسية أرضية. وتثير الجسيمات الشمسية نشاط جزيئات الأكسجين والنيتروجين في الغلاف الجوي العلوي وتطلق فوتونات من الضوء، والتي نراها على شكل الشفق القطبي.
يتم تصنيف العواصف الجيومغناطيسية (موجة مكثفة من الإشعاع الكهرومغناطيسي) على مقياس من 1 (بسيط) إلى 5 (قوي) من قبل مركز التنبؤ بالطقس الفضائي SWPC. ووصلت العاصفة المغناطيسية الأرضية يوم الأحد إلى مستوى G4 لكنها ضعفت إلى مستويات G2 وG1 بعد ساعات قليلة فقط.
وأكد علماء في وكالة ناسا أن التدفق السريع للجزيئات الشمسية استمر في ضرب المجال المغناطيسي للأرض صباح يوم الاثنين (25 مارس/آذار 2024)، ولا يزال يتحرك بضعف سرعته الطبيعية.
وقال بيل مورتاغ، منسق برنامج مركز التنبؤ بالطقس الفضائي التابع للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA)، إن فرصة حدوث نشاط قوي للشفق القطبي تراجعت بسبب ضعف النشاط المغناطيسي الأرضي، بحسب ما نشر موقع صحيفة واشنطن بوست.
وقال مورتاغ إن الموجات الشمسية كانت تتحرك بسرعة مذهلة تبلغ حوالي 1.7 مليون ميل في الساعة ووصلت إلى الأرض قبل حوالي 10 ساعات من الموعد المتوقع، وهو أسرع ثوران حركة في الدورة الشمسية الحالية.
ووفقاً لما كتبه مراقبوا السماء على موقعهم، فقد حدثت أفضل العروض الشفقية في أجزاء من أوروبا ونصف الكرة الجنوبي، عندما وصلت قوة العاصفة الشمسية إلى درجة G4 عند المساء.
وكتب إيان جريفين، المصور في شبه جزيرة أوتاجو النيوزيلندية والتي شهدت جانباً من عروض الشفق القطبي على الموقع: “بينما تداخلت السحب مع المشهد، كان الشفق القطبي قويا على الرغم من اكتمال القمر”.
وخلال الأسبوع الماضي، تتبع العلماء النشاط المغناطيسي الأرضي وصولاً إلى مجموعة من البقع الشمسية، وهي المناطق المظلمة أو الداكنة والتي تعد الأكثر برودة في الشمس حيث يكون فيها المجال المغناطيسي للشمس قويًا للغاية.
وقال مورتاغ إن خطوط المجال المغناطيسي القريبة من البقع الشمسية غالباً ما تتشابك وتتقاطع وتعيد تنظيمها حتى يتراكم الضغط ويسبب إطلاقاً كبيراً للطاقة.
ويسبب التوهج الشمسي الذي يطلق تلك الحزم من الموجات الكهرومغناطيسية في تعطل أو التشويش على الاتصالات اللاسلكية، وفقاً لعالمة الطقس الفضائي تاميثا سكوف، بحسب ما أفادت واشنطن بوست.