مؤتمر باريس حول السودان ـ تعهد بتقديم مساعدات بملياري يورو


تعهّد المجتمعون في مؤتمر باريس حول السودان الإثنين (15 أبريل/ نيسان 2024) تقديم مساعدات إنسانية تزيد على مليارَي يورو لدعم المدنيين في الدولة الإفريقية التي تشهد نزاعًا داميًا منذ عام، على ما أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وقال ماكرون “يمكن أن نعلن أنه سيتم في المجمل تعبئة أكثر من مليارَي يورو”، لافتًا إلى أن الالتزامات التي سُجّلت قبل المؤتمر الاثنين بلغت 190 مليون يورو فقط.

وستساهم دول الاتحاد الأوروبي في 900 مليون يورو من التعهدات الإجمالية التي تبلغ حصة فرنسا فيها 110 ملايين. وأضاف ماكرون “سيسمح هذا الدعم (…) بالاستجابة للاحتياجات الأكثر إلحاحًا في قطاعات الأمن الغذائي والتغذوي والصحة والمياه والصرف الصحي والتعليم وحماية الأكثر ضعفًا”.

ورغم أن التعهدات بالتبرعات طموحة، فإنها لا تزال بعيدة عن مبلغ 3,8 مليارات يورو اللازم لتوفير المساعدات بحسب الأمم المتحدة. وأودت الحرب في السودان بآلاف المدنيين بحسب أرقام الأمم المتحدة التي تقول إن نحو 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف سكان السودان، يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، فيما يعاني نحو 3,8 ملايين طفل دون سن الخامسة سوء تغذية.

ودعا الرئيس الفرنسي “بشكل رسمي” طرفَي النزاع إلى احترام القانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين.

وقال “نحثّهما على وقف إطلاق النار فورًا من أجل السماح للجهات الفاعلة الإنسانية بالوصول إلى جميع السودانيين”. وأضاف “يجب عدم استخدام وصول المساعدات الإنسانية لأغراض عسكرية”.

احتمال ارتكاب “جرائم ضد الإنسانية” في السودان

اعتبر الامين العام للأمم المتحدة الاثنين أن الهجمات العشوائية على المدنيين في السودان يمكن أن تشكل “جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية”صورة من: Yuki Iwamura/AP Photo/picture alliance

في غضون ذلك، اعتبر الامين العام للأمم المتحدة الاثنين أن الهجمات العشوائية على المدنيين فيالسودان يمكن أن تشكل “جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية”، وذلك بعد مرور عام على اندلاع الحرب في هذا البلد.

وصرح أنطونيو غوتيريش للصحافيين “إنه أكثر من نزاع بين طرفين متحاربين. إنها حرب على الشعب السوداني” مع مقتل آلاف الأشخاص وإصابة 18 مليون شخص بسوء التغذية الحاد.

وأضاف أنّها “حرب ضد حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني”. وشدّد على أنّ “الهجمات العشوائية التي تسفر عن مقتل وإصابة المدنيين وترهيبهم يمكن أن ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية”، مندداً أيضاً بالهجمات على “قوافل المعونة” وبتعرض “النساء والفتيات لأعمال العنف الجنسي المتفشية”.

من جهة أخرى كرر غوتيريش الإعراب عن قلقه من هجوم وشيك محتمل على الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور والمركز الإنساني لهذه المنطقة. ومنذ بدء الحرب في 15 نيسان/أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي عادت أعمال العنف الجنسي والإثني وحرق الأراضي في دارفور (غرب). وهذه المنطقة الشاسعة كانت قد  دمّرتها حرب أهلية حصدت مئات الآلاف من الضحايا وبدأت في العام 2003.

بيربوك: “إذا لم نتخذ إجراءات مضادة ضخمة الآن كمجتمع عالمي، سيواجه السودان كارثة مجاعة رهيبة. صورة من: Christophe Ena/dpa/AP/picture alliance

ألمانيا تناشد المجتمع الدولي دعم السودان

وناشدت ألمانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي المجتمع الدولي اليوم الاثنين، تقديم دعم عاجل للسودان، في ضوء الوضع الإنساني الكارثي الذي أحدثه الصراع في تلك الدولة الواقعة في شمال شرق أفريقيا. وحذرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في مؤتمر للمساعدات في باريس: “إذا لم نتخذ إجراءات مضادة ضخمة الآن كمجتمع عالمي، سيواجه السودان كارثة مجاعة رهيبة.  وفي أسوأ السيناريوهات، يمكن أن يموت مليون شخص جوعا هذا العام”.

وأضافت: “نوضح اليوم أننا لن نغفل عن معاناة الناس في السودان”. وكان صراع دموي على السلطة قد اندلع بين القوات المسلحة السودانية التي يقودها الفريق أول   رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، الذي يعد الحاكم الفعلي للسودان، ونائبه السابق محمد حمدان دقلو(حميدتي)، الذي يقود قوات الدعم السريع شبه النظامية.

ع.ش/ ص.ش (أ ف ب، د ب أ)

(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
اضف تعليق
Comments (0)
Add Comment