على ملعب الاتحاد في مانشستر، ستكون مواجهة الأربعاء (17 نيسان/أبريل 2024) بين مانشستر سيتي وريال مدريد أشبه بنهائي، بعد أن تعادل الفريقان 3-3 في قمة نارية ذهاباً بملعب “سانتياغو برنبايو” حيث تبقى كل الاحتمالات واردة إياباً، بما فيها اللجوء إلى شوطين إضافيين أو لاحتكام إلى ركلات الترجيح، طالما أنّ الفريقين يقدمان مستوى رفيعاً ومتقارباً.
وكان فريق المدرب الإسباني بيب غوارديولا قلب تأخره 1-2 إلى تقدم 3-2 في لقاء الذهاب، قبل أن ينقذ الأوروغوياني فيديريكو فالفيردي ريال من الهزيمة الأولى في آخر 28 مباراة له على أرضه في جميع المسابقات، بتسجيله هدف التعادل من تسديدة رائعة “على الطاير” قبل 11 دقيقة من نهاية الوقت الأصلي.
ولا شك أنّ المهمة لن تكون سهلة لرجال الايطالي كارلو أنشيلوتي ضد الفريق الإنكليزي الذي لم يسقط في المسابقة القارية للمباراة الثانية والعشرين توالياً، وتحديداً منذ الخسارة أمام عملاق إسبانيا 1-3 بعد التمديد في أيار/مايو 2022 في إياب نصف النهائي. كما أنه لم يخسر على أرضه في المسابقة منذ 30 مباراة، أي منذ العام 2018، كما لم يخسر على أرضه في 41 مباراة في مختلف المسابقات منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2022.
وقال غوارديولا “علينا أن نفوز بالمباراة ولكن لدينا أنصارنا هناك. نحن بحاجة إليهم جميعاً وإلى طاقتهم لمحاولة التغلب على ملوك هذه المسابقة. بمؤازرة جمهورنا في مانشستر، سنفعل ذلك. لكن مدريد سيسجل هدفاً واحداً، هذا أمر مؤكد”.
بدوره، علّق كارلو أنشيلوتي “من الواضح أننا أردنا الدخول الى مباراة الإياب مع أفضلية ما، لكنني أعتقد أننا بحاجة إلى أن نكون راضين (الأداء في مباراة الذهاب). لقد تنافسنا بشكل جيد للغاية، وإذا فعلنا ذلك مرة أخرى (في مانشستر) فيمكننا التأهل”.
ويبحث النادي الملكي عن الثأر من سيتي الذي أقصاه من الدور نصف النهائي الموسم الماضي حين تعادلا ذهاباً في مدريد 1-1 قبل أن يحقق سيتي فوزاً كاسحاً 4-0 إياباً في طريقه إلى اللقب الأول في تاريخه.
ويدخل الـ”سيتيزن” إلى المواجهة مبتهجاً بانتزاعه صدارة الدوري الإنكليزي بفارق نقطتين من أرسنال وليفربول، بفوزه الساحق على لوتون تاون 5-1 وخسارة الأخيرين أمام كريستال بالاس 0-1 واستون فيلا 0-2، فبات أقرب إلى إحراز اللقب للمرة السادسة في آخر سبعة مواسم، معززاً حظوظه بتكرار إنجاز الموسم الماضي عندما حقّق ثلاثية تاريخية، بعد أن بلغ الفريق المملوك إماراتياً نصف نهائي مسابقة كأس إنكلترا حيث سيواجه تشلسي السبت.
ويعوّل غوارديولا دائماً على ترسانته المدججة باللاعبين وفي طليعتهم النروجي إرلينغ هالاند الذي واجه بعض الانتقادات في الآونة الأخيرة على خلفية غيابه عن التهديف بمواجهة ريال في المباريات الثلاث الأخيرة بين الجانبين. لكنّ مدرّبه دافع عنه بشراسة “الهدف ليس الكرة الذهبية، الهدف هو الفوز بالألقاب وقد فعل ذلك. هل كنا سنفوز بخمسة ألقاب العام الماضي بدونه؟ لم يحصل ذلك بالصدفة”. ونوّه غوارديولا بدور النروجي “إنه يساعدنا على توفير المزيد من المساحات في مناطق عدّة، وكانت مساهمته استثنائية منذ يوم وصوله الموسم الماضي”.
من جهته، يأمل انشيلوتي أن يتابع البرازيلي رودريغو نجاعته التهديفية بمواجهة سيتي بعد أن سجّل هدفين ساهما في الإطاحة بالفريق الإنكليزي خلال مواجهة الفريقين في نصف نهائي المسابقة عام 2022، قبل أن يهز شباكه مجدداً الثلاثاء الماضي.
وقال رودريغو بعد المباراة “لم يتوقعوا أن أكون على اليسار، لقد فعلنا ذلك بشكل مختلف وسارت الأمور بشكل جيد”. وأضاف “علينا أن نفوز هناك، كل شيء مفتوح، ومن يرتكب أقل عدد من الأخطاء سيتأهل”.
فرصة بايرن الأخيرة هذا الموسم
يتمسّك بايرن بخيط أمل رفيع سعياً للخروج بلقب هذا الموسم، عندما يواجه أرسنال المضطرب في أليانز أرينا في ميونيخ.
وبعد تعادلهما ذهاباً 2-2 في ملعب الإمارات، تبدو حظوظ الفريقين متساوية من أجل مواصلة مشوارهما القاري. لكنّ بايرن يمني النفس بعدم الخروج خالي الوفاض بعد أن هيمن على لقب الدوري الألماني في المواسم الـ11 الأخيرة، قبل أن يجرّده منه باير ليفركوزن رسمياً الأحد بعدما تُوج باللقب الأول في تاريخه قبل 5 مراحل من نهاية الموسم.
أما أرسنال فتتكرر مآسيه مع اقتراب نهاية كل موسم، بعد أن خسر صدارة الدوري المحلي بشكل دراماتيكي لمصلحة سيتي، رغم أنّ معركة اللقب لا تزال مفتوحة، إلا أنّ الخشية ان يتكرر سيناريو الموسم الماضي عندما فرّط به قبل مراحل قليلة لمصلحة سيتي أيضاً بعد أن تصدر لفترات طويلة.
وقال لاعب أرسنال ديكلان رايس “إنها المباراة المثالية لتحقيق ردة فعل”. وأضاف “نحتاج إلى ردة فعل ليلة الأربعاء وهي فرصة عظيمة لإظهار شخصيتنا وقيادتنا. حان الوقت للذهاب إلى هناك ونأمل أن نصل إلى الدور نصف النهائي من دوري أبطال أوروبا. وأضاف عن الخسارة المحلية الاخيرة “علينا أن نضع هذا جانبا الآن. لقد انتهى الأمر، إنها مباراة كرة قدم. لقد خسرنا ولكننا بحاجة إلى العودة”.
وحث مدربه الإسباني ميكل أرتيتا فريقه على عدم فقدان الشجاعة، وتحويل التركيز إلى مباراة الأربعاء في ألمانيا. وقال “إذا كنت تريد الفوز بالبطولات، إذا كنت تريد أن تكون هناك في دوري أبطال أوروبا عندما تكون لديك هذه اللحظات، عليك أن تقف”.
من جهته، يسعى مدرب بايرن توماس توخل إلى تكرار “روح الفوز” بنسخة 2021 مع تشلسي. وقال توخل “حصلنا على التعادل (ذهاباً) لذا فإنّ الوضع واضح: الفائز يتأهل. نلعب على أرضنا، نحتاج إلى هذا النوع من الأجواء الصاخبة من الجماهير ونريد العزيمة، الشغف والنوعية نفسها التي أظهرناها، حينها سنتأهل بالتأكيد”.
خ.س/ح.ز (أ ف ب)