سعى مصنع أسمنت بمنطقة بريفيك في جنوب النرويج إلىأن يكون محايداً من الناحية المناخية، من خلال منشأة من شأنها تقليل 400 ألف طن من الغازات الدفيئة سنوياً، وذلك ببناء نظام ترشيح بجوار فرن إنتاج الأسمنت من أجل التحكم بانبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون من المصنع، وهو الغاز المسبب للاحتباس الحراري وزيادة حرارة الأرض. يشار إلى أن صناعة الأسمنت من الصناعات المسؤولة عن انبعاث كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون، فحين يُحرَق الحجر الجيري في الأفران الساخنة تنبعث منه كميات كبيرة من هذا الغاز.وقال القائمون على المصنع -وفق ما نقلت القناة التلفزيونية الألمانية الأولى- إنهم يستخدمون البخار والمواد الكيميائية والماء والضغط العاليودرجات الحرارة المرتفعة جدا لفصل الغاز الضار وإسالته، وإن عملية فرز الغاز تحدث في مفاعل امتصاص: حيث يُحتَجز ثاني أكسيد الكربون عند درجة حرارة منخفضة باستخدام مذيب أميني -لأن هذه المادة الكيميائية لها خاصية امتصاص ثاني أكسيد الكربون- ويُسخن المزيج مرة أخرى لتفكيك ثاني أكسيد الكربون ثم يتم تسييله أخيرا تحت ضغط عالٍ تمهيداً لتخزينه، مؤكدين أن الطاقة اللازمة لعملية التفكيك تأتي بشكل رئيسي من أفران الأسمنت نفسها، فهُم يستخدمون الحرارة الخارجة من المدخنة بإعادة توجيهها وتوظيفها في هذه العملية.
وبُنِيَت منشأة تخزين مؤقتة وسط الطبيعية البحرية الجميلة على الساحل الغربي للنرويج وعدد خزاناتها الضخمة -للغازات الدفيئة المسالة- يصل إلى 12 خزاناً، وبُني نفق لخط الأنابيب على عمق 270 مترا ثم يمتد الأنبوب في قاع البحر -إلى الشمال- ثم غربا إلى بحر الشمال على مسافة تصل إلى ما يزيد عن 100 كيلومتر في البحر، وفيها يتم تخزين ثاني أكسيد الكربون المسال إلى الأبد على عمق 2600 متر يُرى أنه موقع تخزين آمن، ويُهدَف إلى ضخ 1,5 مليون طن في قاع البحر كل عام.
وتُنقَل شُحناتثاني أكسيد الكربون المسال ليس فقط من مصنع الأسمنت النرويجي لتخزينها تحت الأرض بل أيضا يُشحَن الغاز الضار -بواسطة السفن- من مصانع بهولندا والدنمارك لتخزينها في مخازن النرويج تحت قاع البحر. واكتسبت النرويج بالفعل خبرة في ضخ ثاني أكسيد الكربون وتخزينه بعيدا في بحر الشمال. كما أنها تستخرج الغاز الطبيعي وتضخ ثاني أكسيد الكربون -المنبعث نتيجة الاستخراج- مباشرةً في باطن الأرض، وهذا منذ 25 عاما. والنرويج مقتنعة بأن لديها مساحة كافية لتخزين كل ثاني أكسيد الكربون المنبعث في أوروبا بشكل دائم في العقود المقبلة وأنها قادرة على مساعدة أوروبا بأكملها على تحقيق أهدافها المناخية.
أعده للعربية: ع.م