رمز التنوع – صادق خان رئيسا لبلدية لندن للمرة الثالثة!


فاز رئيس بلدية لندن العُمَّالي صادق خان اليوم السبت (الرابع من مايو / أيار 2024) بولاية ثالثة ليصبح بذلك أول مسؤول منتخب يفوز ثلاث مرات بهذا المنصب، الذي استُحدث في العام 2000. وفاز خان (53 عاما) -وهو ابن مهاجرَين باكستانيَّين- بمنصب رئيس بلدية لندن للمرة الأولى عام 2016 وأصبح حينها أول مسلم يقود عاصمة غربية كبرى.

وبهذه الولاية الثالثة -التي فاز فيها بفارق كبير على منافسته المحافظة سوزان هول- يتفوق من حيث فترة الحكم على سلفه المحافظ بوريس جونسون الذي انتُخب مرتين لمنصب رئيس بلدية لندن.

وفي خطاب ألقاه عقب إعلان النتائج قال خان إنه “يتشرف” و”فخور” بفوزه مضيفا أنه يأمل بأن تكون هذه السنة عام “تغيير كبير” مع “حكومة عُمَّالية”. كما أشاد بانتصار الحملة التي دافعت عن “مدينة لا ترى في تنوعنا نقطة ضعف بل قوة وترفض الشعبوية وتتقدم”.

وخلال فترة ولايته الأولى عارض بقوة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وهذه المرة تعهد بأن تكون مدينته “أكثر عدلا وأمانا وخضرة للجميع”. ويريد توسيع برنامج الوجبات المجانية لتشمل تلاميذ المدارس العامة.

وكان خان -الذي نشأ في مسكن شعبي- التزم ببناء 40 ألف وحدة سكن شعبية إضافية. ووعد كذلك باتخاذ إجراءات لضمان عدم وجود مشردين في لندن بحلول عام 2030.

ورغم عدم تمتع صادق خان بشخصية جذابة فإن هذا لم يمنعه من أن يصبح عدو الصحافة المحافظة والمحافظين الذين يتولون السلطة في المملكة المتحدة منذ العام 2010، فهم يهاجمونه بسبب الأوضاع الأمنية في العاصمة بلا هوادة ويحملونه المسؤولية عن زيادة عمليات الطعن وهي حوادث يعزوها صادق خان إلى سياسة التقشف للحكومات المحافظة والتي أدت إلى خفض عدد أفراد الشرطة.

من جهتهم يتهمه معارضوه بتوسيع نطاق الضريبة على المركبات الملوِّثة للبيئة في لندن الكبرى العام الماضي، والتي قدمها بوريس جونسون في عام 2015. وانتهز المحافظون هذه الفرصة واتهموا صادق خان بعدم الاكتراث بسكان لندن الذين يعانون أزمة غلاء معيشة.

هواء لندن القاتل لطفلة بسبب تلوث البيئة في بريطانيا

To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video

وفي بعض الأحيان يتمادى البعض في الاتهامات مثل نائب رئيس الوزراء المحافظ السابق لي أندرسون الذي أكد في فبراير/ شباط 2024 أن الإسلاميين “سيطروا” على صادق خان. وقال النائب الذي انضم منذ ذلك الحين إلى حزب الإصلاح البريطاني اليميني المتطرف: “لقد أعطى عاصمتنا لأعوانه”.

وقبل ذلك بسنوات -في عام 2019- استهدفه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب فيما كانت موجة من الهجمات الجهادية تضرب لندن ووصفه بأنه “عار وطني” و”فاشل”.

ويجسد رئيس بلدية لندن إحدى قصص نجاح العاصمة الإنكليزية التي تفتخر بتنوعها حيث يحدد 46% من سكانها أنفسهم بأنهم آسيويون أو سود أو مختلطون أو  “آخرون”. وهو لا يفوت فرصة للعودة إلى جذوره المتواضعة والتحدث عن صيامه في رمضان وعدم شرب الكحول ومحاولة تأدية صلواته يوميا.

ووُلد صادق خان في أكتوبر / تشرين الأول 1970 لعائلة باكستانية هاجرت إلى بريطانيا، ونشأ مع أشقائه وشقيقاته الستة في حي توتينغ الشعبي في جنوب لندن. وكان والده سائق حافلة ووالدته خياطة.

وكان يرغب في بادئ الأمر بأنيدرس العلوم لكي يصبح طبيب أسنان، لكن أحد أساتذته لمس براعته في النقاش والمواجهة ووجهه نحو دراسة القانون، وبالتالي فقد درس المحاماة وتخصص في قضايا حقوق الانسان وترأس على مدى ثلاث سنوات منظمة “ليبرتي” غير الحكومية.

وفي طفولته تعلم الملاكمة حتى يتمكن من التصدي لكل من يتجرأ على نعته بـ”الباكستاني” في الشارع. ودرس صادق خان في مدرسة ثانوية رسمية غير معروفة في الحي الذي كان يقطنه، وفي جامعة نورث لندن. وهو يعرب عن امتنانه لهذا التعليم الرسمي والمجاني. وفي سن 15 عاما انضم الى حزب العمال وانتُخب عضوا في مجلس بلدية واندسوورث في جنوب لندن عام 1994، المنصب الذي تولاه حتى 2006. وفي 2005 تخلى عن مهنة المحاماة وانتُخب نائبا عن دائرة توتينغ الانتخابية.

وبعد ثلاث سنوات عرض عليه غوردن براون -رئيس الوزراء البريطاني حينئذٍ- منصب وزير مكلف شؤون المجموعات ثم حقيبة النقل في السنة التالية.وأصبح أول مسلم يتولى حقيبة في حكومة بريطانية.

وعندما سأله قصر باكنغهام عن الكتاب المقدس الذي يريد أن يقسم عليه، عرض إحضار مصحفه القرآني. وترك صادق خان نسخته القرآنية في القصر، على أمل أن يستخدمها “خلفه”.

ع.م/ أ.ح (أ ف ب)

 

 

(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
اضف تعليق
Comments (0)
Add Comment