قالت مصر إنها تعتزم الانضمام رسمياً إلى الدعوى القضائية المرفوعة من قبل جنوب إفريقيا في محكمة العدل الدولية للنظر في ارتكاب إسرائيل جرائم “إبادة” في قطاع غزة، وفقًا لما أفادت به وزارة الخارجية المصرية اليوم الأحد (12 أيار/ مايو 2024).
وجاء في بيان للخارجية المصرية أن مصر “أعلنت عن اعتزامها التدخل رسمياً لدعم الدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية للنظر في انتهاكات إسرائيل لالتزاماتها بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها في قطاع غزة”.
وطالبت مصر إسرائيل بـ”الامتثال لالتزاماتها باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال، وتنفيذها للتدابير المؤقتة الصادرة عن محكمة العدل الدولية التي تطالب بضمان نفاذ المساعدات الإنسانية والإغاثية على نحو كافٍ يلبي احتياجات الفلسطينيين في قطاع غزة”.
وكانت جنوب إفريقيا قد طلبت مؤخرا من محكمة العدل الدولية فرض إجراءات طارئة جديدة على إسرائيل بسبب الوضع في مدينة رفح بجنوب قطاع غزة.
وقالت بريتوريا بحسب بيان للمحكمة إن الوضع “الناتج من الهجوم الإسرائيلي على رفح” يؤدي الى “تطورات جديدة تتسبب بضرر لا يمكن إصلاحه يطاول الشعب الفلسطيني في غزة”.
وتأتي هذه الخطوة كجزء من سلسلة من التماسات جنوب إفريقيا التي تتهم فيها إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة في غزة، وهو ما تنفيه إسرائيل.
وهذه هي المرة الثالثة التي تطلب بريتوريا اتخاذ تدابير إضافية من أعلى محكمة في الأمم المتحدة، بعدما طلبت تدخلها نهاية كانون الأول/ديسمبر الماضي، متهمة إسرائيل بارتكاب “إبادة” في غزة، الامر الذي نفته الدولة العبرية بشدة.
بيد أن الحكومة الإسرائيلية دعت محكمة العدل الدولية في لاهاي إلى رفض طلب جنوب إفريقيا، وكتب متحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية يدعى أورين مارموريستاين أمس السبت على منصة “إكس”: “إن الطلبات المتكررة للإجراءات المؤقتة التي تقدمها جنوب إفريقيا، مبنية على مزاعم خاطئة وحذف متعمد للحقائق”، وأضاف: “تواصل جنوب إفريقيا العمل كذراع قانونية لمنظمة حماس الإرهابية في محاولة لتقويض حق إسرائيل الطبيعي والتزامها بالدفاع عن مواطنيها”.
وفي سياق متصل حذر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن اليوم الأحد من أن هجوما إسرائيليا واسعا على رفح سيزرع “الفوضى” من دون القضاء على حماس. ورأى بلينكن في مقابلة مع محطة “إن بي سي” التلفزيونية الأمريكية أن الخطة الحالية التي تدرسها إسرائيل في رفح “قد تلحق أضرارا هائلة في صفوف المدنيين من دون حل المشكلة”. ومضى يقول “سيبقى آلاف العناصر المسلحين من حماس” حتى مع حصول هجوم في رفح.
يشار إلى أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
تعهد بتقديم أكثر من ملياري دولار دعما لغزة
من جانب آخر وفي سياق متصل تعهدت جهات مانحة اليوم في مؤتمر المانحين الذي عُقد في الكويت، بتقديم أكثر من ملياري دولار لدعم قطاع غزة.
وجاء في البيان الختامي لمؤتمر دولي للمانحين، نظمته الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن المبلغ وهو ملياران و696 ألفاً و314 دولاراً “يتم تنفيذه (تقديمه) خلال العامين 2024، 2025، وستعمل المبادرة خلال العامين القادمين -كمرحلة أولى قابلة للتمديد- على حشد الجهود لدعم التدخلات الإنسانية المنقذة للحياة في قطاع غزة”.
ودعا البيان الذي تلاه المدير العام للهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بدر سعود الصميط إلى “إطلاق نداء إنساني عاجل ومناشدة لجميع قادة الدول والحكومات، وقيادات الهيئات والمؤسسات الدينية، ورؤساء المنظمات الدولية على مستوى العالم؛ للتدخل العاجل من أجل وقف الكارثة الإنسانية المستمرة في قطاع غزة، خصوصاً في ظل تطور الأحداث في منطقة رفح”.
ع.أ.ج/ ع ج م (رويترز، أ ف ب ، د ب ا)