أمرت محكمة تحكيم في مدينة سانت بطرسبرغ الروسية بمصادرة أصول وحسابات وممتلكات وأسهم المصرف الألماني “دويتشه بنك” وبنك ألماني آخر هو “كومرتس بنك” في روسيا في إطار دعوى قضائية تتضمن البنكين الألمانيين، وفقا لما ورد في وثائق المحكمة.
وكان البنكان الألمانيان ضمن المقرضين الضامنين بموجب عقد لبناء مصنع لمعالجة الغاز في روسيا مع شركة ليندي الألمانية، والذي تم فسخه بسبب العقوبات الغربية، بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
ورفعت الدعاوى القضائية شركة “روسكيم أليانز” التي تتخذ من سان بطرسبرغ مقرا، وهي مشروع مشترك تملك شركة الغاز الروسية العملاقة غازبروم حصة 50 بالمئة فيه. وتدير روسكيم أليانز مشروع معالجة الغاز.
ومنعت محكمة التحكيم في سان بطرسبرغ دويتشه بنك من التصرف في حصته ونسبتها 100 بالمئة في رأس المال المصرح به للشركة الروسية التابعة له وكذلك مركز دويتشه بنك للتكنولوجيا.
كما قررت المحكمة مصادرة ما تصل قيمته إلى 238.6 مليون يورو من الأوراق المالية والعقارات والحسابات المصرفية لدويتشه بنك، بالإضافة إلى الشركة الروسية التابعة له ومركز دويتشه بنك للتكنولوجيا.
وقال دويتشه بنك في فرانكفورت إنه خصص بالفعل نحو 260 مليون يورو لهذه القضية.
وأضاف البنك في بيان “سنحتاج إلى رؤية كيفية تنفيذ المحاكم الروسية لهذا الادعاء وتقييم التأثير التشغيلي الفوري في روسيا”.
وقال المكتب الصحفى التابع لدويتشه بنك لخدمة بلومبرغ نيوز عبر البريد الإلكتروني اليوم السبت (18 مايو/ أيار 2024) إن البنك الألماني سيقوم بـ “تقييم الأثر التشغيلي الفوري في روسيا” ويرى نفسه “محميا تماما” بموجب تعويض من عميل. وأضاف أن البنك كشف في تقريره السنوي أنه “اعترف بمخصص بنحو 260 مليون يورو وأصول استرداد مقابلة بموجب اتفاق التعويض”.
وقضت المحكمة أيضا بمصادرة أصول لكومرتس بنك بقيمة 93.7 مليون يورو (101.85 مليون دولار) بالإضافة إلى أوراق مالية تابعة له ومبنى البنك في وسط موسكو.
ولم يرد كومرتس بنك على طلب للتعليق من رويترز.
كما أمرت المحكمة الروسية أمس الجمعة بمصادرة أصول بنك يوني كريدت الإيطالي وحساباته وممتلكاته، إضافة إلى أسهم في شركتين تابعتين له في إطار دعوى قضائية موازية.
مخاوف من تقدم أكبر للروس في أراضي أوكرانيا
وفي سياق الحرب الروسية الأوكرانية، التي بسببها وقعت العقوبات الغربية على روسيا، أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن خشيته من أن يكون الهجوم البري الذي بدأته روسيا في العاشر من مايو/ أيار في منطقة خاركيف مجرد تمهيد لهجوم أوسع نطاقاً في الشمال والشرق.
وشنت القوات الروسية التي حققت تقدمًا طفيفًا في الأشهر الأخيرة في الأراضي الأوكرانية، هجومًا مفاجئًا على منطقة خاركيف الأوكرانية، محققة أكبر مكاسبها منذ 18 شهرًا.
وفي أول مقابلة مع وسيلة إعلام أجنبية مذ بدأت موسكو هجومها في خاركيف، قال زيلينسكي إنّ القوّات الروسيّة توغّلت ما بين خمسة إلى عشرة كيلومترات على طول الحدود الشماليّة الشرقيّة قبل أن توقفها القوّات الأوكرانيّة. وأضاف “لقد أوقفناهم (…) لن أقول إنّه نجاح (روسي) كبير، لكن علينا أن (…) نقرّ بأنّهم هم من يتوغّلون في أرضنا، وليس العكس”.
وأشار إلى أنّ الوضع لم “يستقرّ” بعد، متابعًا “رغم ذلك فإنّ الوضع تحت السيطرة وأفضل من اليوم الأوّل” للهجوم، وذلك بفضل التعزيزات المنتشرة.
ومع عدم وجود نهاية للحرب في الأفق، يكافح الجيش الأوكراني في التجنيد فيما يشعر الجنود بالإرهاق والغضب بسبب عدم التناوب. ويحارب الكثير من الجنود الأوكرانيين منذ أكثر من عامَين دون إمكانية تسريحهم.
وفي أبريل/ نيسان، وقّع زيلينسكي قانونًا مثيرًا للجدل يدخل حيز التنفيذ السبت ويخفض سن التعبئة من 27 إلى 25 عامًا مما يرفع عدد الرجال المؤهلين للقتال.
ويرى محللون عسكريون أن الهجوم على خاركيف قد يهدف إلى استنزاف القوات والموارد الأوكرانية بشكل أكبر مع حشد روسيا المزيد من قواتها البشرية وذخائرها.
وسيطرت روسيا على 278 كيلومترًا مربعًا بين 9 أيار/مايو والخامس عشر منه في شرق أوكرانيا ولا سيما في منطقة خاركيف في أكبر اختراق لها منذ سنة ونصف السنة، على ما أظهر الخميس تحليل أجرته وكالة فرانس برس استنادًا إلى بيانات للمعهد الأميركي لدراسة الحرب (ISW).
ص.ش/أ.ح (رويترز، د ب أ، أ ف ب)