قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك اليوم الاثنين (27 مايو/أيار 2024) قبل اجتماع لوزراء الاتحاد الأوروبي إن حكم محكمة العدل الدولية الذي يحث إسرائيل على الوقف الفوري لهجومها العسكري على الجزء الجنوبي من قطاع غزة ملزم ويجب احترامه.
وأضافت “لن تتحرر أي رهينة إسرائيلية إذا اضطر المزيد من السكان للجوء إلى الخيام… القانون الإنساني الدولي ينطبق على الجميع وأيضا على ممارسات إسرائيل في الحرب”.
وفي سياق متصل، قال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل اليوم إن إسرائيل تمضي قدماً في العملية العسكرية في جنوب قطاع غزة على الرغم من حكم محكمة العدل الدولية الذي يحثها على وقف هجومها على الفور.
وأضاف بوريل قبل اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي أنه يتعين تنفيذ حكم المحكمة، وقال إنه سيعمل أيضا على التوصل إلى قرار سياسي بشأن إطلاق مهمة الاتحاد الأوروبي المخصصة للمساعدة الحدودية بمعبر رفح.
انتقادات حادة لبيربوك في مؤتمر
وكانت بيربوك قد قوبلت باحتجاجات عالية الصوت خلال فعالية في برلين أقيمت يوم الأحد، بمناسبة الذكرى السنوية الخامسة والسبعين لتأسيس الدستور الألماني.
جاء ذلك عندما قام عدد من الحضور بالإعراب بصوت صاخب عن احتجاجهم على طريقة تعامل الحكومة الألمانية مع حرب غزة ، حيث قاطعوا نقاشاً بين بيربوك وبعض المواطنين بترديد هتافات بصوت عال ورفع لافتات متهمين الحكومة بالفساد والانحياز، ووجهوا عدة مطالب لبيربوك منها وقف توريد الأسلحة إلى إسرائيل على الفور.
بدورها، حاولت بيربوك الإجابة على الأسئلة بشكل هادئ، لكنها رفعت صوتها هي الأخرى بسبب الفوضى في القاعة، وقالت لأحد المشاركين: “هنا لا يتم التهديد” ، مؤكدة أن ألمانيا تعمل على أن يعيش كل من إسرائيل والفلسطينيين في سلام، وطلبت من المشاركين الالتزام بالحقائق.
وذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن ثمانية أشخاص من الحضور على الأقل تم إجبارهم على مغادرة مكان الفعالية، وهو عبارة عن خيمة منصوبة بجوار ديوان المستشارية، وتخلل إخراج بعض هؤلاء مشاجرات واشتباكات مع أطقم الأمن. وبقيت امرأتان في القاعة على الرغم من قيامهما بالتشويش المتكرر على الحدث.
وحاولت وزيرة الخارجية التفاعل مع المرأتين عدة مرات، وطلبت من الحراس عدم التعامل بعنف مع المحتجين. وردت أجزاء كبيرة من باقي الحضور بصيحات استهجان على هذه الاحتجاجات.
وقالت إحدى المرأتين في وقت لاحق إنها “يهودية معادية للصهيونية” ،مشيرة إلى أنها لا تجرؤ على التعبير عن احتجاجها في أماكن أخرى وأضافت أن حريتها في التعبير عن رأيها بشأن حرب غزة مقيدة في ألمانيا. وقالت إن غزة يجري تدميرها وتحويلها إلى “ركام ورماد” بمشاركة ألمانيا.
وشددت بيربوك على أن إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها، ولفتت إلى مارغوت فريدلاندر، الناجية من المحرقة، التي أكدت أنه لا يوجد دم مسيحي أو يهودي أو مسلم “بل يوجد دم إنساني فقط”، وقالت بيربوك إن هذا المبدأ يوجه أيضا الحكومة الاتحادية في نزاع غزة.
ع.ح/ح.ز/ ع.ج (رويترز ، د ب أ)