قُتل أحد أفراد حرس الحدود المصريين في “إطلاق نار” وقع على الشريط الحدودي اليوم الإثنين (27 آيار/ مايو) بين مصر وقطاع غزة حيث تتواجد قوات اسرائيلية، بحسب ما أعلن الجيش المصري.
وقال المتحدث الرسمي باسم الجيش في بيان نشره على صفحته الرسمية على فيسبوك إن “القوات المسلحة المصرية تجري تحقيقا بواسطة الجهات المختصة حيال حادث إطلاق النيران بمنطقة الشريط الحدودي برفح ما أدى الى استشهاد أحد العناصر المكلفة بالتأمين”.
وقبل البيان المصري، أعلن الجيش الاسرائيلي أنه يجري تحقيقا في حادثة “إطلاق نار وقعت على الحدود المصرية”، مؤكدا وجود اتصالات مع مصر بهذا الشأن.
وتتواجد القوات الاسرائيلية في المنطقة الحدودية في قطاع غزة منذ أن بدأت عمليتها العسكرية في رفح قبل أكثر من ثلاثة أسابيع.
القاهرة وعملية رفح
ومنذ بدء الحرب بين حماس واسرائيل في قطاع غزة قي تشرين الأول/ أكتوير، تلعب القاهرة دورا متوازنا بين جميع الأطراف المعنية تسعى من خلاله إلى إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر، والتوصل إلى اتفاق هدنة.
ولكن مصر شددت لهجتها إثر بدء العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح حيث كان يتكدّس 1,4 مليون شخص معظمهم من النازحين الذين أمرت إسرائيل نحو مليون منهم بالنزوح – على الرغم من التحذيرات المصرية والدولية – والسيطرة على الجانب الفلسطيني من المعبر الذي يعدّ نقطة العبور الرئيسية للمساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين.
ودانت مصر صباح اليوم “بأشد العبارات” القصف الاسرائيلي لمخيمات النازحين الذي وصفته بأنه “متعمد”.
إدانات دولية
في غضون ذلك توالت التنديدات الدولية الاثنين بعد ضربة إسرائيلية أودت بحياة 45 شخصا وإصابة 249 آخرين بجروح في مخيّم للنازحين الفلسطينيين في رفح، وفق السلطات الصحية التابعة لحماس فس قطاع غزة.
وحسب هذه السلطات تسبّبت الغارة في نشوب حريق في “مخيم السلام الكويتي” الواقع في حي تل السلطان في رفح، ما أدّى إلى تحويل الخيام والملاجئ إلى رماد.
يشار إلى أن حركة حماس، وهي جماعة إسلاموية فلسطينية مسلحة، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.
وحث مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط تور وينسلاند الإثنين على إجراء تحقيق “شامل وشفاف في هذا الحادث، ومحاسبة المسؤولين عن أي مخالفات، واتخاذ خطوات فورية لحماية المدنيين بشكل أفضل”.
أما مفوض حقوق الإنسان لدى الأمم المتحدة فولكر تورك فقال في بيان إن “الصور الواردة من المخيم مروّعة وتشير إلى عدم وجود تغير على ما يبدو في أساليب ووسائل الحرب التي تستخدمها إسرائيل والتي أدت حتى الآن إلى سقوط عدد كبير من القتلى المدنيين”، داعيا أيضا الفصائل الفلسطينية إلى التوقف عن إطلاق الصواريخ و”إطلاق سراح جميع الرهائن فورا ومن دون شروط”.
كما أكدت دول مجلس التعاون الخليجي الست، اليوم الإثنين، أن استمرار ما وصفتها بـ “العمليات الوحشية” التي تقوم القوات الإسرائيلية وأخرها قصفها مخيم النازحين التابع لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” في رفح “تشكل جرائم حرب”.
كما أدان رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي الاثنين الغارات الجوية “المروعة” على مخيم للنازحين في رفح، وقال إن “إسرائيل تواصل انتهاك القانون الدولي مع الإفلات التام من العقاب وفي تحد لحكم محكمة العدل الدولية”.
واشنطن: على إسرائيل “اتخاذ كل الاحتياطات الممكنة” لحماية المدنيين
حثت الولايات المتحدة إسرائيل اليوم الإثنين على اتخاذ جميع الاحتياطات لحماية المدنيين بعد “صور صادمة” من غارة عسكرية في رفح أودت بحياة عشرات الفلسطينيين.
وقال ناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي في بيان “كما أوضحنا، على إسرائيل اتّخاذ كل الاحتياطات الممكنة لحماية المدنيين. نتواصل بشكل نشط مع قوات الدفاع الإسرائيلية والشركاء على الأرض لتقييم ما حصل”.
نتنياهو: حادث مأساوي
من جهته قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الإثنين إن غارة جوية أسفرت عن مقتل عشرات الفلسطينيين في رفح لم يكن مقصودا أن تُسقط قتلى وجرحى من المدنيين وإنها سيجري التحقيق فيها.
وأضاف في خطاب بالكنيست قاطعته صيحات استهجان من مشرعين معارضين “في رفح، أجلينا بالفعل نحو مليون ساكن غير مقاتل وعلى الرغم من جهودنا القصوى لكيلا نؤذي غير المقاتلين، حدث للأسف شيء خاطئ على نحو مأساوي”.
وتابع “نحقق في الواقعة وسنتوصل إلى استنتاجات، لأن هذه سياستنا”.
وكان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل قد صرح الإثنين إن وزراء الخارجية الأوروبيين أعطوا الضوء الأخضر لإعادة تفعيل بعثة حدودية للاتحاد الأوروبي في مدينة رفح بجنوب قطاع غزة.
وقال “لقد حصلت على الضوء الأخضر من وزراء الاتحاد الأوروبي لإعادة تفعيلبعثة رفح الحدودية”، مضيفا أن مثل هذه المهمة ستحتاج إلى دعم مصر وإسرائيل والفلسطينيين.
ع.أ.ج/ أ.ح/ ز.أ.ب (د ب ا، أ ف ب، رويترز)