بايدن يكشف عن "خارطة طريق" إسرائيلية لإنهاء الحرب في غزة


أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن الجمعة (31 مايو/أيار 2024) أن إسرائيل عرضت “خارطة طريق” جديدة نحو سلام دائم في غزة، وحضّ حماس على قبول الاتفاق لأنه “حان وقت انتهاء هذه الحرب”.

وفي أول خطاب رئيسي له بشأن حل النزاع المستمر منذ ثمانية أشهر، قال بايدن إن الاقتراح يبدأ بمرحلة مدتها ستة أسابيع تشهد انسحاب القوات الإسرائيلية من جميع المناطق المأهولة بالسكان في غزة.

وتابع في خطاب متلفز من البيت الأبيض “حان وقت انتهاء هذه الحرب، وليبدأ اليوم التالي”، مضيفاً: “لا يمكننا أن نفوت هذه اللحظة” لاغتنام فرصة السلام. وأردف أن “إسرائيل عرضت اقتراحاً جديداً شاملاً. إنها خريطة طريق لوقف دائم لإطلاق النار وإطلاق سراح جميع الرهائن”.

ودعا الديموقراطي – البالغ 81 عاماً – حماس إلى قبول المقترح، قائلاً إن الحركة الفلسطينية “يجب أن تقبل الصفقة”. ومع ذلك، أشار بايدن أيضا إلى أن حماس لن تكون في السلطة بعد تنفيذ أي اتفاق. وقال إنه بعد عدة أشهر من الحرب، لم تعد حماس في وضع يسمح لها بتنفيذ مذبحة إرهابية مثل تلك التي تعرضت لها الدولة اليهودية في 7 تشرين الأول / أكتوبر.

وأضاف بايدن: “بصفتي شخصاً كان له التزام طويل تجاه إسرائيل، وبصفتي الرئيس الأمريكي الوحيد الذي زار إسرائيل في وقت حرب، وبصفتي شخصاً أرسل القوات الأمريكية للدفاع المباشر عن إسرائيل حينما هاجمتها إيران، أطلب منكم التروي والتفكير فيما سيحدث إذا ضاعت هذه اللحظة … لا يمكننا تضييع هذه اللحظة”.

صفقة من ثلاثة مراحل

وأوضح بايدن أن المرحلة الأولى التي تستمر ستة أسابيع تتضمن “وقفاً كاملاً وتاماً لإطلاق النار، انسحاب القوات الإسرائيلية من جميع المناطق المأهولة بالسكان في غزة، والإفراج عن عدد من الرهائن بمن فيهم النساء والمسنون والجرحى، وفي المقابل إطلاق سراح مئات من المساجين الفلسطينيين”.

ولفت إلى إن الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني سيتفاوضان خلال تلك الأسابيع الستة حول وقف دائم لإطلاق النار، لكن الهدنة ستستمر إذا ظلت المحادثات جارية. وأضاف الرئيس الأمريكي “طالما وفت حماس بالتزاماتها، فإن وقف إطلاق النار الموقت سيصبح، وفق العبارة الواردة في الاقتراح الإسرائيلي، وقفاً دائماً للأعمال العدائية”، وأضاف أنه “بوقف إطلاق النار، سيمكن توزيع المساعدات بأمان وفعالية على جميع المحتاجين إليها”.

وقال مسؤول أمريكي إن مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان سيجتمع اليوم الجمعة مع دبلوماسيين من 17 دولة يحتجز مواطنوها رهائن لدى حركة حماس، وهي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.

الدعم الأمريكي لإسرائيل… هل من خطوط حمراء متبقية؟

To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video

من جانبه أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، عقب خطاب بايدن، أنّ حرب غزة لن تنتهي حتى “القضاء” على حماس، مشيرا إلى أن “الحكومة الإسرائيلية متحدة في الرغبة في عودة رهائننا بأسرع ما يمكن وتعمل على تحقيق هذا الهدف”. 

وقال مكتب نتانياهو في بيان إنّ “رئيس الوزراء أجاز لفريق التفاوض تقديم خطة لتحقيق هذا الهدف، مع تشديده على أنّ الحرب لن تنتهي حتى تحقيق جميع أهدافها، ويشمل ذلك عودة جميع الرهائن والقضاء على قدرات حماس العسكرية والحكومية”. وأضاف أنّ “الخطة المحدّدة التي عرضتها إسرائيل والتي تشمل انتقالاً مشروطاً من مرحلة الى أخرى، تتيح لإسرائيل التمسّك بهذه المبادئ”.

من جانبها قالت حركة حماس في بيان إنها “تنظر بإيجابية إلى ما تضمّنه خطاب الرئيس الأمريكي جو بايدن اليوم من دعوته لوقف إطلاق نار دائم، وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة، وإعادة الإعمار، وتبادل للأسرى”.

وجاء إعلان بايدن عن الاقتراح بعد تعثر محاولات متكررة لإنهاء الحرب. وتصر حماس على أن أي وقف لإطلاق النار يجب أن يكون دائما. وقالت الحركة في وقت سابق الجمعة إنها أبلغت الوسطاء بأنها لن توافق على اتفاق تبادل “شامل” إلا إذا أوقفت إسرائيل “عدوانها”.

وأكد رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية أن المطالب الأساسية لحركته – بما في ذلك وقف إطلاق النار الدائم والانسحاب الإسرائيلي الكامل – غير مطروحة للتفاوض. لكن إسرائيل تقول إنها لن توافق إلا على هدنة موقتة مدتها نحو ستة أسابيع وأنها متمسكة بهدفها المتمثل في تدمير الحركة الفلسطينية.

ولم يتطرق الرئيس الأمريكي بإسهاب إلى الهجوم الإسرائيلي على مدينة رفح بجنوب غزة، الذي قال الجيش الإسرائيلي الجمعة إن قواته توغلت في وسطها، لكن بايدن أقر بأن الفلسطينيين يعيشون في “جحيم مطلق”.

يواجه الرئيس الأمريكي ضغوطاً متزايدة مرتبطة بدعمه لإسرائيل وبالات منذ الضربة  الإسرائيلية الأحد في مخيم للاجئين في رفح، والتي أعقبها اندلاع حريق. وأفاد مسؤولون في غزة بمقتل نحو 45 شخصا وإصابة 250 شخصا بجروح.

وقال البيت الأبيض هذا الأسبوع إنه على الرغم من أن الضربة كانت “مروعة”، إلا أنها  لم تنتهك الخطوط الحمر  التي وضعها بايدن لحجب شحنات أسلحة عن الحليف الرئيسي للولايات المتحدة. وقال الجيش الإسرائيلي إنه  يحقق في هذا الحادث.

ع.ح/ع.ج.م (أ ف ب، رويترز، د ب أ)

(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
اضف تعليق
Comments (0)
Add Comment