تستمر ألمانيا في الوقوف إلى جانب الحكومة العراقية في مكافحة داعش


في 28 يناير/ كانون الثاني 2022 قرر البوندستاج تمديد المساهمة العسكرية الألمانية في تحقيق الاستقرار المستدام للعراق ومحاربة التنظيم الإرهابي لما يسمى بـ “الدولة الإسلامية”، داعش.

دعم استقرار العراق والكفاح الإقليمي ضد تنظيم داعش الإرهابي

لا يزال تنظيم داعش يشكل تهديدًا كبيرًا لشعب العراق والمنطقة وما حولها. يعمل التنظيم الإرهابي تحت الأرض، ولديه القدرة أيضًا على تنفيذ هجمات أكثر تعقيدًا في العراق وسوريا. إن عودة التنظيم الإرهابي سيكون له عواقب بعيدة المدى على المنطقة وسيؤثر على الأمن في أوروبا وفي جميع أنحاء العالم.

لذلك يظل الالتزام الألماني، بناء على طلب الشركاء في العراق وبالتعاون معهم ومع ومع حلفاء الناتو وفي إطار التحالف ضد تنظيم داعش، ذا أهمية كبيرة. ترغب ألمانيا مع شركائها في تأمين النجاحات السابقة في تحقيق الاستقرار، ومنع تنظيم داعش من استعادة قوته، وتعزيز المصالحة في العراق. لذلك تم بناء على موافقة البوندستاج تمديد تفويض نشر القوات المسلحة الألمانية كجزء من مهمة الناتو في العراق والتحالف الدولي ضد داعش حتى نهاية أكتوبر/ تشرين الأول 2022.

قامت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك بالفعل بحملة لتمديد التفويض المتغير في البوندستاج عندما تمت مناقشة التفويض لأول مرة. ستركز البعثة الآن على العراق في حين سيتم استبعاد سوريا كمنطقة عمليات. بالإضافة إلى ذلك، ينص هذا التفويض على إجراء استعراض شامل وجامع للانتشار في فترة التفويض المقبلة. ثالثًا، وهو الأهم، لا يزال العراق بحاجة إلى دعمنا المدني والعسكري.

يركز التفويض على بناء قدرات القوات المسلحة العراقية النظامية وقوات الأمن، ودعم العراق في بناء هياكل أمنية مستدامة كجزء من مهمة الناتو في العراق والتحالف الدولي ضد داعش. بالإضافة إلى ذلك، تدعم ألمانيا في إطار التحالف الدولي ضد داعش مكافحة داعش من خلال التزويد بالوقود في الجو والنقل والمراقبة الجوية وتصوير الوضع من الجو. يمكنك معرفة المزيد حول الإسهام الألماني على الموقع الإلكتروني لوزارة الدفاع الألمانية.

ومع ذلك، فإن المساهمة العسكرية ليست سوى عنصر واحد من عناصر التزام ألمانيا الشامل على الأرض، في إطار نهج شبكي.

العراق: دعم الاستقرار المستدام وإعادة التأهيل والمصالحة

بصفتها الرئيس المشارك لكل من مجموعة عمل تحقيق الاستقرار التابعة للتحالف المناهض لتنظيم داعش وفرقة العمل الخاصة بإرساء الاستقرار في العراق، تتحمل ألمانيا مسئولية سياسية كبيرة لتحقيق الاستقرار في المناطق المُحررة من تنظيم داعش، وهو ما يحظى بتقدير شركائها. نفذت وزارة الخارجية الألمانية منذ عام 2013 تدابير لتحقيق الاستقرار في العراق، لا سيما في المناطق المُحررة من داعش، بحجم إجمالي يبلغ حوالي 277 مليون يورو. تم تنفيذ جزء كبير من الإجراءات بهذه الأموال من خلال “مرفق تمويل الاستقرار” التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والذي تم إنشاؤه للعراق بدعم ألماني. ومن المقرر في المستقبل أن تنتقل اجراءات الاستقرار التي ينفذها الصندوق الى مسئولية الحكومة العراقية.

بالإضافة إلى ذلك، تعزز ألمانيا، من بين أمور أخرى، إنشاء قوة شرطة قريبة من الناس، وإزالة الألغام، وتدريب المتخصصين العراقيين على هذه المهمة الهامة، والمعالجة القانونية لجرائم داعش، وعمليات المصالحة العراقية الداخلية، والدعم النفسي والاجتماعي لضحايا انتهاكات حقوق الإنسان، وكذلك عودة النازحين، وإعادة الإدماج ونزع التطرف من الأشخاص الذين يُنظر إليهم على أنهم مقربون من داعش. تهدف هذه الإجراءات مجتمعة إلى تعزيز ثقة السكان في الدولة العراقية، وتشجيع عودة من تبقى من النازحين بسبب تنظيم داعش داخل العراق (أكثر من ثلاثة أرباعهم تمكنوا بالفعل من العودة بفضل الإسهام الألماني)، كما يجب من خلال التحقيق الشامل في الجرائم منع داعش من استعادة قوتها وتحقيق الاستقرار المستدام في العراق.

 منذ بدء مكافحة تنظيم داعش في العراق، قدمت ألمانيا بشكل عام دعمًا مدنيًا (بما في ذلك المساعدات الإنسانية، والتعاون الإنمائي، وتحقيق الاستقرار) بلغ إجماليه حوالي 3 مليارات يورو.

سوريا: لا يزال تحقيق الاستقرار في المناطق المُحررة من تنظيم داعش أمرًا ضروريًا

لا يتوقف تهديد داعش عند الحدود العراقية – لتأمين ما تم تحقيقه حتى الآن في مكافحة تنظيم داعش ولمنع عودة ظهوره مجددًا، تتخذ ألمانيا أيضًا إجراءات مدنية في المناطق المحررة من داعش في شمال شرق سوريا بالتنسيق الوثيق مع شركائها في التحالف الدولي لمناهضة داعش. وهذا يشمل، على وجه الخصوص، إجراءات إزالة التطرف وإعادة الإدماج لأفراد عائلات مقاتلي داعش السابقين، ودعم المجتمعات المحلية السورية التي تستقبلهم، وتحسين الظروف المعيشية للناس، على سبيل المثال من خلال إعادة تأهيل البنية التحتية للإمداد المدمرة، وتعزيز الأمن الغذائي والرعاية الصحية. تعد ألمانيا بتقديمها 110 ملايين يورو لإجراءات تحقيق الاستقرار منذ عام 2017 وتعهدات بنحو 25 مليون يورو لتعزيز الصمود ثاني أكبر مانح في التحالف الدولي ضد داعش في شمال شرق سوريا، كما تقوم بدور رائد هناك.

مساعدات إنسانية للاجئين والنازحين الداخليين في العراق وسوريا

بحسب تقديرات الأمم المتحدة، فإن 2.5 مليون شخص في العراق بحاجة إلى مساعدات إنسانية، كما يوجد ما يقرب من مليون نازح داخلياً لم يتمكنوا بعد من العودة إلى وطنهم، على سبيل المثال لأن الوضع غير آمن في مناطقهم الأصلية أو بسبب تدمير سبل عيشهم هناك. بعد ما يقرب من أحد عشر عامًا من النزاع، أصبح حوالي 13 مليون شخص في سوريا يعتمدون على المساعدات الإنسانية.

تُعد ألمانيا ثاني أكبر دولة مانحة للمساعدات الإنسانية في العالم، وقد قدمت حوالي 2.6 مليار يورو للمساعدات الإنسانية في عام 2021. تم في عام 2021 تخصيص حوالي 750 مليون يورو من هذا المبلغ لدعم الأشخاص في العراق وسوريا والدول المجاورة المتأثرة أيضًا بالنزاع السوري.

(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});

المصدر
اضف تعليق
Comments (0)
Add Comment