موقف أردوغان المؤيد لحماس.. “انزعاج” أوروبي وغض نظر داخل الناتو |
لا يرى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ينس ستولتنبرغ، أن تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الدّاعمة لحركة حماس يمثل مشكلة بالنسبة للحلف. وقال ستولتنبرغ في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): “عندما تكون لدينا وجهات نظر مختلفة داخل الحلف لا يكون الأمر سهلا على الإطلاق”، مضيفا في المقابل أن هذا “ليس له تأثير نوعا ما على ما نفعله أو لا نفعله، لأننا لا نضطلع بدور في هذا الصراع بالتحديد”. وتركيا عضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو).
وبعد أن عرضت تركيا نفسها للوساطة في قضية الرهائن المختطفين لدى حماس، مباشرة عقب الهجوم الإرهابي الذي قامت به الحركة في السابع من أكتوبر/ تشرين الثاني الماضي، والذي خلف أكثر من 1400 قتيل غالبيتهم مدنيون، وخطف 242 رهينة، وفقاً للسلطات الإسرائيلية، أعلن إردوغان أن حماس مجموعة “مجاهدين، مقاتلين من أجل الحرية” وأنها “منظمة تحرير” منتقدا في الوقت ذاته، تزايد أعداد الضحايا بين المدنيين داخل قطاع غزة إثر القصف المتواصل والمركّز للجيش الإسرائيلي ردّا على هجوم حماس، مخلّفا وفق وزارة الصحة الفلسطينية التابعة لحماس ما لا يقل عن 10 آلاف قتيل إلى غاية اللحظة. في المقابل تصنف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، الحليفتان لتركيا في الناتو، حماس، وهي مجموعة فلسطينية إسلاموية، على أنها منظمة إرهابية.
وجراء الحرب على غزة، قطع أردوغان الاتصالات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، وقال أردوغان: “نتنياهو لم يعد شخصا يمكننا التحدث معه بأي شكل من الأشكال”. واستدعت تركيا سفيرها في تل أبيب، و أستدعت إسرائيل دبلوماسييها من تركيا .
ومن جانب حلفاء الناتو، لم تصدر انتقادات صريحة تذكر لموقف أردوغان . وينطبق هذا أيضا على المستشار الألماني أولاف شولتس، الذي من المحتمل أن يستقبل أردوغان في برلين الأسبوع المقبل.
ونفى ستولتنبرغ تكهنات بأن إحجام الحلفاء عن انتقاد أردوغان قد يكون مرتبطا بانتظار تصديق تركيا على انضمام السويد إلى الناتو، وقال: “هذان موضوعان مختلفان للغاية”، مشيرا إلى أن الحكومة التركية قدمت الوثائق الخاصة بالتصديق للبرلمان بعد بدء حرب غزة.
نهج تركيا “يتعارض تماما مع النهج الأوروبي”
على صعيد العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي ، يرى مراقبون أنه مع دفاع أردوغان عن حركة حماس في حربها مع إسرائيل في قطاع غزة، تزداد علاقة بلاده مع التكتل تعقيدا بعدما كانت تواجه بالأساس صعوبات نتيجة سنوات من الأزمات وسوء الفهم. وتركيا مرشحة رسميا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي لكن المفاوضات التي بدأت عام 2005 مجمدة منذ 2018.
وأشارت المفوضية الأوروبية مرة جديدة في تقريرها الأخير حول وضع المفاوضات مع الدول المرشحة الصادر الأربعاء، إلى أن أنقرة تبتعد أكثر فأكثر عن القيم الديموقراطية التي ينادي بها التكتل .
ورأت المفوضية الأوروبية في تقريرها أن خطاب الرئيس التركي “دعما لمجموعة حماس الإرهابية بعد هجومها على إسرائيل … يتعارض تماما مع النهج الأوروبي”.
وردت تركيا على تقرير المفوضية معلنة أنها تعتبر انتقادات بروكسل لمواقفها من الحرب في قطاع غزة “بمثابة إشادة”.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مسؤول أوروبي هذا الأسبوع طلب عدم كشف اسمه، قوله إن “ما يقوله الرئيس (التركي) يثير انزعاجا هنا في بروكسل حيث نتوقع على الدوام أن نرى تركيا تؤيد مواقفنا على صعيد السياسة الخارجية”.
وأوضح مسؤول أوروبي آخر طلب أيضا عدم كشف اسمه أنه “عندما بدأت الحرب في غزة، ظن كثيرون منا عندها أن بإمكان تركيا لعب دور وسيط، طرف أساسي لخفض التوتر في المنطقة”. وقال المسؤول “يجدر بأوروبا خوض المزيد من المفاوضات مع تركيا، لكن هذا يزداد صعوبة”.
غير أن مقرر البرلمان الأوروبي حول تركيا ناتشو سانشيز أمور لفت إلى أن الموقف التركي لا يخلو من التناقضات حول هذه المسالة. وقال “إن اعتبرتم حماس مجموعة مقاتلين من أجل الحرية، فسيرى آخرون عندها أن هذا التوصيف ينطبق أيضا على حزب العمال الكردستاني” الذي يخوض نزاعا مسلحا ضد الجيش التركي منذ عام 1984 أودى بحياة أكثر من 40 ألف شخص، وتعتبره تركيا والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية.
ع.ج.م/ و. ب/ ع.خ (أ ف ب، د ب أ)