الحوثيون: عملياتنا العسكرية "لن تتوقف" في البحر الأحمر
قال المتمردون الحوثيون إنهم “لن يوقفوا” عملياتهم العسكرية في البحر الأحمر على الرغم من تشكيل الولايات المتحدة تحالفًا دوليًا للتصدي لها في الممر الملاحي الدولي.
وقال المسؤول الحوثي محمد البخيتي على منصة “إكس”، “حتى لو نجحت أميركا في حشد العالم كله فإن عملياتنا العسكرية لن تتوقف إلا بتوقف ما يحدث في غزة والسماح بدخول الغذاء والدواء والوقود لسكانها المحاصرين مهما كلفنا ذلك من تضحيات”.
وتقول جماعة الحوثي المدعومة من إيران إنها تدعم الفلسطينيين الذين يئنون تحت الحصار الذي تفرضه إسرائيل عليهم في قطاع غزة.
وصباح اليوم، ذكر تقرير لهيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية أن أربعة قوارب صغيرة اقتربت من سفينة عند مدخل البحر الأحمر على بعد 80 ميلا بحريا شمال شرقي جيبوتي. ووصفت الهيئة الواقعة بأنها “اقتراب مريب” وذكرت أن أحد القوارب الأربعة أبحر بموازاة السفينة قبل أن يبتعد. وكان هناك ما بين أربعة وخمسة أشخاص على متن كل قارب صغير. وأضافت الهيئة أنه لم يتم الإبلاغ عن رؤية أسلحة.
من ناحية أخرى، أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن الإثنين تشكيل تحالف دولي يضمّ عشرة بلدان للتصدّي لهجمات الحوثيين المتكررة على سفن يعتبرونها “على ارتباط” بإسرائيل في البحر الأحمر.
وقال أوستن إن التحالف الأمني سيعمل “بهدف ضمان حرية الملاحة لكل البلدان ولتعزيز الأمن والازدهار الإقليميين”. ويضم التحالف الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والبحرين وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنروج والسيشيل وإسبانيا.
وصعّد المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران هجماتهم على ناقلات النفط وسفن الشحن وغيرها في البحر الأحمر، معتبرين أنهم بذلك يمارسون ضغوطا على إسرائيل بسبب حربها ضد حركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة والمصنفة كتنظيم إرهابي إسلاماوي في ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى.
الحوثي ينتقد تحالف أمريكي مزمع
أكد الناطق الرسمي باسم جماعة أنصار الله الحوثية في اليمن محمد عبدالسلام، اليوم، أن التحالف المشكل أمريكيا هو “لحماية إسرائيل وعسكرة للبحر دون أي مسوغ، ولن يوقف اليمن عن مواصلة عملياته المشروعة دعما لغزة”، مشيرا إلى أن من يسعى لتوسيع الصراع فعلية تحمل العواقب.
وختم عبدالسلام بالقول “كما سمحت أمريكا لنفسها أن تساند إسرائيل بتشكيل تحالف وبدون تحالف، فشعوب المنطقة لها كامل المشروعية لمساندة الشعب الفلسطيني، وقد أخذ اليمن على عاتقه أن يقف إلى جانب الحق الفلسطيني ومظلومية غزة الكبيرة”.
سفن تعدل وجهاتها وأخرى تقف في البحر
ويرسو عدد من سفن الحاويات في البحر الأحمر وأوقف عدد آخر أنظمة التتبع لديه بينما يعدل التجار مسارات رحلاتهم وأسعارها بسبب هجمات جماعة الحوثي اليمنية. وأثارت الهجمات التي وقعت في الأيام الماضية على السفن في طريق الشحن الرئيسي في البحر الأحمر مخاوف من تعطل التجارة الدولية مجددا على غرار ما حدث في أعقاب الاضطرابات الناجمة عن جائحة كوفيد-19. كما دفعت لتشكيل قوة دولية بقيادة الولايات المتحدة للقيام بدوريات في المياه بالقرب من اليمن.
وقالت شركات شحن كبرى، منها هاباج لويد وإم.إس.سي وميرسك، وشركة النفط الكبرى بي.بي ومجموعة ناقلات النفط (فرونت لاين) إنها ستتجنب طريق البحر الأحمر وستغير مسار رحلاتها عبر رأس الرجاء الصالح الذي يمر بالجزء الجنوبي من أفريقيا.
وأظهرت البيانات أن أربع سفن حاويات تابعة لشركة (إم.إس.سي) في البحر الأحمر أوقفت تشغيل أجهزة الإرسال والاستقبال لديها منذ يوم الأحد، حتى لا يرصد أحد مكان وجودها على الأرجح.
سفن تعبر قناة السويس
ويرتبط البحر الأحمر بالبحر المتوسط عن طريق قناة السويس، التي تشكل أقصر طريق ملاحي بين أوروبا وآسيا. ويمر نحو 12 بالمئة من حركة الشحن العالمية عبر القناة. وتقول مصادر إن مدى تأثر التجارة العالمية سيتوقف على مدة استمرار الأزمة، لكن أقساط التأمين والطرق الأطول ستشكل أعباء آنية.
ورغم الهجمات، لاتزال العديد من السفن تبحر في الممر المائي. وأظهرت بيانات من (إل.إس.إي.جي) وجود حراس مسلحين على متن عدد من السفن التي تبحر حاليا.
وجاء في البيانات أن ما لا يقل عن 11 من سفن الحاويات التي مرت عبر قناة السويس وتقترب من اليمن حاملة سلعا استهلاكية وحبوبا لدول مثل سنغافورة وماليزيا والإمارات، ترسو الآن في البحر الأحمر بين السودان والسعودية.
وقال بنك جولدمان ساكس أمس الاثنين إنه من غير المرجح أن يكون لتعطل تدفقات الطاقة في البحر الأحمر آثار كبيرة على أسعار النفط الخام والغاز الطبيعي المسال، لأنه يمكن إعادة توجيه السفن.
وأضاف البنك “تشير تقديراتنا إلى أن عملية إعادة توجيه افتراضية طويلة الأمد لجميع تدفقات النفط (المتجهة شمالا وجنوبا) البالغة سبعة ملايين برميل يوميا سترفع أسعار النفط الخام الفورية مقارنة بالأسعار طويلة الأجل بمقدار ثلاثة إلى أربعة دولارات للبرميل”.
وقال سماسرة بحريون إن بعض مالكي ناقلات النفط يدخلون بندا جديدا لإدراج خيار رأس الرجاء الصالح في عقود الشحن التي يبرمونها كإجراء احترازي.
ع.ح./ح.ز. (د ب ا ، رويترز ، ا ف ب)