رغم تشكيل تحالف دولي.. مزيد من السفن تتجنب البحر الأحمر!
قالت شركة الشحن الألمانية هاباغ-لويد وشركة أورينت أوفرسيز كونتينر لاين ومقرها هونغ كونغ اليوم الخميس (21 كانون الأول/ديسمبر 2023) إنهما ستتجنبان البحر الأحمر لتنضما إلى شركات الشحن التي أقدمت على فعل ذلك بعد الهجمات التي شنتها جماعة الحوثي اليمنية على سفن تجارية.
وتسببت هذه الهجمات في إرباك حركة التجارة العالمية واستدعت تشكيل قوة عمل بحرية. كما تسببت أعمال العنف في تقييد مرور السفن عبر قناة السويس التي يمر منها نحو 12 بالمئة من حركة التجارة العالمية.
وتتمثل أهمية قناة السويس الكبرى في نقل البضائع بين آسيا وأوروبا، لكن خبراء شحن عالميين حذروا من أن الارتباك قد يعم صداه في أنحاء العالم ما لم تتوفر السفن والحاويات والمعدات الأخرى اللازمة لتغيير مسار البضائع في المسارات والموانئ البديلة.
وقال ماثيور بورجيس نائب رئيس خدمات المحيطات العالمية لدى (سي.إتش روبنسون وورلدوايد) “يظل الموقف غير مستقر، ربما تتغير الأمور بسرعة، وذلك هو سبب ضرورة وجود خطط طارئة تشمل الخطة (أ) و(ب) و(ج) لإبقاء سلاسل الإمداد في حالة حركة”.
وأوضحت هاباغ-لويد أنها ستغير مسار 25 سفينة بحلول نهاية العام لتجنب الإبحار في البحر الأحمر مع ارتفاع أسعار الشحن البحري وصعود أسهم شركات الشحن بسبب حالة الارتباك. ويعني تجنب البحر الأحمر وقناة السويس استخدام السفن لمسار أطول كثيرا بالدوران حول قارة أفريقيا.
ويشن الحوثيون، المتحالفون مع إيران والذين يسيطرون على معظم أراضي اليمن، هجمات منذ أسابيع على سفن تعبر مضيق باب المندب في جنوب البحر الأحمر في تحرك يقولون إنه يأتي ردا على حرب إسرائيل في غزة.
ويهرع التجار في الوقت نفسه إلى إيجاد مسارات شحن بديلة لتوصيل البضائع إلى متاجر البيع بالتجزئة، ويزيد استخدام طريق رأس الرجاء الصالح مدة الرحلة 10 أيام إضافية تقريبا.
وقالت شركة أورينت أوفرسيز كونتينر لاين لرويترز في بيان اليوم الخميس “حتى هذه اللحظة، وجهنا السفن التي تشغلها أورينت أوفرسيز كونتينر لاين بتغيير المسار أو تعليق الإبحار إلى البحر الأحمر”. وأضافت الشركة “سنواصل تقييم جدوى عدة خيارات وسنتخذ التدابير المضادة الملائمة حسب الظروف المختلفة”.
ويقول محللون إن تأخر الشحنات قد يتسبب في نفاد مخزونات بعض المتاجر بحلول فبراير/شباط.
ماكرون: “تهديد غير مقبول”
اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخميس أن الهجمات التي ينفّذها الحوثيون المدعومون من إيران في البحر الأحمر “تهديد غير مقبول”. وقال أمام عسكريين فرنسيين منتشرين في الأردن إنه في هذه المنطقة التي تعد أساسية للنقل البحري العالمي فإن “التهديد الذي يشكله الحوثيون على حرية الملاحة أمر غير مقبول”، مشيدا بـ”الدور المحوري” الذي أدته البحرية الفرنسية في الأيام الأخيرة لمواجهته.
وفيما قالت ألمانيا إنها تدرس الانضمام للتحالف الجديد الذي شكلته الولايات المتحدة لحماية الملاحة في البحر الأحمر، أعلنت اليونان الخميس إنها سترسل فرقاطة إلى المنطقة لحماية الملاحة في إطار هذا التحالف متعدد الجنسيات.
ويسيطر ملاك سفن يونانيون على نحو 20 بالمئة من السفن التجارية في العالم من حيث سعة الحمولة.
لكن عدة دول قالت الولايات المتحدة إنها ستنضم إلى التحالف أشارت إلى أنه من غير المتوقع أن ترسل قوة بحرية كبيرة إلى المنطقة، بينما لم يرد اسم السعودية ضمن قائمة المشاركين، إذ إنّ البحرين هي الدولة العربية الوحيدة التي أعلنت انضمامها للتحالف حتى الآن.
وقالت مصادر لرويترز أمس الأربعاء إن شركات الشحن لا تزال تجهل الكثير من الأمور عن القوة البحرية الجديدة التي تشكلها الولايات المتحدة.
وأضافت المصادر أن إعادة الاستقرار للممرات المائية الحيوية سيكون ضروريا لضمان استئناف حركة الشحن بالكامل.
وأثرت تبعات اضطراب حركة الشحن البحري بشكل مباشر في إسرائيل. وقالت شركة أورينت أوفرسيز كونتينر لاين يوم السبت إنها “بسبب مشكلات تشغيلية” ستتوقف عن قبول أي شحنات من إسرائيل وإليها حتى إشعار آخر.
وقال الرئيس التنفيذي لميناء إيلات اليوم الخميس إن الميناء الواقع في أقصى جنوب إسرائيل شهد تراجعا بواقع 85 بالمئة في نشاطه منذ تكثيف الحوثيين هجماتهم.
خ.س/أ.ح (رويترز، أ ف ب)