منتدى دافوس.. رواد أعمال شباب متميزون يتركون بصمتهم
توحي أجواء الطقس في دافوس بانخفاض درجات الحرارة التي بلغت 5 درجات مئوية تحت الصفر، وهو ما ظهر جليا من مستوى الثلوج في جبال المنتجع السويسري للتزلج.
وقبل مجيئه إلى منتدى دافوس، استعد المحامي الأوغندي جيرالد أبيلا لأجواء الشتاء القاسية، فقد حمل معه حقيبة مليئة بملابس شتوية تساعده على تحمل وطأة الطقس السويسري البارد. وفيما كان جالسا في أحد فنادق دافوس، سلط جيرالد الضوء على هدفه الطموح المتمثل في نشر القوانين وإتاحتها في أوغندا وخارجها بالمجان، قائلا “الكثير من أبناء شعبنا لا يعرفون قوانين البلاد وكيف يمكن أن تساعدهم”.
المحامي الروبوت
ومن أجل تحقيق هذا الهدف، طور جيرالد Wonnie أو “ويني” وهو محامي افتراض أو “روبوت” مدعوم بتقنيات الذكاء الاصطناعي، من أجل تقديم يد العون في الإجابة على الأسئلة القانونية على مدار الساعة. ويساعد ويني في الإجابة على الاستفسارات القانونية بداية من وقوع حوادث المرور وحتى قضايا الميراث. وقد وصل عدد المستخدمين لهذه الخدمة المجانية إلى مليون شخص في أوغندا.
وحصل جيرالد على تمويل من شركة “بيرفوت لو” التي يعمل فيها، من أجل تعزيز مكانة شركته الناشئة التي قال إنها ستكون حلقة الوصل بين العامة والقوانين “في ظل وجود الكثير من الأسئلة حول القانون، وهناك فجوة بين الناس والنظام القانوني”، على حد قوله.
وشدد جيرالد على ضرورة أن تكون المشورة القانونية متاحة للجميع، فيما يعمل محامون ومطور برنامج في شركة “بيرفوت لو”لتحقيق هذا الهدف بالاستعانة بالذكاء الاصطناعي، حيث ييتم استخدام برامج المحادثة الأكثر تطورا وفي مقدمتها “تشات جي بي تي” لمعالجة البيانات في ثوان.
وفي تعليقه، قال المحامي الشاب إن “تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي تشبه آلة الطباعة”، مضيفا أن شركة “بيرفوت لو” تسعى للوصول إلى 50 مليون شخص في القارة السمراء بحلول 2030 خاصة في المدن الصغيرة وسكان المناطق الريفية التي تعاني من نقص في خدمات المحاماة والاستشارات القانونية.
وفي منتدى دافوس، سوف يحصل جيرالد على جائزة “المبتكر الاجتماعي” التي تمنحها مؤسسة “شواب” لريادة الأعمال الاجتماعية، وكان التكريم سبب دعوته للمشاركة في المنتدى الاقتصادي العالمي.
المنتدى ليس للنخبة فقط
ومن المتوقع أن يشارك 2800 شخص في المنتدى بما في ذلك رؤساء كبرى شركات التكنولوجيا وأبرز قادة الأعمال وأكثر من 60 رئيس دولة وحكومة. ورغم أن جيرالد أبيلا ليس من النخبة السياسية أو التجارية، إلا أنه سعيد بمشاركته في منتدى دافوس الذي سيمكنه من الالتقاء بشخصيات طالما حلم بالتحدث إليها.
ولم تسحر أجواء منتدى دافوس والصخب والتواجد الاعلامي الكبير، دانيا باستوسزيك، الرئيس التنفيذي المشارك لمعهد تاماراك، التي أعربت عن وجهة نظر منتقدة للمنتدى الاقتصادي العالمي، قائلة “الطرق الحالية التي يتم بموجبها هيكلة اقتصاداتنا لا تصب في صالح الفقراء وكوكبنا”.
ويعتبر معهد تاماراك منظمة تهدف إلى مكافحة الفقر بحلول محلية، حيث يعمل على تعزيز التدريب والتعاون لإيجاد حلول في المجتمعات النائية. وتأمل باستوسزيك في أن يمكنها منتدى دافوس من تسليط الضوء على مشاريعها، مضيفة أن “العالم عند مفترق طرق. آمل أن يهتموا.”
جذب انتباه بيل غيتس!
وفي مشاركتها الأولى في منتدى دافوس، ترغب لي شيا، التي جاءت من مدينة شنزن في جنوب الصين قرب هونغ كونغ، في لقاءبيل غيتس والاعتراف بها كرائدة أعمال اجتماعية من قبل مؤسسة شواب. وقالت شيا إنها اضطرت إلى ترك الدراسة في سن المراهقة بسبب حالة الفقر والعوز، إذ كان والدها مزارعا فقيرا. لكنها لم تستسلم وعملت في عدة وظائف بهدف الخروج من براثن الفقر حتى استطاعت تأسيس شركة Shenzhen Power-Solution الرائدة في توفير وحدات صغيرة وغير مكلفة لجمع الطاقة الشمسية.
ولم يكن اختيار شيا لهذا المجال محض صدفة، إذ حاولت تقديم يد العون لسكان مدينتهاالتي تعاني من أزمة في الكهرباء، مضيفة أن السنوات الثلاث الأولى من عمر شركتها كانت في غاية الصعوبة.
و قالت “كان التحدي الأكبر يتمثل في جعل هذه المنتجات قليلة التكلفة للفقراء، لكن دون أن يأتي ذلك على حساب الجودة”، مضيفة أن الشركة توظف 160 شخصا، فيما تستخدم سبعة ملايين أسرة في الصين والهند وأفريقيا المصابيح الشمسية التي تصنعها الشركة.
وكشفت عن السبب في رغبتها في مقابلة غيتس في دافوس، قائلة: “أريد أن أخبره أن لدي الحل”. وترى شيا أن المشاركة في المنتدى الاقتصادي العالمي يعد فرصة عظيمة “للترويج والإعلان.”
أعده للعربية: محمد فرحان