بايدن يدين "معاداة السامية" في الجامعات الأمريكية
أدان الرئيس الأمريكي جو بايدنما وصفه بالتحركات “المعادية للسامية” في الحُرُم الجامعية الأمريكية، مع تواصل احتجاج في جامعة كولومبيا لليوم الخامس على التوالي، يطالب المشاركون فيه بقطع الصلات بين هذه المؤسسة الأكاديمية المرموقة وبين إسرائيل على خلفية الحرب المستمرة في قطاع غزة.
ونصب طلاب الخِيَم داخل حرمالجامعة الواقعة في مدينة نيويورك والمرتبطة ببرنامج تبادل مع جامعة تل أبيب، مطالبين بمقاطعة كل النشاطات المتعلقة بالدولة العبرية في ظل الحرب المستمرة في قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 بين إسرائيل وبين حركة حماس المجموعة المسلحة الفلسطينية الإسلاموية التي تصنفها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وألمانيا ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
وقال بايدن في بيان الأحد 21 / 04 / 2024 عشية بدء عيد الفصح اليهودي ليل الإثنين (22 أبريل / نيسان 2024): “في الأيام الأخيرة، رأينا مضايقات ودعوات للعنف ضد اليهود. معاداة السامية الصارخة هذه مستهجنة وخطرة، ولا مكان لها على الإطلاق في حرم الجامعات، ولا في أي مكان آخر في بلادنا”. وشكّلت الجامعات في الولايات المتحدة ميدانا رئيسيا للنقاش والتحركات على خلفية الحرب والأزمة الانسانية الكارثية في القطاع الفلسطيني، خصوصا في ظل الدعم السياسي والعسكري من الولايات المتحدة لحليفتها إسرائيل.
وقوبلت النشاطات الداعمة للفلسطينيين في جامعات عدة، خصوصا المرموقة منها مثل هارفارد وكولومبيا، بتحذيرات من تنامي التحركات المعادية للسامية، لاسيما وأن العديد من الجامعات الكبرى في البلاد تعتمد بشكل رئيسي على دعم مالي من منظمات ومتمّولين من اليهود.
ونقلت شبكة “سي إن إن” الأمريكية عن حاخام مرتبط بإحدى المجموعات الطالبية لليهود المتشددين في كولومبيا أنه أوصى “بشدة” الطلاب اليهود بعدم التوجه إلى حرم الجامعة. وأشارت الى أن الحاخام إيلاي بوشلر قال في رسالة موجَّهَة إلى نحو 300 طالب إن الأحداث الأخيرة “أظهرت بوضوح أن قسم السلامة العامة في كولومبيا وشرطة نيويورك غير قادرين على ضمان أمن الطلاب اليهود”. من جهتها، حضَّت منظمة “هيلل” اليهودية في الجامعة عبر منصة “إكس”، الطلاب اليهود على عدم ترك الحرم، لكنها رأت أن على إدارة كولومبيا “القيام بالمزيد لضمان سلامة طلابنا”.
وأوردت صحيفة “كولومبيا سبكتايتور” الطلابية الجامعية أن “مجموعة من نحو 10 أشخاص مؤيدين لإسرائيل كانوا يقومون باحتجاج مضاد، تعرضوا لحالات من معاداة السامية” داخل الحرم الجامعي ليل السبت “بحسب مقابلات أجريت مع الطلاب وأشرطة فيديو”. واستمرت التحركات في الجامعة يوم الأحد لليوم الخامس على التوالي.
وكانت لقطات انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي الجمعة، أظهرت عددا من الطلاب اليهود والمسلمين المؤيدين للفلسطينيين، وهم يؤدون الصلاة في ما بات يعرف بـ”مخيم التضامن مع غزة”. وبلغ التوتر مستوى مرتفعا في الجامعة الخميس، مع توقيف 108 من الطلاب المحتجين بعدما طلبت رئيسة الجامعة نعمت شفيق تدخُّل الشرطة لتفريق جموع المحتجين، متهمة إياهم بمخالفة قواعد السلامة والأمن داخل الحرم الجامعي.
وقال رئيس دوريات شرطة نيويورك جون شيل للصحافيين إن “الطلاب الذين تمّ توقيفهم كانوا سلميين ولم يقاوموا (الشرطة) بأي شكل من الأشكال وكرروا أنهم يريدون إبقاء الوضع سلميا”. وأكد عدم وقوع “حوادث” خلال الاحتجاج، مشيرا الى أن مجموعة أخرى تجمعت وبدأت بإطلاق إهانات لأفراد الشرطة. ومنذ بداية النزاع بين إسرائيل وحماس، شهدت الجامعات الأمريكية توترا قابله تنديد بـ”معاداة السامية”.
وذكر تقرير صدر يوم الثلاثاء 16 / 04 / 2024 أن عدد حوادث الاعتداء والتخريب والمضايقات المرتبطة بمعاداة السامية في الولايات المتحدة وصل مستوى قياسيا في عام 2023 مع تأجج لمشاعر المعادية لليهود منذ بدء حرب غزة. كما وصل التمييز والهجمات التي رُصدت ضد المسلمين والفلسطينيين مستوى قياسيا في الولايات المتحدة خلال عام 2023، وفقا لتقرير أصدره مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية في وقت سابق من الشهر الجاري.
ع.م/ (أ ف ب ، رويترز)