برشلونة يدخل حقبة الهيمنة على عالم كرة القدم النسائية
أحرز فريق برشلونة للسيدات لقبه الثالث في دوري أبطال أوروبا بعد فوزه 2-0 على ليون يوم السبت (25 مايو/ أيار 2024) على ملعب سان ماميس في إسبانيا، حيث بيعت تذاكر المباراة كلها وامتلأت المدرجات كاملة بالمشجعين والمشجعات.
ويأتي هذا الفوز تتويجا لموسم غير مسبوق للفريق الإسباني الذي فاز بأول رباعية في تاريخ النادي، بعد هدفين في شباك ليون أحرزتهما لاعبتا الفريق أيتانا بونماتي وأليكسيا بوتياس. وقد تجمع أكثر من 40,000 من مشجعي فريق برشلونة للسيدات في الملعب الذي يتسع لـ 53,331 متفرج في بلباو لمشاهدة فريقهم وهو يثبت هيمنته الحالية على قمة كرة القدم النسائية.
وعلقت قائدة برشلونة، اللاعبة بوتياس، على الفوز لتلفزيون TVE بعد انتهاء المباراة: “إنه حلم أصبح حقيقة. لقد حققنا كل ما أردناه. كل دقيقة من التضحية كانت تستحق الجهد المبذول”.
سنوات من الإعداد الناجح
جاءت ثمار هذا الموسم تتويجا لـ 10 أشهر استثنائية لفريق برشلونة، حيث أتبع فوزه بكأس السوبر في يناير/ كانون الثاني الماضي تتويجه بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الخامسة على التوالي.
الفوز الساحق على ريال سوسيداد بنتيجة 8-0 في كأس الملكة (بالإسبانية: Copa de la Reina) ختم الثلاثية المحلية، وبعدها جاء التغلب على ليون لتحقيق اللقب الرابع غير المسبوق في نفس الموسم للفريق الإسباني بقيادة مدربه جوناثان غيرالديز.
وقد علقت لاعبة الدفاع لوسي برونز قائلة: “الفوز ببطولات متعاقبة من دوري أبطال أوروبا ليس بالأمر السهل. نحن ندخل (بذلك) التاريخ كواحد من أفضل الفرق في أوروبا”.
عملية الصعود لكي يصبح الفريق الإسباني القوة المهيمنة في كرة القدم النسائية كانت مشروعاً قد تم التخطيط له بعناية بقيادة المدير العام السابق للكرة ماركل زوبيزاريتا.
الصبر خلال السنوات العجاف بعد الاحتراف
منذ عام 2015، تم اتخاذ قرار الاحتراف أخيرًا، بعد فوز الفريق بأربعة ألقاب دوري متتالية وعقد صفقة تجارية مع شركة الأجهزة ستانلي في عام 2014.
وفرت هذه الخطوة للاعبات الرواتب اللازمة للتفرغ فقط لكرة القدم بشكل كامل، ولكن كانت المفارقة أنها أدت إلى فترة من الجفاف من حيث الفوز بألقاب الدوري.
وتفوق أتلتيكو مدريد على برشلونة ليفوز باللقب في أعوام 2017 و2018 و2019، بعد أن استثمر أيضًا في جعل فريقه النسائي محترفًا.
إيزابيلا أغويلار هي مشجعة لبرشلونة مدى الحياة وتابعت النادي لأكثر من 20 عامًا، في حوار لها مع المانيا اليوم قالت: “لم يكن الأمر يتعلق بالفوز فقط. فقد كان الأمر يتعلق ببناء الأسس لتحقيق النجاح على المدى الطويل بدلاً من الرغبة في تحقيق نجاح فوري.”
وتابعت أغويلار: “بصفتنا مشجعين، فهمنا ذلك لأن النادي كان يظهر لنا مدى جديته في تحقيق تأثير دائم للاعبات الحاليات وأيضًا للفتيات الصغيرات اللواتي يتطلعن إليهن”.
تفكير خارج الصندوق
خارج الملعب، كان التقدم يحدث بسرعة، حيث تم إنشاء أكاديمية للفتيات الصغيرات اللاتي مكثن في أكاديمية “لا ماسيا” الأسطورية، مما وضعهن على مستوى متساو مع نظرائهن من الشباب الذكور.
تم جلب لاعبات من خارج إسبانيا لا يتناسبن مع أسلوب “تيكي تاكا” الكلاسيكي، مثل كارولين غراهام هانسن ولوسي برونز، لتعزيز فريق برشلونة الموهوب تقنيًا ولكن في بعض الأحيان أحادي البعد من الناحية التكتيكية والتأثير عليه.
وكان الاستثمار في البنية التحتية وفي أطقم العلاج الطبيعي والتغذية الذين يفهمون كيفية الحصول على أفضل النتائج من اللاعبات أمرًا أساسيًا أيضًا.
وأضافت أغويلار: “يمكنك أن ترى أن ما كان يحدث داخل النادي لم يكن مجرد كلام”. وأوضحت: “لقد كانوا مستعدين لبذل الوقت والجهد من أجل تشكيل فريق يمكن أن يرمز إلى ما يمكن أن تبدو عليه الرياضة النسائية الاحترافية لجميع الرياضيات”.
تحقيق النجاح المالي
مع قيام الجانب الكتالوني بتشكيل فريق للمستقبل البعيد، وقعوا عقد رعاية قميص بقيمة 3.5 مليون يورو (3.8 مليون دولار) مع شركة ستانلي في عام 2018، مما جعل فريق السيدات يحقق أرباحًا بشكل مستقل عن فريق الرجال. وفي عام 2019، انتقلوا من الملعب القريب من كامب نو إلى ملعب يوهان كرويف، الذي يبعد أكثر من 7 كيلومترات وهذا التغيير أدى إلى زيادة حضور الجماهير لمبارياتهم بدلاً من تقليصه.
تتذكر أغويلار شعورها في ذلك الوقت: “كانت خطوة كبيرة نحو منح الفريق الاحترام الذي يستحقه. “المشجعون والمشجعات الذين حضروا المباريات كانوا هناك لأنهم أرادوا مشاهدة ودعم كرة القدم النسائية، واستجابت اللاعبات لذلك.”
مع توافر جميع المكونات الصحيحة داخل وخارج الملعب، لم يكن النجاح بعيد المنال، ففاز برشلونة بلقب الدوري الإسباني كل عام منذ 2019، وشكلت لاعباته النواة لفريق إسبانيا الفائز بكأس العالم.
ووفقًا لنيويورك تايمز، يبيع الفريق بانتظام جميع تذاكر مبارياته في الدوري ودوري أبطال أوروبا في ملعب كامب نو الذي يتسع لـ 90,000 مشجع، وقد جمع أكثر من 8.5 مليون يورو من مبيعات القمصان والتذاكر وصفقات الرعاية.
وترى أغويلار، أنه ليس أمرا مفاجئًا أن يكافأ الفريق الإسباني على “شجاعته” على أرض الملعب. “لقد أظهر فريق برشلونة ما هو ممكن عندما تؤمن بأن الرياضة النسائية يمكن أن تكون ناجحة تجاريًا ورياضيًا”، حسب قولها.
الكاتبة: كاليكا ميهتا، صحفية رياضية (حسابها على تويتر https://x.com/Journo_K)
تحرير: سيرينيفاس مازومدارو، أعده للعربية: ص.ش