قتلى وجرحى في غارة جوية إسرائيلية على مخيم للنازحين برفح
شنت إسرائيل غارة جوية بالقرب من مدينة رفح جنوبي قطاع غزة استهدفت خياماً للنازحين الفلسطينيين، وفقاً لما قاله مسعفون فلسطينيون ليل الأحد.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني عبر منصة التواصل الإجتماعي “إكس”، تويتر سابقا، قتل وأصيب عدد كبير من الأشخاص في قصف شمال غربي مدينة رفح. وتحدث المسعفون في قطاع غزة عن مقتل 35 شخصاً على الأقل.
وجاء الهجوم بعد أيام قليلة من صدور أمر محكمة العدل الدولية في لاهاي لإسرائيل بوقف هجومها على رفح.
من جهتها، وصفت المدعية العامة العسكرية الإسرائيلية الميجر جنرال يفعات تومر-يروشالمي اليوم الاثنين الغارة الجوية على رفح بأنها “جسيمة جدا” وقالت إن تحقيقات القوات المسلحة في الأمر مستمرة. وقالت في مؤتمر صحفي لنقابة المحامين في إسرائيل “تفاصيل الواقعة لا تزال تخضع للتحقيق الذي نلتزم بإجرائه على أكمل وجه”.
وتابعت قائلة إن الجيش الإسرائيلي “يأسف على أي أذى يلحق بغير المقاتلين خلال الحرب”.
وأظهرت المقاطع المصورة من مكان الحادث النيران مشتعلة في الملاجئ المؤقتة. ولم يتضح بعد عدد الأشخاص المحاصرين أو تحت الأنقاض.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن الغارة الجوية استهدفت منطقة إنسانية كانت مخصصة لأولئك الذين أجبروا على إخلاء رفح بسبب الحرب الإسرائيلية. وأفادت منظمة أطباء بلا حدود أن منشأة طبية تدعمها المنظمة في المنطقة وصل إليها عشرات الجرحى وأكثر من 15 قتيلاً.
وقالت المنظمة في العاشر من الشهر الجاري:”شعرنا بالفزع من هذا الحدث المميت، والذي يظهر مرة أخرى أنه لا يوجد مكان آمن. ونحن نواصل الدعوة إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار في غزة”.
وقالت السلطات الصحية التابعة لحماس في قطاع غزة ، إن عدد الضحايا الفلسطينيين في هذه الغارة لا يقل عن 35 قتيلا. يذكر أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل قياديين في حماس
أما الجيش الإسرائيلي فقال في بيان عبر منصة إكس إن اثنين من كبار مسؤولي حماس قتلا في “الغارة الجوية الدقيقة”، مضيفاً أنه يحقق في الواقعة بعد أنباء ذكرت أن القصف تسبب في اندلاع حريق وإصابة مدنيين.
وقال بيان الجيش: “قصفت طائرة عسكرية مجمعاً لحماس في رفح حيث كان يعمل إرهابيون مهمون بالحركة.. نفذت الضربة ضد أهداف مشروعة بموجب القانون الدولي واستخدمت قذائف دقيقة واستندت إلى مخابرات دقيقة أشارت إلى استخدام حماس للمنطقة”.
وأضاف البيان أن”الجيش الإسرائيلي على علم بالتقارير التي تشير إلى أنه نتيجة للغارة والحرائق التي تسببت بها، أصيب العديد من المدنيين في المنطقة. وأن الحادث قيد المراجعة”.
العفو الدولية تدعو لفتح تحقيق
من جانبها دعت منظمة العفو الدولية المحكمة الجنائية الدولية إلى فتح تحقيق في “جرائم حرب” على إثر ثلاث غارات إسرائيلية في وسط قطاع غزة وجنوبه أدت إلى مقتل 44 مدنيا فلسطينيا بينهم 32 طفلا في نيسان/أبريل.
وقالت المسؤولة في منظمة العفو الدولية إريكا غيفارا روساس في بيان إن “هذه الضربات المدمرة أهلكت عائلات وأودت بحياة 32 طفلاً”، مؤكدة أن تحقيق المنظمة يوفر “أدلة أساسية تشير إلى هجمات غير قانونية منسوبة إلى الجيش الإسرائيلي”.
وأجرت منظمة العفو الدولية مقابلات مع 17 ناجياً وشاهداً وزارت مستشفى يعالج فيه الجرحى والتقطت صور شظايا. وأضافت أنه في الحالات الثلاث “لم تجد المنظمة أي دليل على وجود أهداف عسكرية في المواقع التي استهدفها الجيش الإسرائيلي أو في محيطها”، مشيرة إلى أنها لم تتلق حتى الآن ردوداً على أسئلتها من الجيش الإسرائيلي.
وفقاً لمنظمة العفو الدولية، فإن غارة 16 نيسان/أبريل على المغازي طالت شارعاً كان فيه أطفال يلعبون كرة قدم الطاولة، ما أسفر عن مقتل 10 منهم تراوح أعمارهم بين 4 إلى 15 عاماً وخمسة رجال.
وفي رفح، أصابت قنبلة جوية في 19 نيسان/أبريل منزل أبو رضوان وهو موظف متقاعد، ما أدى إلى مقتل تسعة من أفراد الأسرة، بينهم ستة أطفال، وفق المنظمة. وفي 20 نيسان/أبريل، دمرت غارة منزل عائلة عبد العال في شرق رفح، مسفرة عن مقتل 20 شخصاً هم 16 طفلاً وأربع نساء وعن إصابة طفلين آخرين.
وكتبت منظمة العفو الدولية أنه “يجب على المحكمة الجنائية الدولية فتح تحقيق في جرائم الحرب” في هذه الضربات الثلاث.
ع.ح/ح.ز/ ع.ج (د ب أ ، رويترز، أ ف ب)