<span xml:lang="AR-SA">تصريح وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك عشية مؤتمر السودان في لندن</span>

0


الموت حاضرٌ في كل مكان في أجزاء واسعة من السودان. تحدث أمام أعين العالم أكبر كارثة إنسانية في عصرنا: مناطق بأكملها مُدمرة، ومئات الآلاف من العائلات في حالة فرار، وملايين البشر يتضورون جوعًا، والنساء والأطفال مُعرّضون لأبشع أنواع العنف الجنسي. هذه العواقب الوخيمة للنزاع تهز منطقة شمال شرق أفريقيا بأكملها.

 

يعرِّض الجنرالان برهان وحميدتي، بدافع الطمع في السلطة، مواطنيهما لفظائع لا حصر لها منذ عامين. يتضح من الهجمات الأخيرة على مخيمات اللاجئين في دارفور، حيث يبحث مئات الآلاف من الناس عن الحماية في ظل ظروف قاسية، أن لا أحد في مأمن، لا الأطفال اللاجئين ولا حتى العاملين في المجال الإنساني ولا الأطباء. يتم تدمير البنية التحتية الطبية بشكل متعمد، ويقاتل الجيش والميليشيات بلا رحمة لفرض السيطرة على كل قرية. إنهم لا يمزقون بلادهم فحسب، بل هم مسؤولون عن تجويع عشرات الآلاف من الناس. يشنون بدعم من الخارج حرباً وحشية لا ينتصر فيها أحد، ولن يخسر فيها الخمسون مليون شخص في السودان وحدهم. النتيجة هي الهروب والمعاناة والموت. كما أن الدول المجاورة وصلت إلى حدود قدرتها الاستيعابية بسبب العدد المتزايد باستمرار من الأشخاص الذين يعانون من صدمات نفسية عميقة.

 

سيكون الهدف في لندن العمل مع شركائنا الأفارقة لتحديد الفرص المتاحة للوصول الإنساني غير المقيد وحماية المدنيين والتوصل إلى حل سياسي للنزاع الدموي. هذا إضافة إلى أنه سوف يأتي إلى لندن أطراف فاعلة مهمة من المنطقة ومن الخليج، بل وأيضًا من الولايات المتحدة والأمم المتحدة وآخرون. لن يصل أطراف النزاع إلى الجلوس إلى طاولة المفاوضات إلا من خلال الضغط الدولي المشترك. تلعب دول الخليج على وجه الخصوص دوراً مهماً في هذا الصدد. ويجب عليها أن تمارس نفوذها، على سبيل المثال فيما يتعلق بالممرات الإنسانية.

 

ومن أجل تخفيف معاناة الناس في المنطقة واستقرار الوضع في الدول المجاورة، تتحمل ألمانيا أيضًا مسؤولية، حيث تقدم 125 مليون يورو إضافية للمساعدات الإنسانية حتى تتمكن منظمات الإغاثة الدولية والمحلية من توصيل الغذاء والدواء اللازمين بشكل عاجل إلى المتضررين.

(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});

المصدر

اضف تعليق
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.