وثيقة لحماس تحاول تبرير هجومها ونتنياهو يرفض شروط وقف الحرب
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مقطع فيديو الأحد (21 كانون الأول/ يناير 2024) أنه يرفض “بشكل قاطع” شروط حماس للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن، بعدما نشرت الحركة وثيقة بشأن هجمات 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وقال نتنياهو: “أرفض بشكل قاطع شروط الاستسلام التي وضعها وحوش حماس. فمقابل إطلاق سراح رهائننا، تطالب حماس بوقف الحرب، وانسحاب قواتنا من غزة، وإطلاق سراح جميع القتلة… إذا قبلنا بذلك، فقد سقط جنودنا سدى. إذا قبلنا ذلك، فلن نتمكن من ضمان أمن مواطنينا”.
وخلال هدنة توسطت فيها الولايات المتحدة وقطر ومصر في أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني، تسنى تحرير أكثر من 100 رهينة ممن تحتجزهم حماس في غزة. ومنذ انتهاء تلك الهدنة يواجه نتنياهو ضغوطا متزايدة لتأمين إطلاق سراح باقي الرهائن.
ومع استئناف الطائرات الإسرائيلية قصف خان يونس في جنوب قطاع غزة، قال سامي أبو زهري رئيس الدائرة السياسية لحماس في الخارج لرويترز إن رفض نتنياهو إنهاء الهجوم العسكري في غزة “يعني أنه لا يوجد فرصة لإطلاق سراح الأسرى (الإسرائيليين)”.
حماس: ربما حدث بعض الخلل
ونشرت حركة حماس وثيقة طويلة اليوم الأحد أشارت فيها أن هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول على إسرائيل كان “خطوة ضرورية واستجابة طبيعية” لمواجهة “الاحتلال الإسرائيلي”، مطالبة بـ”وقف فوري للعدوان” الإسرائيلي على قطاع غزة.
وقالت حماس في الوثيقة التي وزعتها باللغتين العربية والانجليزية إن “معركة الشعب الفلسطيني مع الاحتلال والاستعمار لم تبدأ في 7 أكتوبر 2023 وإنما بدأت قبل ذلك منذ 105 أعوام من الاحتلال”.
واتهم مسؤولون ومواطنون إسرائيليون مقاتلي حماس بارتكاب فظاعات خلال الهجوم، بينها اعتداءات جنسية وقتل مدنيين عشوائيا وممارسات تعذيب.
ونفت حماس في وثيقتها التقارير الإسرائيلية عن استهدافها مدنيين خلال الهجوم مؤكدة أنها هاجمت فقط مواقع عسكرية. إلا أنها أشارت إلى عدم امتلاك الحركة الفلسطينية “أسلحة دقيقة، وإن حصل شيء من ذلك (طال المدنيين) فيكون غير مقصود”.
واعتبرت أن ما تحدثت عنه إسرائيل حول استهداف مقاتلي حماس لمدنيين إسرائيليين “محض افتراء وكذب” وأضافت “ربما يكون قد حدث بعض الخلل (….) بسبب انهيار المنظومة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية بشكل كامل وسريع، وحدوث بعض الفوضى نتيجة الاختراقات الواسعة في السياج” الفاصل.
وسبق لمصادر في حماس أن قالت إن عددا من سكان قطاع غزة استغلوا الفوضى التي رافقت هجوم السابع من أكتوبر وعبروا إلى إسرائيل في ذلك اليوم.
وحركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
وإثر شنّ حماس هجوماً على جنوب إسرائيل في 7 تشرين الأوّل/ أكتوبر اندلعت الحرب التي دمّرت قطاع غزّة وشرّدت أكثر من 80 بالمئة من سكّانه، وأسفر هجوم حماس عن مقتل 1140 شخصا في جنوب إسرائيل، معظمهم مدنيّون، حسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى أرقام رسميّة. كذلك، احتُجز خلال الهجوم نحو 250 شخصاً رهائن ونُقلوا إلى غزّة ، وأطلِق سراح زهاء 100 منهم خلال هدنة نوفمبر، ووفق إسرائيل، لا يزال 132 منهم في غزّة، ويُعتقد أنّ 27 منهم لقوا حتفهم.
وتقول السلطات الصحية في القطاع التابعة لحماس إن أكثر من 25 ألفا قُتلوا وإن ما يزيد عن 62 ألفا أصيبوا حتى الآن في الهجمات الإسرائيلية المتواصلة.
وفي سياق متصل أعلنت السلطات الإسرائيلية عن ضبط مبالغ نقدية ضخمة في منازل ومراكز قيادة لعناصر بحركة حماس. وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية في موقعها الإلكتروني أن السلطات صادرت تلك المبالغ إلى حسابات إسرائيلية. وأوضحت أن المبالغ تقدر بـ 20 مليون شيكل تتضمن مبالغ بالعملات العراقية والأردنية والمصرية بجانب مليون دولار.
السعودية: لا تطبيع من دون حل
وعلى المسار السياسي فبعيد دعوة وجهها الرئيس الإسرائيلي هرتسوغ في دافوس الأسبوع الماضي إلى العودة لمسار التطبيع، قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، في مقابلة مع شبكة (سي.إن.إن) بثت اليوم الأحد إنه لا يمكن تطبيع العلاقات مع إسرائيل دون حل للقضية الفلسطينية.
وردا على سؤال عن عدم إمكان إقامة علاقات طبيعية دون مسار يؤدي إلى دولة فلسطينية قابلة للبقاء، قال الوزير السعودي “هذا هو السبيل الوحيد لتحقيق ذلك. لذا، نعم، لأننا بحاجة إلى الاستقرار. ولن يتحقق الاستقرار إلا من خلال حل القضية الفلسطينية”.
وكانت تصريحات وزير الخارجية جزءا من مقابلة تم تسجيلها على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي الذي عقد الأسبوع الماضي في دافوس بسويسرا، وبثتها (سي.إن.إن) اليوم.
اجتماع مهم في بروكسل الاثنين
ويعقد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي محادثات في بروكسل غدا الاثنين مع نظرائهم من إسرائيل والسلطة الفلسطينية وعدد من الدول العربية حول الحرب في غزة وآفاق التسوية السلمية المستقبلية. وسيجتمع وزير الخارجية الإسرائيلي إسرائيل كاتس وكبير الدبلوماسيين الفلسطينيين رياض المالكي مع وزراء الاتحاد الأوروبي بشكل منفصل خلال زيارتهما إلى بروكسل. ومن المتوقع أيضًا أن يصل وزراء خارجية مصر والأردن والمملكة العربية السعودية إلى بروكسل لإجراء محادثات مع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي.
وقال دبلوماسيون من الاتحاد الأوروبي إنهم يريدون التحدث مع جميع الأطراف لاستكشاف سبل إنهاء العنف والخطوات التالية نحو حل طويل الأمد.
ع.خ /ص.ش (ا ف ب، د ب ا، رويتزر)