بعد قيادتها لمباراة بكأس إفريقيا.. عين كربوبي على كأس العالم
دخلت الحكمة المغربية بشرى كربوبي، التاريخ من بابه الواسع بعد أن باتت أول حكمة عربية تدير مباراة في بطولة كأس أمم إفريقيا لكرة القدم للرجال. وأدارت بشرى كربوبي أمس الاثنين (22 يناير/ كانون الثاني 2024) مباراة نيجيريا وغينيا بيساو في إطار الجولة الثالثة للمجموعة الثانية في بطولة كاس أمم إفريقيا لكرة القدم المقامة حاليا في كوت ديفوار. وقد انتهت هذه المباراة بفوز نيجيريا بهدف دون مقابل.
وأدارت بشرى المباراة بنجاح بمساعدة الكاميروني كارين فومو، مساعدا أولا، والزامبي ديانا شيكوتيشا، مساعدا ثانيا، فيما أنيطت مهمة الحكم الرابع، للمغربي جلال جيد.
وحضي تكليف الحكمة المغربية بإدارة مباراة رجالية في أمم افريقيا بتفاعل كبير باعتبارها اول امرأة عربية وثاني افريقية تنال هذا الشرف بعد الرواندية سليمة كاسانغانا.
شرطية عاشقة لكرة القدم
بشرى كربوبي البالغة من العمر 34 عاما هي ضابطة في الشرطة المغربية ولا زالت تمارس وظيفتها إلى جانب التحكيم وتقول بهذا الخصوص لبرنامج African Voices Playmakers الذي تبثه قناة CNN “كنت أحلم منذ الصغر بأن أصبح شرطية وأنا ممتنة لممارسة الوظيفة التي طالما حلمت بها..عندما يتوجب علي حضور مباراة أطلب الإذن من رؤسائي حتى أتمكن من السفر في المغرب أو إلى الخارج. وبمجرد انتهاء المباريات أعود إلى عملي وعائلتي. هاتان الوظيفتان تتطلبان القليل من التضحية”.
ويبدو أن هذه التضحية أتت أكلها، ففي 10 أكتوبر/تشرين الأول سنة 2020، دخلت بشرى كربوبي التاريخ بخطوة مميزة، عندما أدارت مباراة المغرب التطواني وأولمبيك خريبكة في الجولة الأخيرة من الدوري المغربي، لتصبح أول حكمة تدير مباراة في تاريخ الدوري المغربي. كما تم تكليفها بإدارة مباراة الجيش الملكي والمغرب التطواني في نهائي كأس العرش المغربي، ما يجعلها أول حكمة تدير مباراة نهائية في تاريخ الكرة العربية.
أظهرت بشرى كفاءة كبيرة ما جعلها تحظى بإعجاب الجماهير والخبراء على حد سواء على مستوى القارة الأفريقية.
شاركت الحكمة المغربية أيضا في إدارة مباريات كأس العالم للسيدات في عام 2023، التي أقيمت في أستراليا ونيوزيلاندا حيث قدمت أداءً متميزاً ومن دون أخطاء تحكيمية في المباراة التي جمعت المنتخبين الأميركي والفيتنامي، وهي المباراة التي عرفت حضور المغربيتين فتيحة جرمومي وسكينة حامدي، حَكمتين مساعدتين. كما كانت بشرى كربوبي حاضرة ضمن الطاقم التحكيمي الذي قاد المباراة النهائية لكأس العالم للسيدات، التي توجت فيها إسبانيا على حساب إنجلترا.
تقول بشرى كربوبي إن مصدر إلهامها الكبير هو الحكم المغربي الراحل سعيد بلقولة الذي كان حكما دوليا وقاد نهائي كأس العالم عام 1998 بين فرنسا والبرازيل . ولا يزال حتى يومنا هذا أول حكم افريقي وعربي يدير مباراة نهائية في كأس العالم. وتقول بهذا الخصوص “لقد كان نموذجا يتحدى به لجيل كامل من الشغوفين بكرة القدم في العالم العربي وفي إفريقيا”.
وبعد تحقيقها لحلمها في تحكيم مباراة في كأس العالم للسيدات وكأس أمم افريقيا للرجال، يبقى الحلم المقبل للحكمة المغربية بشرى كربوبي والذي تأمل في تحقيقه، حسب قولها، هو التحكيم في كأس العالم للرجال.
هشام الدريوش