تصريح وزيرة الخارجية الألمانية قبل مغادرتها إلى إسرائيل
بعد مرور أكثر من أربعة أشهر على الهجوم الهمجي الذي شنته حماس، تواصل إسرائيل الدفاع عن نفسها ضد الإرهاب. لقد مرت أربعة أشهر من المعاناة والألم لأكثر من 120 رهينة ما زالوا محتجزين في أنفاق حماس. لقد مرت أربعة أشهر من الشعور بعدم اليقين المؤلم بالنسبة لعائلات المختطفين.
لقد جلب إرهاب حماس معاناة لا توصف ليس لإسرائيل فحسب، بل للناس في غزة أيضا. إن الوضع الإنساني في غزة يصبح أكثر مأساوية مع كل ساعة. لو كان لدى إرهابيي حماس ولو ذرة من التعاطف مع النساء والرجال والأطفال الفلسطينيين، الذين يعانون من القتال في غزة، لألقوا أسلحتهم على الفور، ولكن بدلًا من ذلك يواصل الإرهابيون الاختباء خلف السكان المدنيين.
إن غزة على حافة الانهيار. وفي رفح، يعاني 1.3 مليون شخص في ظل أقسى الظروف في مساحة صغيرة جدًا. وقد استجاب العديد منهم للنداءات الإسرائيلية بالإخلاء، وفروا من مناطق القتال في شمال غزة – وفي كثير من الأحيان لم يكن معهم سوى أطفالهم بين أذرعهم وملابسهم على أجسادهم. وفي ظل هذه الظروف، فإن أي هجوم يشنه الجيش الإسرائيلي على رفح سيكون من شأنه أن يؤدي إلى انهيار الوضع الإنساني تمامًا؛ لأن الناس في رفح لا يمكن أن يتلاشوا في الهواء ببساطة. إنهم بحاجة إلى أماكن آمنة وممرات آمنة لتجنب الوقوع في مرمى النيران المتبادلة. كما يحتاجون أيضًا إلى مزيد من المساعدات الإنسانية. وهم بحاجة كذلك إلى وقف إطلاق النار.
سأناقش خلال محادثاتي في إسرائيل كيفية تخفيف المعاناة الإنسانية، وكيفية التوصّل إلى إطلاق سراح الرهائن في نفس الوقت. وكي لا يموت أهل غزة جوعًا وعطشًا، فلابد من وصول مزيد من المساعدات الإنسانية بشكل عاجل إلى غزة. وهذا يتطلب أيضًا ضمانات حماية لمنظمات الأمم المتحدة. وفي الوقت نفسه، يتعلق الأمر بكيفية زيادة الضغط الدولي على حماس، حتى يقوم الإرهابيون أخيرًا بإلقاء أسلحتهم.
إن مصير الإسرائيليين ومصير الفلسطينيين متشابكان بشكل وثيق: فأمن أحدهما يعني أمن الآخر. وهذا لا يمكن أن ينجح إلا من خلال حل الدولتين. وعلى الرغم من أحداث الدمار والموت الرهيبة في الوقت الراهن، يجب علينا أن نجدد الأمل في حياة يسودها السلام والأمن في دولتين جنبًا إلى جنب. سأتحدث أيضًا حول هذا الموضوع مع شركاء الحوار الإسرائيليين.
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
المصدر