تحفيز "الأعداء الطبيعيين" بدل المبيدات لحماية المحاصيل

0


 

منذ فجر تاريخ الزراعة، واجه المزارعون تحديات لحماية المحاصيل من الآفات. في فارس القديمة، (إيران حاليا) استخدم المزارعون مبيدات حشرية طبيعية من مادة “بيريثروم” المستخلصة من زهور الأقحوان المجففة، لشل الحشرات التي تهاجم النباتات الصالحة للأكل وفيما بعد لقتل قمل الشعر. في العصور الحديثة ومع بداية القرن العشرين، اعتمدت الزراعة الكبيرة على مبيدات كيماوية تحتوي على مواد كالزرنيخ والكبريت والنحاس لصد الآفات عن الفواكه والحبوب والخضروات.

لكن تأثير هذه المبيدات الكيمياوية على النظم البيئية وصحة الإنسان كان ضخمًا. ولهذا السبب، قامت بعض الدول بحظرها، فيما تحاول دول الإتحاد الأوروبي ذلك منذ فترة طويلة – ولكن دون جدوى -حيث تسعى إلى منع مادة الغليفوسات، المبيد الحشري الجدلي الذي يهدد التنوع البيولوجي ويرتبط بتطوير السرطان.

بدائل طبيعية

تزايدت شعبية المبيدات الحيوية المشتقة من منتجات نباتية مثل بيريثروم وزيوت النيم وأنواع الفطر التي تقاوم الأمراض. النيم، شجرة شائعة في الهند، تحتوي على مركبات مبيدة للحشرات، وزيت الروزماري ثبتت فعاليته ضد الخنافس. كما أثبت الزيت العطري المصنوع من إكليل الجبل أنه طارد للغاية ضد حشرات المن ، التي تعيق وتشوه أنواع الحبوب والخضروات المتنوعة.

في الوقت نفسه، قام مزارعون في جنوب الهند بترك المبيدات الكيمياوية واستخدموا مواد مستخلصة من بول البقر والكراث المحلي، حيث ازدهرت المحاصيل العضوية المزروعة هناك.

هجوم الجراد على المحاصيل في أوغندا
يأكل الجراد المحاصيل في أوغندا لكن هل بمقدور المبيدات الطبيعية على المساعدة بالتصدي لآفة الجرادصورة من: Sumy Sadurni/AFP/Getty Images

**كيف تعمل المبيدات الحيوية:

في دراسة نشرت في ديسمبر، أظهر باحثون أستراليون كيف أصبحت الخنافس تقاوم تدريجيا المبيدات الحشرية الكيماوية. لكسر هذه المقاومة، أوصت الدراسة بتعزيز وجود “الأعداء الطبيعيين” مثل الدعسوقة والنحل المفترس.

والبكتيريا الجديدة المستخدمة لإدارة الأمراض التي ينقلها البعوض بنجاح هي خيار آخر، وفقا للدراسة. بدلا من الاعتماد على مبيدات الآفات الكيميائية العالمية، فإن الفكرة هي استخدام حلول محددة إقليميا لمكافحة الآفات.

في البرازيل، التي تعد أكبر مصدر لفول الصويا، يتم اتخاذ خطوات كبيرة لإنشاء مبيدات حشرية طبيعية باستخدام الفطريات والبكتيريا العضوية.

وقد ثبت أن تطبيق هذه الكائنات الحية الدقيقة الطبيعية مفيد، مما يسمح لمحاصيل الصويا بالازدهار مع التخلص من الآفات والأمراض.

البرازيل هي أيضا مصدر رئيسي للذرة والقطن والمستهلك الأول للمبيدات الكيمياوية، وفقا لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة.

ولكن على الرغم من الارتفاع المستمر في استخدام المبيدات الحشرية الكيمياوية، فقد زادت مبيعات المبيدات الحيوية بأكثر من الضعف في البرازيل من 4٪ من إجمالي مبيعات المبيدات في عام 2020 إلى 9٪ في عام 2022.

مزايا المبيدات الحيوية

يمكن لما يسمى بالمبيدات الحشرية الميكروبية التي تتكون من الكائنات الحية الدقيقة مثل البكتيريا أو الفطريات السيطرة على مجموعة واسعة من الآفات، وفقا لهيئة حماية البيئة الأمريكية (EPA).

المبيدات الميكروبية الأكثر استخداما هي سلالات بكتيريا Bacillus thuringiensis التي تنتج مزيجا من البروتينات القادرة على قتل العديد من الأنواع ذات الصلة من يرقات الحشرات.

هذه المبيدات الحيوية ليست فقط أقل سمية من المبيدات التقليدية، بل إنها تحد من تأثيرها على “الآفات المستهدفة والكائنات الحية ذات الصلة الوثيقة”، كما تقول وكالة حماية البيئة.

المبيدات الحيوية فعالة أيضا بكميات صغيرة جدا، كما تقول وكالة حماية البيئة. بالإضافة إلى ذلك، فإنها تتحلل بسرعة، مما يقلل من التعرض البيئي والتلوث المرتبط بمبيدات الآفات التقليدية. يمكن لمبيدات الآفات الطبيعية أيضا أن تحقق كميات كبيرة من المحاصيل. لكن ما يزال من المهم دراسة ومتابعة استخدام المبيدات الحيوية الطبيعية على البيئة.

اعده للعربية: علاء جمعة 

(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
اضف تعليق
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.