التخلص من الألغام والذخائر لأغراض إنسانية
تحصد الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة كل عام عديد من الضحايا في جميع أنحاء العالم. تعارض ألمانيا بشدة استخدام وتخزين وإنتاج ونقل الألغام المضادة للأفراد والذخائر العنقودية، وتدعم المشاريع الإنسانية لإزالة الألغام والذخائر الحربية.
مغادرة الطريق: خطر على الحياة
استخدم العديد من الجهات الفاعلة الحكومية وغير الحكومية حتى فترة التسعينيات من القرن الماضي الألغام الأرضية بلا قيود ودون مراعاة العواقب الإنسانية طويلة المدى. كما أن استخدام الذخائر العنقودية، الذي تزايد مرة أخرى في الماضي القريب، له عواقب وخيمة. يُعد هذا محل نقد على وجه الخصوص بسبب ارتفاع معدل الذخائر غير المنفجرة.
يعاني الناس اليوم في 60 دولة ومنطقة من المخلفات المتفجرة للنزاعات المسلحة. في المناطق المتأثرة بشكل خاص، تصبح كل خطوة خارج المسار المطروق مخاطرة لا حد لها. الخوف من الألغام الأرضية والفخاخ الخداعية والذخائر غير المنفجرة وحده له تأثير دائم على حياة مجتمعات بأكملها. لا يوجد في الغالب مؤشر على الموقع الدقيق ومساحة المناطق التي تُمثل تهديدا، وبالتالي فإن الحوادث غالبًا ما تكون المؤشر الوحيد على الخطر الكامن في الأرض.
تزايد خطر الفخاخ المتفجرة
ازداد في السنوات الأخيرة التهديد المتسببة فيه الفخاخ المتفجرة (“الأدوات المتفجرة المرتجلة / العبوات الناسفة”، وكذلك “المتفجرات غير التقليدية / الأجهزة الحارقة / USBV”) بشكل كبير. تُعد على وجه الخصوص المناطق المحررة مما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية داعش، سواء في سوريا أو العراق، ملوثة بشدة بالفخاخ المتفجرة، حيث تشكل تهديدًا مميتًا على حياة وأجساد السكان العائدين. سواء كانت مخبأة في الثلاجة، تحت السجاد والكراسي، أو حتى في ألعاب الأطفال – يبدو أن الأشياء غير الضارة اليومية تصبح فخاخاً مميتة.
معظم الفخاخ المتفجرة هي ألغام أرضية محلية الصنع أو “مرتجلة”، تم استخدامها حول العالم منذ عقود. لكن الجديد هو مدى استخدامها، وخصوصا بصورة مستهدفة في المناطق السكنية وضد المدنيين. من ناحية أخرى، تؤدي هذه الاستراتيجية الغادرة إلى وقوع عدد كبير من الضحايا المدنيين، كما تمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى حيث تشتد الحاجة إليها، لأنها تعرض مهام العاملين في المجال الإنساني للخطر. لذلك فإن إزالة الألغام والفخاخ المتفجرة هي شرط مسبق هام لتقديم المزيد من المساعدات الإنسانية.
النظام القانوني الدولي ضد الألغام الأرضية والذخائر العنقودية
إن ما يسمى باتفاقية الأمم المتحدة بشأن الأسلحة (اتفاقية حظر واستخدام أسلحة تقليدية معينة تسبب معاناة مفرطة أو ذات تأثير عشوائي) سارية المفعول منذ عام 1983. في عام 1999، دخلت أيضًا ما يسمى باتفاقية أوتاوا حيز التنفيذ، والتي تحظر صراحة الألغام المضادة للأفراد وتنظم التخلص منها. اتفاقية الذخائر العنقودية (ما يسمى باتفاقية أوسلو) سارية المفعول منذ عام 2010 وتنظم الحظر المفروض على الذخائر العنقودية. اقترب العالم من خلال تلك اللوائح بموجب القانون الدولي قليلاً من هدف التحرر أخيرًا من أسلحة الحرب الوحشية تلك.
ألمانيا ليست فقط من الدول الموقعة على تلك الاتفاقيات، ولكنها لعبت بالفعل دورًا نشطًا في صياغتها. أعطى تخلي ألمانيا المبكر عن استخدام الألغام الأرضية في عام 1996 مزيدًا من الزخم للحظر العالمي للألغام المضادة للأفراد. لعبت ألمانيا أيضًا دورًا رائدًا في “عملية أوسلو” لحظر الذخائر العنقودية. في نوفمبر/ تشرين الثاني 2015 تم تدمير آخر مخزون ألماني من الذخائر العنقودية. تلتزم الحكومة الألمانية التزاما راسخا بالتنفيذ العالمي للاتفاقيات وسريانها على الصعيد العالمي. ويعزى الاستخدام المتزايد للألغام الأرضية المرتجلة والفخاخ الخداعية في النزاعات المسلحة إلى الانخفاض الحاد في توافر الألغام المضادة للأفراد المنتجة صناعياً نتيجة التنفيذ الناجح لهذه الاتفاقات.
ربطت الحكومة الألمانية منذ عام 1992 التزامها على المستوى السياسي بالدعم المالي للتدابير الإنسانية لإزالة الألغام والذخائر المتفجرة. الهدف بسيط: الضمان المباشر لنجاة الأشخاص المتضررين من خلال إزاحة الألغام، وزيادة الوعي، وقبل كل شيء، تقليل المعاناة من خلال تدابير رعاية الضحايا.
يهدف تمويل المشروع بالإضافة إلى ذلك إلى مساعدة الدول المتضررة على الوفاء بالتزاماتها القانونية الدولية بموجب اتفاقية أوتاوا للألغام المضادة للأفراد، واتفاقية أوسلو للذخائر العنقودية، واتفاقية الأمم المتحدة بشأن الأسلحة.
مشاريع المساعدة من وزارة الخارجية الألمانية
بالتعاون مع المنظمات والحكومات الشريكة، قدمت وزارة الخارجية الألمانية بالفعل المساعدة في 56 دولة في إفريقيا وآسيا والشرق الأوسط وأوروبا وأمريكا الجنوبية التي تلوثت بالألغام والذخائر.
البلدان ذات الأولوية فيما يتعلق بالمساعدة الألمانية هي حاليًا أفغانستان والبوسنة والهرسك والعراق وكمبوديا وكولومبيا والصومال وسريلانكا وجنوب السودان وسوريا وأوكرانيا. دعمت وزارة الخارجية الألمانية في عام 2018 الإجراءات الإنسانية لإزالة الألغام والذخائر المتفجرة ورعاية الضحايا في 12 دولة ومنطقة بإجمالي مبلغ يصل إلى حوالي 30 مليون يورو. علاوة على ذلك وفي إطار إجراءات تحقيق الاستقرار، تم إنفاق 7 ملايين يورو أخرى على إزالة الألغام والفخاخ المتفجرة وبناء القدرات في العراق. تعد ألمانيا بما تقدمه من مخصصات
تصل إلى 37 مليون يورو واحدة من أهم الجهات المانحة في هذا المجال.
شركاء التعاون في مجال إزالة الألغام للأغراض الإنسانية وإزالة الذخائر هي المنظمات غير الحكومية وحركة الصليب الأحمر والهلال الأحمر ومنظمات الأمم المتحدة، ولا سيما دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام (UNMAS)، التي تم تكليفها بدور تنسيقي داخل الأمم المتحدة. بالإضافة إلى تمويل المشاريع الثنائية لإزالة الألغام والتوعية بالمخاطر ورعاية الضحايا، تعمل وزارة الخارجية الألمانية أيضًا مع الجهات الفاعلة الدولية ذات الصلة لتعزيز الدعوة (الإقناع السياسي) في مجال إزالة الألغام والذخائر للأغراض الإنسانية. أهم الشركاء هي الحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية (ICBL)، وائتلاف الذخائر العنقودية (CMC) ومركز جنيف الدولي لإزالة الألغام للأغراض الإنسانية (GICHD).
مصدر النص: وزارة الخارجية الألمانية
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
المصدر