عشرات القتلى في قصف على جباليا والأمم المتحدة تحذر من جرائم حرب |


قتل “العشرات” جراء القصف الإسرائيلي الأربعاء (الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني 2023) لمخيم جباليا للاجئين في  قطاع غزة  للمرة الثانية في يومين، بحسب حركة حماس، فيما نددت الأمم المتحدة بضربات “يمكن أن ترقى إلى جرائم حرب”. وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة  أنطونيو غوتيريش  مساء أمس الأربعاء عن “شعوره بالصدمة” إزاء  القصف الإسرائيلي  لليوم الثاني على التوالي على مخيم جباليا الذي يؤوي 116 ألف لاجئ فلسطيني في شمال قطاع غزة.

وأفاد صحافيون في وكالة فرانس برس عن دمار كبير لحق بالمخيم حيث يعمل البعض على إزالة الأنقاض بحثا عن ناجين.

وأعلنت وزارة الصحة في القطاع سقوط “عشرات القتلى والجرحى”، وهو عدد لم يتم التثبت منه في الوقت الحاضر، فيما أكد مسعفون مقتل “عائلات بكاملها”.

واعتبرت المفوضية العليا للأمم المتحدة لحقوق الانسان مساء الأربعاء أن القصف الإسرائيلي لمخيم جباليا “قد يرقى إلى جرائم حرب” على ضوء “العدد الكبير من الضحايا المدنيين وحجم الدمار”.

وأعلن الجيش الإسرائيلي الذي يشن حملة قصف مدمر على  قطاع غزة  ردا على هجوم إرهابي غير مسبوق في تاريخ الدولة العبرية نفذته حركة حماس داخل إسرائيل في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، أن القصف الأربعاء أدى إلى تصفية القيادي في حماس محمد عصار الذي عرف عنه بأنه “قائد منظومة الصواريخ المضادة للدروع في الحركة”.

ويذكر أن حركة حماس، وهي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول خرى على أنها منظمة إرهابية.

إجلاء جرحى ومواطنين مزدوجي الجنسية

في ذات السياق وللمرة الأولى منذ بداية الحرب في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، أجلي 76 جريحا فلسطينيا و335 مواطنا من الأجانب ومزدوجي الجنسية الأربعاء من قطاع غزة إلى مصر عبر رفح، المنفذ البري الوحيد لقطاع غزة غير الخاضع للسيطرة الإسرائيلية، وفق مسؤول مصري.

ويأتي مرور حاملي الجوازات الأجنبية من بين قائمة مبدئية ضمت 500 أجنبي، والعشرات من سكان القطاع المصابين بجروح خطيرة إلى مصر أمس الأربعاء بموجب اتفاق بين إسرائيل ومصر وحماس.

ومن بين من جرى إجلاؤهم حاملو جوازات سفر من كل من أستراليا والنمسا وبلغاريا وجمهورية التشيك وفنلندا وإندونيسيا وإيطاليا واليابان والأردن وبريطانيا والولايات المتحدة.

وقال مسؤولو حدود في غزة إن  معبر رفح الحدودي  سيُعاد فتحه اليوم الخميس حتى يتمكن المزيد من الأجانب من الخروج. وقال مصدر دبلوماسي إن نحو 7500 من حاملي جوازات السفر الأجنبية سيغادرون القطاع على مدى أسبوعين تقريبا.

وأعرب الرئيس الأميركي  جو بايدن  عن ارتياحه لعملية الإجلاء، مؤكدا أنها تمت بفضل “الدور المحرك” للولايات المتحدة بمساعدة قطر.

“أكثر من 20 ألف جريح ما زالوا في غزة”

غير أن منظمة أطباء بلا حدود غير الحكومية شددت على أن “أكثر من 20 ألف جريح ما زالوا في غزة، مع إمكانية محدودة للحصول على الرعاية الصحيّة بسبب الحصار والقصف المستمر”. كما حذرت منظمة الصحة العالمية بأنه “لا يجب تحويل الاهتمام عن الاحتياجات الأكبر” لآلاف “المرضى في غزة الذين وضعهم خطر إلى درجة تحول دون إمكانية إجلائهم”.

وتواجه المستشفيات صعوبات بسبب نقص الوقود الذي أدى إلى إغلاق أبواب بعضها بما في ذلك المستشفى الوحيد في غزة لعلاج السرطان. وترفض إسرائيل السماح للقوافل الإنسانية بإدخال الوقود وترجع هذا إلى أن مقاتلي حماس سيستخدمونه لأغراض عسكرية. وقال أشرف القدرة المتحدث باسم السلطات الصحية في غزة إن مولد الكهرباء الرئيسي في المستشفى الإندونيسي لم يعد يعمل بسبب نقص الوقود.

زيارة جديدة بلينكن إلى المنطقة

وفي ظل المخاوف من اشتعال المنطقة، يزور وزير الخارجية الأميركي  أنتوني بلينكن  إسرائيل الجمعة في إطار جولة إقليمية جديدة، فيما دعت تركيا وإيران إلى عقد مؤتمر دولي كبير في أسرع وقت ممكن بهدف تجنب توسع الحرب.

وقُتل ما لا يقلّ عن 1400 شخص في إسرائيل منذ بداية الحرب، غالبيتهم مدنيون قضوا في اليوم الأول لهجوم حماس الإرهابي غير المسبوق منذ قيام إسرائيل عام 1948، وفق السلطات الإسرائيلية. كما أعلن الجيش مقتل 332 جنديا بعضهم على الحدود مع لبنان في قصف لحزب الله المدعوم من إيران والمتحالف مع حماس.

وتعتبر دول عديدة حزب الله اللبناني، أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية. ومن بين هذه الدول الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وأغلبية الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كـ “منظمة إرهابية”.

وفي قطاع غزة، ارتفعت حصيلة القتلى نتيجة القصف الإسرائيلي إلى 8796، بينهم 3648 طفلاً، فيما لا يزال أكثر من 2000 شخص في عداد المفقودين تحت الأنقاض، بحسب السلطات الصحية التابعة لحركة حماس.

ويخضع القطاع الفلسطيني منذ التاسع من تشرين الأول/ أكتوبر “لحصار كامل” من اسرائيل يشمل الحرمان من إمدادات المياه والغذاء والكهرباء، فيما يتخذ الوضع الإنساني أبعادا كارثية بالنسبة للسكان البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة، بحسب ما صرحت الأمم المتحدة.

وأعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، التابعة للأمم المتحدة مقتل أكثر من سبعين من معاونيها “مع عائلاتهم في غالب الأحيان” منذ اندلاع الحرب، لكن مديرها فيليب لازاريني أكد لدى دخوله القطاع أمس الأربعاء على هامش عملية الإجلاء، أن “الأونروا ستبقى مع اللاجئين الفلسطينيين في غزة لتقديم الخدمات الضرورية”.

ع.أ.ج/ ع ش (أ ف ب، رويترز)



(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
اضف تعليق
Comments (0)
Add Comment