قبل وقت قصير من الذكرى السنوية لما يسمى بـ”ليلة البللور”، وهي ليل قام خلالها النازيون بهجمات ضد مصالح وبيوت يهودية في ألمانيا يوم التاسع من تشرين الثاني/ نوفمبر 1938، دعت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر إلى مزيد من التظافر الاجتماعي ضد معاداة السامية في ألمانيا. وقالت فيزر في تصريحات لصحيفة “هاندلسبلات” الألمانية: “علينا أن نعطي اليهود يقينا مطلقا بأن عام 2023 ليس هو عام 1938. هذه أكثر من مجرد مسؤولية تاريخية. إنه تصورنا الخاص عن الإنسانية والتظافر”.
وفيما يتعلق بالأفعال المعادية للسامية خلال مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في ألمانيا، أكدت فيزر ضرورة وجود عواقب. وقالت الوزيرة: “أي شخص يسيء للحريات المدنية بهذه الطريقة ومن خلال الترويج للجرائم والكراهية لا يمكنه الاعتماد على حماية حرية التعبير”.
وتابعت فيزر “كل من يهون من فداحة جرائم حماس اللاإنسانية أو يستحسنها، يتعارض مع قيمنا وقوانيننا ويجب أن يتحمل مسؤولية ذلك”، مؤكدة أن الجالية اليهودية يمكنها الاعتماد على مساعدة الدولة، وتابعت الوزيرة الألمانية “علينا أيضا كمجتمع أن نصبح أعلى صوتا وأن نتصدى للكراهية ضد اليهود بشكل أكثر وضوحا”.
ع.ش/ ح.ز (د ب أ)
-
لوحات من الهولوكوست – لوحات توثِّق الإبادة النازية لليهود
هل ممكن أن يصنع الرعب والإرهاب فنا جميلا؟ يحاول المعرض الفني الذي يقام في برلين تحت شعار “فن من الهولوكوست” الإجابة عن هذا السؤال اكبر جريمة في التاريخ الإنساني خلال الحكم النازي مورست بحق اليهود، ورغم ذلك استطاع بعض الفنانين خلال وجودهم في المعسكرات النازية رسم وتخليد لحظات حياتهم في مادة فنية ، كما في لوحة “شارع في غيتو في مدينة وودج” لجوزيف كونر الذي نجا من المحارق.
-
لوحات من الهولوكوست – لوحات توثِّق الإبادة النازية لليهود
استعار المعرض في برلين 100 لوحة فنية من متحف ياد فاشيم من إسرائيل. وعرضت اللوحات أعمال 50 فنانا يهوديا نجا 26 منهم من المحارق، فيما لقي الفنانون الآخرون المعروضة أعمالهم حتفهم على يد النازية، ومنهم فيلكس نوسباوم الذي يعد من أشهرهم، والذي توفي في سنة 1944 في معسكر أوشفيتز. الصورة هي لوحته الشهيرة “اللاجئ” التي رسمها في سنة 1939 في بروكسل التي عرضت في برلين.
-
لوحات من الهولوكوست – لوحات توثِّق الإبادة النازية لليهود
عرضت أعمال فنية للرسامة شارلوته سالومون التي رسمت لوحات ومخطوطات تجاوزت الـ 700 عمل وثقت فيها حياتها في مجموعة فنية تحت عنوان “حياة أم مسرح؟”. نُقلت شارلوته وكانت حاملا من معسكرات الاعتقال النازية في جنوب فرنسا إلى معسكر أوشفيتز في سنة 1943 وقتلت هناك فور وصولها.
-
لوحات من الهولوكوست – لوحات توثِّق الإبادة النازية لليهود
أما الفنانة نيللي تول فنجت من الموت من المحارق والمعسكرات النازية بعد أن اختبأت مع أمها عند عائلة مسيحية آوتهما في مدينة لفيف الأوكرانية. ورسمت نيللي في غرفتها المقفلة لوحات باستعمال ألوان جواش (وهي من الألوان المائية المعتمة). وجاءت نيللي التي تبلغ من العمر اليوم 81 عاما خصيصا من محل إقامتها في الولايات المتحدة إلى برلين لحضور المعرض الفني.
-
لوحات من الهولوكوست – لوحات توثِّق الإبادة النازية لليهود
وُلد الفنان ليو بروير في مدينة بون وشارك في الحرب العالمية الأولى مع الجيش الألماني. وفي سنة 1934 وبعد عام على وصول هتلر إلى الحكم هرب إلى مدينة لاهاي الهولندية ومن ثم إلى بروكسل وعمل هناك رساما لغاية سنة 1940 حيث اودع في معسكر الاعتقال بسانت سيبرين جنوب فرنسا. استطاع بروير الاحتفاظ بمخطوطاته وأعماله المائية، وبعد خروجه من الاعتقال عاد إلى مدينته بون ليعيش فيها حتى وفاته في سنة 1975.
-
لوحات من الهولوكوست – لوحات توثِّق الإبادة النازية لليهود
كانت بيدريش فريتا تدير مرسما في معسكر الاعتقال تيريزين، وكانت مهمتهم الرسمية تنفيذأعمال دعائية للنازية، لكن فريتا ورفاقها استطاعوا رسم بعض اللوحات بصورة سرية عن رعب الحياة في المعسكر. وفي سنة 1944 قبض عليها متلبسة وأرسلت إلى معسكر أوشفيتز لتموت هناك. وبعد التحرير من النازية كشف عن 200 عمل فني لها كانت قد خبأتها في الجدران أو تحت الأرض.
-
لوحات من الهولوكوست – لوحات توثِّق الإبادة النازية لليهود
ليو هاس لم يكن معروفا لكونه شارك بيدريش فريتا في رسم الكثير من الأعمال الفنية التي وثقت جرائم النازية فحسب، بل لكونه شارك أيضا وبطلب من النازية في تزوير أوراق نقدية تابعة لقوات الحلفاء في عملية أطلق عليها تسمية “عملية بيرنهارد”. ليو هاس نجا من الموت وتبنى بعد تحريره الطفل توماس ابن بيدريش فريتا واستطاع العثور على 400 عملا فنيا كان قد خبائها أثناء الاعتقال في تيريزين.
-
لوحات من الهولوكوست – لوحات توثِّق الإبادة النازية لليهود
كان بافيل فانتل ضمن قائمة الفنانين في معسكر الاعتقال في تيريزين، على الرغم من أنه كان مدير المستوصف الخاص لمرضى التيفوئيد في المعسكر كونه قد درس الطب. وقبض عليه أيضا في المعسكر متلبسا برسم لوحات عن الجرائم النازية وأرسل إلى معسكر أوشفيتز ليعدم هناك في سنة 1945. بعد التحرير عُثر على نحو 80 عملا لفانتل في معسكر تيريزين.
-
لوحات من الهولوكوست – لوحات توثِّق الإبادة النازية لليهود
أما الفنان ياكوب ليبشيتس فكان يدرس في معهد الفنون في فيلنيوس قبل الحرب العالمية الثانية. وفي سنة 1941 أجبر على العيش في غيتو كاوناس وهناك انضم إلى مجموعة من الفنانين التي رسمت أعمال فنية عن الحياة في غيتو كاوناس وبصورة سرية. توفي ليبشيتس في سنة 1945 وبعد التحرير عادت زوجته وابنته إلى غيتو كاوناس لإنقاذ أعماله الفنية التي خبأها في مقبرة الغيتو.
-
لوحات من الهولوكوست – لوحات توثِّق الإبادة النازية لليهود
استطاع الفنانون توثيق الخراب والعنف في المعسكرات النازية، وتمكنوا أيضا من رسم عالم آخر في لوحاتهم الفنية مغاير لما يعيشونه في الواقع، كما في لوحة “سقوف المباني في الشتاء” لموريتس مولر. ينعقد معرض “فن من الهولوكوست” على قاعات المتحف التاريخي في برلين ويستمر لغاية الثالث من نيسان/ أبريل 2016.
الكاتب: سارة يوديث هوفمان/ زمن البدري
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});