أعلن وزير الدفاع الألماني الخميس (التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر 2023) أن قوات بلاده يجب أن تصبح “العمود الفقري للردع” في أوروبا، وذلك خلال تقديمه توجيهات جديدة لتجديد الجيش على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا.
وألمانيا التي تعاني من عقدة ذنب بسبب دورها في الحرب العالمية الثانية، استبعدت لفترة طويلة القوات المسلحة من أولوياتها وعانى الجيش الألماني نتيجة ذلك من نقص كبير في التمويل، لكن غزو موسكو أوكرانيا في شباط/فبراير العام الماضي أدى إلى تحول جذري في سياسة برلين التي تعهدت بتخصيص ميزانية كبيرة لتعزيز جيشها في وجه التهديدات المتزايدة في أوروبا.
وخلال إعلانه المجموعة الأولى من توجهات السياسة الجديدة للقوات المسلحة الألمانية “البوندسفير”، وهي الأولى منذ عام 2011، اعتبر وزير الدفاع بوريس بيستوريوس أنه مع “الهجوم المتوحش الذي شنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أوكرانيا، عادت الحرب إلى أوروبا”.
وقال “هذا يعني أن وضع التهديد قد تغيّر”، مضيفاً أن ألمانيا “يجب أن تكون العمود الفقري للردع والدفاع الجماعي في أوروبا”.
وأضاف بيستوريوس أن الجيش الألماني يحتاج إلى إعادة التركيز على “مهمته الجوهرية” المتمثلة في الدفاع الوطني والدفاع ضمن “التحالف”، في إشارة إلى حلف شمال الأطلسي. وأشار إلى أنه من الآن فصاعداً تصبح كل المهام الأخرى ملحقة بهذه المهمة.
وزير الدفاع بوريس بيستوريوس
وستعمل هذه المبادئ التي تحمل وصف “الكفاءة الحربية كمبدأ توجيهي” على تسريع وتيرة الإصلاحات في الجيش وشراء المعدات والمواد ومشاريع البناء.
وحددت ورقة المبادئ الوجهة للمسار اللاحق وذلك بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا، وجاء في الورقة أن “الاتحاد الروسي سيظل بشكل دائم هو التهديد الأكبر للسلام والأمن في منطقة الأوروأطلسي ما لم يشهد (الاتحاد الروسي) تغييراً داخلياً جذرياً”.
وكان المستشار الألماني أولاف شولتس قد أعلن في أعقاب الغزو الروسي عن إنشاء صندوق خاص بقيمة 100 مليار يورو لتعزيز الجيش. لكن التحديات أمام هذه المهمة هائلة، وتبدأ من الحصول على معدات جديدة بالسرعة الكافية إلى إعادة تجهيز الثكنات المتهالكة والعثور على شبان ألمان مستعدين للتطوع.
خ.س/أ.ح (أ ف ب، د ب أ)
-
مدينة أشباح على مشارف برلين
أصبح مسبح مدينة فونسدورف قرب برلين رمزاً لـ”مدينة الأشباح”. التقطت هذه الصورة في أواخر شهر كانون الثاني/ يناير 2017، وتظهر حطام المسبح الذي كان عامراً يوماً ما بالرواد من هذه المدينة.
-
مدينة أشباح على مشارف برلين
تبعد فونسدورف نحو 40 كيلومتراً فقط عن العاصمة برلين وتقع في ولاية براندنبورغ. كانت فونسدورف تضم أكبر معسكر للجيش الأحمر السوفيتيي في ألمانيا خلال الحرب الباردة. ويضم المعسكر خمس مناطق عسكرية وبنايات متعددة الطوابق وصالات رياضة ومدارس وحمامات سباحة ودار سينما. وغادر آخر جندي سوفييتي المدينة في أيلول/ سبتمبر عام 1994.
-
مدينة أشباح على مشارف برلين
على الرغم من أن فونسدورف تقع في وسط ألمانيا الديمقراطية (الشرقية) سابقاً، إلا أنه لم يكن مسموحاً لأحد من الألمان الشرقيين بدخول المدينة، وكانت محاطة بأسوار وسميت بـ”المدينة الممنوعة”.
-
مدينة أشباح على مشارف برلين
أسدل الستار على مسرح المدينة، بالضبط كما أسدل الستار على المدينة بأسرها، التي انتهت الحياة بها فعلياً سنة 1994. وكانت فونسدورف عبارة عن قرية صغيرة لا يتجاوز عدد سكانها 3000 نسمة، قبل تحويلها إلى معسكر للجيش الأحمر.
-
مدينة أشباح على مشارف برلين
البروباغاندا الشيوعية السوفييتية ما زالت حاضرة في مدينة الأشباح، والتي تشير إلى “الانتصارات” الباهرة للاتحاد السوفييتي السابق. على الجدار كتبت جملة للشاعر الروسي الشهير ألكسندر بوشكين يقول فيها: “يا صديقي، دعنا نمنح بلدنا بأنفسنا سعادة الروح القصوى”.
-
مدينة أشباح على مشارف برلين
بقي تمثال لينين، رمز الثورة البلشفية في روسيا، شاهداً على حقبة انتهت كانت خلالها المدينة إحدى رموزها. في الثاني عشر من أيلول/ سبتمبر 1990 تم توقيع اتفاق انسحاب القوات السوفييتية من ألمانيا، بين ألمانيا الغربية والشرقية والاتحاد السوفييتي وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، وبموجبه انسحب الجيش الأحمر من الأراضي الألمانية بالكامل.
-
مدينة أشباح على مشارف برلين
كان انسحاب الجيش الأحمر من ألمانيا أكبر انسحاب للجيوش أثناء فترات السلام، إذ عاد نحو 330 ألف جندي و208 ألف من أقارب الجنود، بالإضافة إلى 4116 دبابة و8000 سيارة مدرعة إلى الاتحاد السوفييتي خلال أربع سنوات فقط.
-
مدينة أشباح على مشارف برلين
دأب لصوص الحديد ومحبو التذكارات على سرقة وقلع كل ما يمكن اقتلاعه من المعسكر، فيما بقيت في المدينة بعض المعدات السوفييتية التقنية التي لم تجد من يحملها بعد.
-
مدينة أشباح على مشارف برلين
بانسحاب القوات السوفييتية من ألمانيا انتهت حقبة سميت بـ”الحرب الباردة” وانتهت معها الهيمنة السوفييتية على أجزاء واسعة من شرق أوروبا. الخارطة القديمة وبدلة الضابط ومقتنياته ما زالت باقية كما هي في غرفة أحد الضباط بفونسدورف، وربما ما يزال شبح الضابط مواظباً على زيارة حجرته القديمة! الكاتب: دانييل هاينريش / زمن البدري
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});