قالت إسرائيل اليوم الأحد (19 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023) إن المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن اختطفوا سفينة شحن في البحر الأحمر، ما يعرض ممرا عالميا للشحن للخطر. ولم يكن من بين طاقم السفينة أي إسرائيلي، حسبما أفادت وكالة بلومبرغ للأنباء.
بيد أنّ المتمرّدين الحوثيين تحدثوا عن خطف “سفينة شحن إسرائيلية” في البحر الأحمر واقتيادها إلى السواحل اليمنية. وقال قيادي حوثي رفض الكشف عن اسمه لفرانس برس مساء “اقتدنا سفينة شحن إسرائيلية إلى السواحل اليمنية” بدون إعطاء تفاصيل إضافية. وأضاف “سيصدر بيان رسمي خلال ساعات”.
من جهته، أفاد مصدر ملاحي في ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه المتمرّدون، شرط عدم الكشف عن هويته، أنّ “الحوثيين خطفوا سفينة تجارية في البحر الأحمر ونقلوها إلى ميناء الصليف بالحديدة”.
لكنّ الجيش الإسرائيلي نفى أن تكون السفينة إسرائيلية، وقال إنها “غادرت تركيا في طريقها إلى الهند وأفراد طاقمها مدنيون من جنسيات مختلفة، وليس من بينهم إسرائيليون. إنها ليست سفينة إسرائيلية”.
واعتبر أن “خطف سفينة شحن من قبل الحوثيين قرب اليمن في جنوب البحر الأحمر هو حادث خطير للغاية ذو عواقب عالمية”.
وكان زعيم الحوثيين قال في الأسبوع الماضي إن قواته ستشن المزيد من الهجمات على إسرائيل ويمكنها استهداف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
ويطلق الحوثيون، وهم من حلفاء طهران، صواريخ طويلة المدى وطائرات مسيرة على إسرائيل تضامنا مع حركة حماس التي تقاتلها في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول.
يشار إلى أن حركة حماس جماعة إسلاموية فلسطينية مسلحة، تصنف في ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية. كما حظرت الحكومة الألمانية جميع أنشطة الحركة في ألمانيا.
في غضون ذلك قال مكتب نتنياهو إن السفينة المحتجزة، التي لم يذكر اسمها، ليست مملوكة لإسرائيليين ولا تشغلها إسرائيل وليس من بين طاقمها الدولي إسرائيليون، مضيفا أنه لم يكن على متنها أي إسرائيلي.
وقال مسؤول أمريكي عسكري “نحن على علم بالوضع ونراقبه عن كثب”.
وتابع مكتب نتنياهو “هذا عمل إرهابي إيراني جديد يمثل تصعيدا في عدوان إيران على مواطني العالم الحر، وله تداعيات دولية على أمن مسارات الشحن العالمية”.
وفيما قال الجيش الإسرائيلي في بيان صدر في وقت سابق إن حادث احتجاز السفينة وقع في البحر الأحمر، لم تعلق إيران على الواقعة حتى ساعة إعداد هذا الخبر.
سبق وأن أعلنت الجماعة استهداف مواقع في جنوب إسرائيل بصواريخ بالستية وطائرات مسيرة، مع إسقاط مسيرة أمريكية في البحر الأحمر.
ع.أ.ج/ أ.ح (د ب ا، رويترز)
-
الحوثيون – من هم وماذا يريدون؟
انبثقوا من صعدة
الحوثيون، هم جماعة سياسية – دينية (شيعية) مسلحة يطلق على تنظيمهم السياسي والعسكري “حركة أنصار الله”. يرتبط اسمهم بمؤسس الحركة حسين الحوثي الذي قتلته القوات اليمنية في عام 2004. تأسست الحركة عام 1992 واتخذت من منطقة صعدة شمال اليمن مركزا لها. خاضت الحركة مواجهات مسلحة على مدى سنوات ضد نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح راح ضحيتها الآلاف.
-
الحوثيون – من هم وماذا يريدون؟
المذهب الزيدي
ينتمي الحوثيون إلى المذهب الزيدي الشيعي القريب من المذاهب السنية. يعيش أغلب الزيديين في شمال اليمن، أي في معقلهم؛ محافظة صعدة قرب السعودية. لكن الحوثيين زحفوا اليوم إلى مناطق جنوب اليمن. وقد مثل سقوط حكم صالح عام 2012 فرصة ثمينة للحوثيين لتعزيز موقعهم ونفوذهم في اليمن، حتى أنهم بسطوا سيطرتهم عام 2014 على العاصمة صنعاء.
-
الحوثيون – من هم وماذا يريدون؟
مطالب اجتماعية وسياسية
حين اندلعت الثورة في اليمن عام 2011، شارك الحوثيون بقوة في الانتفاضة الشعبية وتبنوا مطالب الشعب اليمني، مما جعلهم يظهرون كحركة ديمقراطية مناهضة للديكتاتورية. بيَن الحوثيون منذ البداية أن غرضهم هو الدفاع عن حقوق أبناء منطقة صعدة، ليشمل تقديم خدمات اجتماعية وتعليمية، وتحول إلى مطالبة بإشراك المكون الحوثي في أجهزة الدولة.
-
الحوثيون – من هم وماذا يريدون؟
اسم على مسمى
يعتبر حسين بدر الدين الحوثي الزعيم الأول للحركة. وقد ارتبط ابن رجل دين زيدي بارز، في بداية مسيرته السياسية بحزب سياسي صغير كان يعرف باسم “الحق”. فاز هذا الحزب بمقعدين في برلمان اليمن في انتخابات 1993، وشغل حسين أحدهما خلال الفترة ما بين 1993 و1997. بعد مقتله في عام 2004 تولى شقيقه عبد الملك الحوثي قيادة الحركة.
-
الحوثيون – من هم وماذا يريدون؟
الحروب الست
خاض الحوثيين صراعا مسلحا مع حكومة صالح. كما حضروا في الحروب الست التي دارت بين عامي 2004 و2010 في الشمال اليمني. غير أن الحوثيين تحالفوا فيما يعد مع قوات صالح في الحرب الدائرة ضد التحالف الذي تقوده السعودية دعما للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي اتخذ من الرياض مقرا له بعد هروبه من صنعاء.
-
الحوثيون – من هم وماذا يريدون؟
الأسلحة والذخائر!
يعتقد أن الحوثيين يمتلكون ترسانة ضخمة من الأسلحة والذخائر. ويظن أن إيران المزود الرئيس للحوثيين بالأسلحة. ويرى بعض المراقبين أن الحوثيين استولوا على أسلحة كثيرة من الجيش اليمني وعملوا على تطويرها. وترجح الفرضية الأخرى تعاطف تجار السلاح، الذين قد يمدونهم بالأسلحة والمدخرات نظرا للارتباط القبلي بهم (زيديين) أو انتقاما من الجيش الذي حل بمنطقتهم.
-
الحوثيون – من هم وماذا يريدون؟
انتقادات
توجه للحوثيين انتقادات كثيرة، أبرزها: استغلال الأطفال وتجنيدهم. ولا يرى الحوثيون حرجا في تجنيد مراهقين، وذلك بمباركة من القبائل المناصرة لهم. ولا تستثننى قوات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي من تهمة تجنيد الأطفال أيضا (في الصورة مراهقون مناصرون للرئيس اليمني).
-
الحوثيون – من هم وماذا يريدون؟
ماذا يريدون بالضبط؟
بعد فشل محادثات جنيف للسلام يوم السبت الثامن من سبتمبر/ أيلول 2018، وتغيب وفد الحوثيين بذريعة عدم حصولهم على ضمانات لعودتهم إلى صنعاء. يتساءل عديدون عن الهدف الذي تسعى إليه الحركة، خاصة أمام تنامي عدد ضحايا الحرب في اليمن نتيجة الصراع المستمر بين الحوثيين والحكومة اليمنية. إعداد: مريم مرغيش
الكاتب: مريم مرغيش
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});