يُرتقب اليوم السبت (25 تشرين الثاني/نوفمبر 2023) الإفراج عن مزيد من الرهائن الإسرائيليين والسجناء الفلسطينيين في اليوم الثاني للهدنة بين حركة حماس وإسرائيل وهو اتفاق حمل بعض الهدوء الهش لسكان غزةبعد سبعة أسابيع من الحرب.
وتوصلت قطر الوسيط الرئيسي إلى جانب مصر والولايات المتحدة إلى اتفاق الهدنة هذه التي تستمر أربعة أيام والقابلة للتمديد. وتنص الهدنة على تبادل 50 رهينة محتجزين في غزة بـ150 سجينا فلسطينياً.
وتم لافراج أيضا عن عشرة تايلانديين وفيليبيني واحد من بين الرهائن المحتجزين في غزة.
والجمعة وصل أول 24 رهينة أفرجت عنهم حماس إلى إسرائيل عبر مصر. من جهتها أفرجت إسرائيل عن 39 فلسطينياً حسب نادي الأسير الفلسطيني. وكانت هيئة الأسرى والمحررين التابعة للسلطة الفلسطينية نشرت بعد ظهر الجمعة لائحة تضم 39 اسماً لأسرى فلسطينيين هم 15 فتى و24 امرأة.
واعتبر الرئيس الأمريكي جو بايدن الجمعة أن إفراج حماس عن مجموعة أولى من الرهائن “ليس سوى بداية” مؤكداً وجود “فرص حقيقية” لتمديد هدنة الأيام الأربعة في غزة.
ومن المقرر أن تعلن قطر السبت عدد الرهائن السجناء الذين سيفرج عنهم خلال النهار. وقالت السلطات الإسرائيلية إنها تلقت لائحة الرهائن الذين سيتمكنون من مغادرة غزة السبت لكنها لم تحدد عددهم أو الوقت المتوقع لإطلاق سراحهم.
وتحدثت صحيفة “تايمز أو إسرائيل” عن استعداد إسرائيل لإطلاق سراح 13 فلسطينياً وفلسطينية، لكن أ ف ب نقلت عن مسؤولين إسرائيلين قولهم إن إسرائيل ستفرج السبت عن 42 سجينا فلسطينيا، بينما ستطلق حركة حماس سراح 14 رهينة. ونقلت الوكالة عن هيئة السجون الإسرائيلية تأكيدها أنها نعد للإفراج عن 42 سجينا فلسطينيا في المرحلة الثانية من الصفقة.
وقال دورون سبيلمان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي “لا يزال هناك نحو 215 رهينة في غزة” مضيفاً “لا نعرف في كثير من الحالات ما إذا كانوا أحياء أم أموات”.
يقدر الجيش الإسرائيلي أن حماس خطفت زهاء 240 شخصاً خلال هجومها في 7 تشرين الأول/أكتوبر وأبدى رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو تصميمه على إعادتهم جميعا إلى إسرائيل.
وشنّت حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر هجوماً إرهابياً غير مسبوق على الدولة العبرية تسبّب بمقتل 1200 شخص غالبيّتهم مدنيّون حسب السلطات الإسرائيلية. ورداً على ذلك نفّذت إسرائيل قصفاً مدمراً على غزة أوقع 14854 قتيلاً حسب حماس. وأوضحت الحركة أن بين القتلى 6150 طفلاً وأكثر من 4 آلاف امرأة. كما أصيب نحو 36 ألف شخص.
يشار إلى أن حركة حماس هي جماعة إسلاموية فلسطينية مسلحة، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى، كمنظمة إرهابية.
احتفالات في الصفة الغربية بالإفراج عن عدد من السجناء لدى إسرائيل
تحمل الهدنة بعض الهدوء لسكان غزة بعد حملات قصف إسرائيلي عنيف منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر. لكن ضجيج الحرب حلت محله أبواق السيارات في الازدحامات المرورية وصافرات سيارات الإسعاف التي تحاول شق طريقها بين النازحين.
والجمعة بدأ عشرات آلاف السكان منذ ساعات الفجر الأولى مغادرة مدارس ومستشفيات احتموا فيها للعودة إلى بيوتهم في المناطق الشرقية الحدودية لخان يونس ورفح والبريج والمغازي ودير البلح التي غادروها قبل أسابيع. وتضرر أو دمر أكثر من نصف المساكن في القطاع وفقاً للأمم المتحدة وغادر 1,7 مليون شخص من أصل 2,4 مليون منازلهم.
لكن منشورات أطلقها الجيش الإسرائيلي جواً حذرت من أن “الحرب لم تنته”. ويعتبر الجيش الثلث الشمالي من القطاع حيث تقع مدينة غزة منطقة قتال وأمر جميع المدنيين بالمغادرة. وحذرت المنشورات من أن “العودة إلى الشمال ممنوعة وخطرة جداً”. ورغم هذا التحذير حاول آلاف الفلسطينيين العودة إلى شمال غزة الجمعة حسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا). وأفاد أوتشا بمقتل شخص على الأقل وإصابة العشرات في حوادث مع القوات الإسرائيلية التي فتحت النار وألقت الغاز المسيل للدموع على فلسطينيين متجهين شمالاً.
ودخلت الجمعة 200 شاحنة محملة مساعدات إلى غزة حسب وحدة تنسيق الشؤون المدنية في وزارة الدفاع الإسرائيلية. وقال أوتشا إن هذه “أكبر قافلة إنسانية” منذ بداية الحرب.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن 196 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية، بما في ذلك الغذاء والمياه والإمدادات الطبية، تم تسليمها عبر معبر رفح أمس الجمعة، وهي أكبر قافلة مساعدات إلى غزة منذ هجوم حماس على إسرائيل والقصف الإسرائيلي للقطاع ردا على ذلك.
يفترض أن تتيح الهدنة أيضاًً دخول عدد أكبر من قوافل المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة الخاضع لحصار إسرائيلي منذ وصول حماس إلى السلطة عام 2007 ويعيش “حصاراً كاملاً” منذ 9 تشرين الأول/أكتوبر بعد أن قطعت إسرائيل عنه إمدادات الماء والغذاء والكهرباء والدواء والوقود.
خ.س/ع.ج.م (أ ف ب، رويترز، د ب أ)
-
معبر رفح.. “شريان الحياة” لسكان غزة ونافذتهم الضيقة نحو العالم
معبر رفح .. شريان حياة
لا يختفي اسم “معبر رفح” من وسائل الإعلام منذ بدء الاشتباكات بين حماس والجيش الإسرائيلي، إذ يُعد المنفذ الرئيسي الذي تدخل منه المساعدات المختلفة من غذاء ودواء ووقود وغيرها إلى قطاع غزة. كان المعبر حجر أساس في اتفاق الهدنة الأخير بين الطرفين حيث تم الاتفاق على عبور المئات من شاحنات المساعدات المختلفة يومياً إلى جانب خروج حملة الجنسيات الأجنبية والمرضى والمصابين الفلسطينيين من خلاله.
-
معبر رفح.. “شريان الحياة” لسكان غزة ونافذتهم الضيقة نحو العالم
نقطة الاتصال بالعالم الخارجي
في أقصى جنوب قطاع غزة، وعند صحراء سيناء في الجانب المصري، يُشكل معبر “رفح” البري المنفذ الرئيسي للقطاع إلى العالم. يوجد في غزة ستة معابر أخرى منها ايريز (حاجز بيت حانون) في الشمال وكرم أبو سالم جنوب شرق القطاع لكنها تقع جميعاً تحت السيطرة الإسرائيلية بالكامل. يبقى معبر رفح هو نقطة الاتصال الوحيدة بين قطاع غزة والعالم الخارجي.
-
معبر رفح.. “شريان الحياة” لسكان غزة ونافذتهم الضيقة نحو العالم
كيف نشأ المعبر؟
نشأ المعبر عقب توقيع مصر وإسرائيل اتفاقية السلام عام 1979 وانسحاب إسرائيل من سيناء عام 1982. قبل عام 1967 لم تكن هناك حدود بين رفح المصرية والفلسطينية لكنهما فصلتا بعد تنفيذ الشق الخاص من ااتفاقية ترسيم الحدود. خُصص المعبر لعبور الأفراد فيما خصص معبر كرم أبو سالم الذي تسيطر عليه إسرائيل لعبور البضائع.
-
معبر رفح.. “شريان الحياة” لسكان غزة ونافذتهم الضيقة نحو العالم
إدراة مشتركة وفق اتفاقية أوسلو
سمحت اتفاقية أوسلو لممثلي السلطة الفلسطينية بالتواجد في المعبر. لكن منذ الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005 وإلى اليوم تغيرت ظروف المعبر عدة مرات وفقاً للتطورات الأمنية والعسكرية في القطاع. تم إغلاق المعبر مع انتفاضة عام 2000 وبعدها ظل ما بين الإغلاق والفتح، فيما شددت مصر إجراءات العبور من وقتها وحتى اليوم.
-
معبر رفح.. “شريان الحياة” لسكان غزة ونافذتهم الضيقة نحو العالم
من يتحكم في المعبر؟
سيطرت إسرائيل على المعبر خلال احتلالها للقطاع وحتى عام 2005 الذي انسحبت فيه من غزة. تم توقيع “اتفاقية الحركة والوصول” عام 2005 والتي جمعت بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وبرعاية أمريكية، وهي الاتفاقية التي أقرت بأن يخضع المعبر للسيطرة الفلسطينية – الإسرائيلية برعاية أوروبية تراقب حق الجانب الفلسطيني في العبور والتبادل التجاري بما لا يمس الأمن الإسرائيلي.
-
معبر رفح.. “شريان الحياة” لسكان غزة ونافذتهم الضيقة نحو العالم
ضرورات أمنية
عملت مصر وإسرائيل على تقييد الحركة من غزة وإليها منذ أن فرضت حركة حماس سيطرتها على القطاع في 2007 حين وصل الصراع بين حماس وحركة فتح إلى ذروته. تقول الدولتان إن ذلك ضروريا لأسباب أمنية. ورهنت مصر التعامل مع المعبر بموافقة كل من إسرائيل والسلطة الفلسطينية بالضفة الغربية. وخلال الحرب الأخيرة فرضت إسرائيل حصاراً شاملاً على قطاع غزة في 9 أكتوبر/تشرين الأول.
-
معبر رفح.. “شريان الحياة” لسكان غزة ونافذتهم الضيقة نحو العالم
بين إغلاق وفتح المعبر
في عام 2010 قررت مصر فتح المعبر بشكل أكبر عقب ما عرف بواقعة “أسطول الحرية”. ومع أحداث ثورة يناير/ كانون الثاني 2011، أمر المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر باقتصار فتح المعبر على الحالات الطارئة. لم يفتح المعبر بشكل كامل إلا مع ثورة 25 يناير لكن منذ عام 2013 عاد الوضع إلى ما كان عليه سابقاً. في عام 2017، فُتح المعبر أمام حركة الأفراد الحاصلين على تصريح أمني مع الخضوع لعمليات تفتيش صارمة.
-
معبر رفح.. “شريان الحياة” لسكان غزة ونافذتهم الضيقة نحو العالم
مخاوف مصرية
تكمن أكبر مخاوف مصر في أمرين؛ الأول هو حدوث تدفق هائل للاجئين الفلسطينيين الفارين من الحرب عبر معبر رفح. والثاني وهو الأخطر ويتمثل في احتمال دخول مسلحين إسلاميين إلى البلاد، خصوصاً وأن مصر تواجه جماعات إسلامية متشددة في سيناء وذلك على مدار أكثر من 10 سنوات. لذلك تولي مصر أهمية مشددة لتأمين معبر رفح.
-
معبر رفح.. “شريان الحياة” لسكان غزة ونافذتهم الضيقة نحو العالم
تطبيق إجراءات مشددة
لا تسمح السلطات المصرية للفلسطينيين بمغادرة غزة بسهولة، إذ يجب على الفلسطينيين الراغبين باستخدام معبر رفح التسجيل لدى السلطات الفلسطينية المحلية قبل سفرهم بنحو شهر وقد يتم رفض طلبهم إما من قبل السلطات الفلسطينية أو المصرية دون إبداء الأسباب. وفيما يشكو فلسطينيون من سوء معاملة على المعبر، تُبقي إسرائيل سيطرتها كاملة على ما يمر عبر القطاع خوفاً من وصول أي مساعدات خاصة لحركة حماس.
-
معبر رفح.. “شريان الحياة” لسكان غزة ونافذتهم الضيقة نحو العالم
الأولوية للحالات الإنسانية
أعطيت الأولوية في الاتفاق الأخير بين حماس وإسرائيل لعبور المساعدات الإنسانية والحالات المرضية وخصوصاً الأطفال الخُدج (غير مكتملي النمو) حيث أصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قراراً باستقبالهم في المستشفيات المصرية.
-
معبر رفح.. “شريان الحياة” لسكان غزة ونافذتهم الضيقة نحو العالم
مخاوف من كارثة إنسانية
في مؤتمر صحفي كبير عقد في أكتوبر/تشرين الأول 2023، حذر الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرش من أمام بوابات المعبر في الجانب المصري من استمرار إغلاقه، منذراً بحدوث كارثة إنسانية إن لم تدخل المساعدات الإنسانية إلى غزة، وشدد على ضرورة ضمان عبور قوافل المساعدات بعدد كبير من الشاحنات كل يوم إلى قطاع غزة لتوفير الدعم الكافي لسكانه.
-
معبر رفح.. “شريان الحياة” لسكان غزة ونافذتهم الضيقة نحو العالم
القصف يعرقل انتظام عمل المعبر
خلال الحرب الأخيرة، أكدت مصر عدة مرات أن المعبر مفتوح من جانبها وأنه لم يتم إغلاقه منذ بدء الأزمة الراهنة، لكن تعرض مرافقه في الجانب الفلسطيني للدمار بسبب الغارات الإسرائيلية يحول دون انتظام عمله بشكل طبيعي، وفق ما ذكرت الخارجية المصرية. إعداد: عماد حسن.