ذكرت السلطات الصحية، التابعة لحركة “حماس” أن عدداً من الأشخاص قتلوا في غارات جوية، على مدينة “دير البلح” وسط قطاع غزة، حسب صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” اليوم الأحد (17 كانون الأول/ديسمبر 2023).
ويتحدث شهود عيان عن غارات جوية إسرائيلية وهجمات بالمدفعية على بلدة “بني سهيلة” الجنوبية شرق خان يونس، ثاني أكبر مدينة في قطاع غزة ومعقل لحركة “حماس”.
وقال الجيش الإسرائيلي اليوم الأحد إن جنديين إسرائيليين آخرين لقيا مصرعهما. وقال الجيش إن 121 جندياً لقوا حتفهم منذ أن شنت إسرائيل هجومها البري على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وكان رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي قد أعلن في وقت سابق مسؤوليته عن قتل ثلاثة محتجزين إسرائيليين في قطاع غزة عن طريق الخطأ على يد جنود إسرائيليين. وقال في مقطع فيديو نشر على منصة إكس، ليل السبت: “الجيش وأنا، بصفتي قائده، مسؤولان عما حدث وسنفعل كل ما في وسعنا لمنع حدوث مثل هذه الحالات مرة أخرى في مستقبل القتال”. وأوضح أنه يجب عدم إطلاق النار على الأشخاص الذين يحملون رايات بيضاء ويريدون الاستسلام. وشدد هاليفي على أن قواعد الاشتباك انتهكت عندما قُتل المحتجزين.
ويذكر أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
فرنسا تطالب بـ”هدنة جديدة فورية ومستدامة”
وأعربت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا عن قلق بلادها “البالغ” إزاء الوضع في قطاع غزة، مطالبة بـ”هدنة جديدة فورية ومستدامة” في الحرب بين إسرائيل وحماس، وذلك خلال زيارتها تل أبيب الأحد.
وقالت كولونا في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرها الإسرائيلي إيلي كوهين “قتل الكثير من المدنيين”، مشددة على عدم وجوب نسيان ضحايا الهجوم الذي شنته حركة حماس على جنوب الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول/اكتوبر.
وفي نفس السياق، قالت وزارة الخارجية الفرنسية أمس السبت إن مسؤولاً دبلوماسياً فرنسياً لقي حتفه متأثراً بجروح أصيب بها خلال قصف إسرائيلي في قطاع غزة. وأضافت الوزارة، في بيان، أن المسؤول لجأ مع زميلين آخرين وأفراد أسرته، إلى منزل أحد زملائه في القنصلية الفرنسية في رفح بجنوب قطاع غزة قرب الحدود مع مصر. وقال البيان إن المنزل تعرض للقصف الإسرائيلي الأربعاء الماضي، مما أدى إلى إصابة المسؤول بجروح ومقتل نحو 10 أشخاص. وقالت الوزارة إن المسؤول الذي كان “يعمل لصالح فرنسا” منذ عام 2002 لقي حتفه لاحقاً.
وأضافت الوزارة أن “فرنسا تدين قصف مبنى سكني أدى إلى مقتل الكثير من المدنيين الآخرين”. وقالت الوزارة “نطالب السلطات الإسرائيلية بتوضيح ملابسات هذا التفجير بشكل كامل، في أسرع وقت ممكن”.
ومن جهته رأى وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين الأحد أن بإمكان فرنسا أداء “دور هام” لمنع اندلاع حرب في لبنان، في ظل القصف اليومي المتبادل عبر الحدود بين الدولة العبرية وحزب الله، منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة.
وقال كوهين “بإمكان فرنسا أداء دور ايجابي وهام لمنع حرب في لبنان”، وذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك في تل أبيب مع نظيرته كاترين كولونا التي من المقرر أن تزور بيروت الإثنين.
وبدأت القوات الإسرائيلية هجوماً برياً على قطاع غزة عقب الهجمات التي شنتها حركة حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي على الأراضي الإسرائيلية عبر الحدود، والتي أسفرت عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز نحو 240 رهينة. وقد سبق الهجوم البري عمليات قصف جوي. ووفقاً لحماس، فقد لقي نحو 18 ألف و700 شخص، كثير منهم من المدنيين، حتفهم.
منظمة الصحة تقرع ناقوس الخطر
وبدورها أكدت منظمة الصحة العالمية الأحد أن قسم الطوارئ في مجمع الشفاء الطبي في قطاع غزة استحال “حمام دم” وبات يحتاج الى “إعادة تأهيل” بعد تعرضه لأضرار بالغة جراء القصف الإسرائيلي. وأوضحت المنظمة أن فريقا منها ومن وكالات أخرى تابعة للأمم المتحدة، تمكّن السبت من إيصال مواد طبية الى مجمع الشفاء الواقع في غرب مدينة غزة (شمال)، وهو أكبر مستشفيات القطاع. وأشارت في بيان الاحد إلى أن “عشرات الآلاف من النازحين” لجأوا الى هذا المجمع الذي “يفتقر” الى المياه والغذاء.
وتعرّضت البنية التحتية الصحية بأكملها في قطاع غزة، لأضرار بالغة جراء القصف والعمليات البرية التي نفذهها الجيش الإسرائيلي. وتتهم إسرائيل حماس باستخدام عدد من المستشفيات، التي تتمتع بوضع حماية خاص بموجب قوانين الحرب، لإخفاء أسلحة وإقامة مراكز قيادة تحتها.
ويعدّ المستشفى الأهلي العربي الوحيد “الذي يعمل جزئياً” في الوقت الحالي في شمال قطاع غزة بأكمله، حيث تعمل ثلاثة مستشفيات بشكل محدود فقط هي الشفاء والعودة والصحابة. وقبل الحرب كان هناك 24 مستشفى في هذه المنطقة.
كذلك، أعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها بشأن مستشفى كمال عدوان. وكانت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس قد أفادت في 13 كانون الأول/ديسمبر بأنّ الجيش الإسرائيلي أطلق نيرانه على غرف المرضى في المستشفى المحاصر.
خ.س/م.س/ز.أ.ب (د ب أ، أ ف ب، رويترز)