تواصلت المعارك في شمال قطاع غزة، بشكل مكثف، جاء ذلك بعد يوم من إصدار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قرارا دعا فيه لزيادة المساعدات للقطاع الفلسطيني لكنه لم يصل إلى حد المطالبة بوقف إطلاق النار. وتصاعد دخان كثيف فوق مدينة جباليا بشمال القطاع والتي تضم أيضا أكبر مخيم للاجئين في غزة. وأفاد سكان باستمرار الغارات الجوية والقصف من دبابات إسرائيلية قالوا إنها توغلت داخل المدينة. وقالت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إنها دمرت خمس دبابات إسرائيلية في المنطقة مما أدى إلى سقوط أفراد طواقمها بين قتلى ومصابين بعد إعادة استخدام صاروخين غير منفجرين أطلقتهما إسرائيل في وقت سابق. ولم تتمكن رويترز من التحقق من هذا التقرير بشكل مستقل.
وقال كبير المتحدثين باسم الجيش الإسرائيلي، الجمعة، إن قوات الجيش حققت سيطرة عملياتية شبه كاملة على شمال غزة وتستعد لتوسيع الهجوم البري ليشمل مناطق أخرى في القطاع، مع التركيز على الجنوب. وقال الجيش الإسرائيلي اليوم إنه أطلق طلقات خادعة في منطقة عيسى بمدينة غزة لاستدراج عشرات المسلحين إلى مبنى كان بمثابة مقر لحركة حماس في شمال القطاع. وجاء في البيان “خلال نشاط العمليات المشتركة، وجهت القوات البرية والمخابراتية التابعة للجيش الإسرائيلي طائرة مقاتلة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي لضرب المبنى، والقضاء على الإرهابيين”.
وفي وقت لاحق من اليوم السبت، أفاد سكان ووسائل إعلام فلسطينية بأن الدبابات الإسرائيلية قصفت منطقة جحر الديك وسط قطاع غزة. ولم ترد تقارير حتى الآن عن سقوط ضحايا. وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية التابعة لحركة حماس أن 201 على الأقل قُتلوا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، ليرتفع عدد القتلى إلى 20258 خلال الصراع المستمر منذ 11 أسبوعا.
ومساء اليوم استهدفت طائرات حربية إسرائيلية منزلا في بلدة جباليا شمال قطاع غزة، ما أدى إلى مقتل 12 شخصا من عائلة واحدة بينهم أطفال ونساء بحسب مصادر فلسطينية. وذكرت المصادر أن المدفعية الإسرائيلية قصفت منزلا في حي النزلة في جباليا، ما أدى إلى مقتل طفل وإصابة عدد أخر بجروح.
وبحسب مصادر فلسطينية شنت طائرات إسرائيلية غارات عنيفة استهدفت حي الشيخ رضوان شمالي مدينة غزة، وبلدة جباليا البلد شمال القطاع. كما استهدف قصف مدفعي إسرائيلي الأطراف الشرقية لمدينة دير البلح وخان يونس وسط وجنوب قطاع غزة ما خلف قتلى وجرحى.
غموض يحيط بوضع الأسرى الإسرائيليين
من جهة أخرى رجحت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مقتل خمسة محتجزين إسرائيليين بعد فقدان الاتصال بمجموعة تحتجزهم في غزة نتيجة القصف الإسرائيلي بحسب ما صرح الناطق باسم القسام، مضيفاً أن القسام ترجح أنه تم قتل المحتجزين في إحدى الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة.
إلى ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي السبت مقتل خمسة من جنوده منذ الجمعة في معارك في قطاع غزة.
وقُتل أربعة عسكريين الجمعة في جنوب قطاع غزة فيما قُتل خامس السبت في شمال القطاع الفلسطيني، وفق بيان للجيش. وبذلك ترتفع إلى 144 حصيلة قتلى الجنود الإسرائيليين منذ أن بدأ الجيش الإسرائيلي في 27 تشرين الأول/أكتوبر عملية برية في قطاع غزة.
يذكر أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
تحذيرات من مجاعة في غزة
وقال سكان قطاع غزة إنهم يتعرضون للحرمان، وسط تحذيرات من جانب الأمم المتحدة من أن مئات الآلاف من الفلسطينيين يواجهون المجاعة.
وقال فلسطينيون لوكالة الأنباء الألمانية إن محتويات الطرود الغذائية من وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) تتضاءل يوما بعد يوم.
وأوضح زاهر رملاوي، الذي يقول إنه ينحدر من حي الشجاعية، أنه فر إلى رفح في الجنوب مع زوجته وأبنائهما الخمسة بسبب الحرب. وهم يعيشون هناك في خيمة مؤقتة. وقال رملاوي إن الأسرة لا تأكل سوى وجبة واحدة في اليوم. وهذا يشمل بضع قطع من الخبز والأطعمة المعلبة مثل الفاصوليا وبعض لحوم البقر”.
وأوضح رب الأسرة أنه فقد 12 كيلوجراما منذ اندلاع الحرب. ولا يستطيع هو وعائلته الحصول على مياه الشرب النظيفة، وهي مكلفة للغاية. لذلك فهو إما يشرب الماء المتبرع به أو في بعض الأحيان المياه الجوفية المالحة وغير الصحية، فيما قالت امرأة تعيش في خيمة في دير البلح إن أطفالها أصيبوا بالفعل بالمرض بسبب نقص الغذاء والماء.
وقالت السيدة إنه “للحصول على شيء للأكل، أنتظر في طابور طويل في مدرسة الأونروا”. وهناك تتلقى هيام الطعام المعلب والبسكويت وبعض الماء. وتضيف: “لكنهم لا يعطونك الدقيق (الطحين) لإعداد الخبز”.
وارتفعت أسعار المواد الغذائية بشكل كبير منذ الحرب. وقالت: “ليس لدي المال لشراء الطعام أو الماء. حتى الأطفال يأكلون مرة واحدة فقط في اليوم نتيجة لذلك. ومعظم الوقت ينامون جائعين”.
ع.ح./ف.ي. (د ب أ ، أ ف ب ، رويترز)