تركيا تمنع بث مسلسل أثار الجدل بين الإسلاميين والعلمانيين


بعد أن فرض المجلس الأعلى للإذاعة والتلفزيون في تركيا “آرتوك”، حظرا مؤقتا على بث مسلسل “براعم الورد القرمزي” (بالتركية: كيزيل غونجالار) بدعوى مخالفته “للقيم الوطنية والروحية للمجتمع”، تم منع بث المسلسل التلفزيوني الشهير، بعدما أيدت محكمة في إسطنبول الاثنين (8/1/2024) وقف بثه، بعد أن أثار غضب مجموعات محافظة، حسبما أعلن منتجه.

وقال المنتج فاروق تورغوت على منصة “إكس”، “لن يكون هناك بث هذا المساء. أكّدت المحكمة الإدارية في المنطقة قرار تعليق البث الصادر عن المجلس الأعلى للإعلام المرئي والمسموع. لا يمكننا بث مسلسل كيزيل غونجالار”.

يذكر أنه في نهاية ديسمبر/ كانون الأول، قرر مجلس “آرتوك” تعليق بث المسلسل لمدة أسبوعين “لعدم امتثاله للقيم الأخلاقية والوطنية” وفرض غرامة بقيمة تسعة ملايين ليرة تركية (275 ألف يورو تقريبًا) على قناة “فوكس”. وأُلغي كذلك ترخيص تصوير المسلسل الذي تم تصويره في موقع تديره وزارة الأسرة والعمل والخدمات الاجتماعية التركية.

مشاهدات بالملايين ورقم “قياسي” للشكاوى ضده

وقبل وقف بثه بشكل مؤقت، أثار عرض الحلقتين الأولى والثانية من المسلسل عبر قناة “فوكس تي في” التلفزيونية الخاصة، جدلًا في صفوف المحافظين الذين دعوا إلى منعه. واكتسب المسلسل شهرة كبيرة بعد أن وصل عدد مشاهدات حلقتيه الأولى والثانية إلى ما يقرب من 12 مليون مشاهدة على منصة “يوتيوب”، عقب بثه لأول مرة في 18 ديسمبر/ كانون الأول الماضي على القناة المملوكة لوحدة مجموعة شبكات فوكس التابعة لشركة والت ديزني.

وقال مسؤول في المجلس الأعلى للإذاعة والتلفزيون، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، بشرط عدم الكشف عن هويته، إن المجلس تلقى ما يقرب من 32 ألف شكوى فردية ضد المسلسل التلفزيوني، وهو أعلى رقم يتم تسجيله في تاريخ المجلس الرقابي الممتد لـ30 عاما.

ما هي قصة المسلسل المثير للجدل؟

تدور أحداث مسلسل “براعم الورد القرمزي” حول الشقاق بين الجماعات العلمانية وتلك الدينية المحافظة في تركيا. ويسلط المسلسل التلفزيوني الضوء على نمط الحياة المنعزلة إلى حد كبير، للمجتمعات أو الطوائف الإسلامية في البلاد، من خلال قصة اللقاء بين مريم المنضوية في حركة إسلامية وتحاول تجنّب تزويج ابنتها البالغة من العمر 14 عامًا في عمر مبكر كما حصل معها هي في صغرها، والطبيب النفسي العلماني ليفينت.

وأشاد معارضون للحكومة التركية بالمسلسل لنظرته لمكانة النساء والأطفال داخل الحركات الإسلامية التي ازداد نفوذها على مدى عقدين من الحكم الإسلامي المحافظ للرئيس الحالي رجب طيب أردوغان.

بينما تتهم وسائل الإعلام الموالية للحكومة المسلسل بأنه معاد للإسلام وقال أبو بكر شاهين، رئيس مجلس إدارة هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية وعضو حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يتزعمه الرئيس أردوغان، على موقع إكس قبل وقف عرضه مؤقتا إن المشاهدين الغاضبين دعوا إلى إلغاء العرض وإن ملصقاته على اللوحات الإعلانية في إسطنبول تعرضت للتخريب بالطلاء الأسود.

وقال منتج المسلسل، فاروق تورغوت، إن المسلسل يعكس الواقع الاجتماعي لتركيا ويصور الصراع بين الشرائح العلمانية والدينية في المجتمع. ونقلت صحيفة “حريت” اليومية عن تورغوت قوله “أحاول أن أعكس في مرآة واقع المجتمع التركي. يجب مناقشة الحقائق ولا يمكننا التقدم بتجاهلها.

يذكر أنه في نهاية العام 2022، أثارت قصة فتاة زوّجها والديها، العضوان في جماعة إسلامية، عن عمر ستة أعوام، ضجة في تركيا. وفي نهاية تشرين الأول/أكتوبر الماضي، حُكم على ذويها والرجل الذي تزوّجها بالسجن بين 16 و30 عامًا.

ص.ش/ع.ج.م (د ب أ، أ ف ب، رويترز)

(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
اضف تعليق
Comments (0)
Add Comment